الحلويات.. «عيدية دسمة» للكبار والصغار
ما ان يقترب موعد العيد حتى تستعد البيوت لاستقباله بالكثير من الحلويات، التي تعد الطبق الرئيس، إلى جانب اللحوم، في هذا اليوم، وضيافة لابد من تقديمها لكل الزوار والمهنئين بالعيد. وفيما تقوم بعض السيدات بإعداد الحلويات في المنزل، تقوم اخريات بشرائها جاهزة من السوق، وتتباين أصناف الحلويات التي تقدم في الدول العربية والخليجية، إذ تختلف في مذاقها والمكونات التي تدخلها، وكذلك نسبة الدسم الموجودة فيها. ويمكن القول ان بلاد الشام غالباً ما تميل الى البقلاوة، والمعمول الذي تدخله أنواع متعددة من المكسرات، والفستق والجوز، بينما تميل الدول الخليجية الى تقديم الحلوى العمانية، في حين يقدم في دول المغرب العربي «كعب الغزال».
حرص
قال الشيف التنفيذي في فندق رمادا في الشارقة، مراد بن أحمد، إن «البلاد العربية تتباين في انواع الحلويات التي تقدمها، وهذا التباين الذي يبدأ بالمكونات ينعكس على طبيعة الحلوى المقدمة، بمذاقها وما تحتويه من سعرات حرارية ودسامة»، مشيراً إلى انه لابد من الحرص عند تناول الحلويات، إذ إنها تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية، وبالتالي فتناولها بكميات كبيرة يجعل المرء معرضاً لكسب الوزن الزائد، ومشكلات في الهضم.
فواكه أكدت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، لطيفة راشد، انه يمكن اختيار الفواكه التي تعد من الحلويات عند البعض، أو حتى الشوكولاتة الداكنة، فهي صحية أكثر من غيرها، لأن حلويات بلاد الشام والخليج عبارة عن نشويات ودهون وسكريات، مشددة على وجوب الانتباه للأطفال في العيد وما يتناولونه من حلويات، لأن الطفل يحب تناول السكاكر بشكل كبير، منوهة بأن أسوأ انواع الحلويات التي تقدم للأطفال هي التي يضعها الطفل في فمه لوقت طويل، فهي عدا انها تحتوي على الكثير من السكر، تعمل على تسوس الأسنان وتسبب للأطفال الكثير من المشكلات.
|
ونوه بن أحمد بأن «هذه الحلويات غنية بالمكسرات، ولهذا تعدّ من الحلويات المفيدة، ولكن للتخفيف من ضررها، يمكن الاعتماد على الزبدة (اللايت) او حتى الحليب الخفيف الدسم»، لافتاً الى ان القطر الذي يضاف الى حلويات بلاد الشام يزيد من غناها بالسكر، بينما يعد العسل مكوناً صحياً أكثر، ولكنه لا يدخل حلويات بلاد الشام.
أما حلويات المغرب العربي، فأكد بن أحمد على أن 90٪ منها تصنع من اللوز المطحون، الذي يدخل معظم اطباق الحلويات، فيما يعد «كعب الغزال»، الصنف الأكثر شهرة، والمعروف في بلاد المغرب العربي، الى جانب الغريبة والسميد اللذين يقدمان في العيد، مشيراً إلى ان بعض الأصناف التي يتميز بها المغرب العربي «حبينا بعضنا»، و«هو عبارة عن قطع من الحليب والشوكولاتة، تلصق الى جانب بعضها البعض، ويطلق عليها هذا الاسم لجمال شكلها، ومعظم دول المغرب العربي لا تختلف في طريقة تقديم الحلويات، ولكنها تتباين في الأسماء التي تطلقها على الحلويات».
ونوه الشيف بأن المغرب العربي يتميز بكون حلوياته الأقل دسامة من بين مختلف الحلويات العربية، بسبب استخدام العسل في المكونات، وكذلك القليل من السمن، مشيرا الى انهم يدخلون العسل في المكونات، ووحدها تونس التي لديها احد الأطباق المغمسة بالعسل. أما في ما يخص الحلوى التي تقدم في الخليج، فلفت الى انها لا تقل عن حلوى بلاد الشام في دسامتها، فهي تعتمد على السمن والطحين. ونوه بأنها لا تتميز بغناها كما بقية البلدان، فأنواعها ليست كثيرة، وتقدم في العيد الحلوى العمانية في كل دول الخليج. ولفت الى ان معظم مصادر هذه الحلويات، هي تركيا، التي كانت لها جهود كبيرة في مجال الحلويات وتطوير انواعها، وأشار الى انه يعمل بجد على نشر التوعية حول أهمية الأكل الصحي، لاسيما الحلويات المعدّة صحياً، ولهذا يعمل حالياً على نشر كتاب معد بوصفات صحية، يستخدم فيها بدائل السكر والمنتجات الخفيفة الدسم.
حصص
من جهتها، قالت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، لطيفة راشد، ان على المرء الانتباه الى الحصة التي يتناولها من الحلويات، والتي يجب أن تكون صغيرة، وبالتالي يمكن تقاسم الحصة المخصصة لشخص واحد بين شخصين، مشيرة الى ان بعض الحلويات تتميز بكونها صحية، ومنها «ام علي» و«الكريم كرامل»، او التي تدخلها الفواكه والمكسرات، فيما بعض الحلويات الأخرى التي تكون غنية بالسكريات البسيطة والسمن، يجب تناولها بكميات متواضعة ومحدودة جداً.
واعتبرت ان هناك انتشاراً اليوم لما يعرف بحلويات مرضى السكري، التي يتم الاستعاضة فيها عن السكر ببدائله، مشددة على ضرورة قراءة النشرة الخاصة بها قبل تناولها، والالتفات إلى طبيعة السكر الذي تحتويه، لافتة إلى ان بدائل السكر لا تعد خطرة، فبحسب دراسات اجريت يجب ألا تزيد على 50 غراماً لكل كيلوغرام من وزن الانسان.