سرطان عنق الرحم «يقتل» امرأة كل دقيقتين

قال خبراء واختصاصيون إن مرض سرطان عنق الرحم من أخطر الأمراض التي تصيب النساء حول العالم، مشيرين إلى أن المرض، وفقاً لإحصاءات عالمية، مسؤول عن وفاة امرأة كل دقيقتين حول العالم، وامرأة كل ساعة في منطقة الشرق الأوسط، مطالبين بضرورة التوعية بالمرض، وأهمية الكشف الدوري للحد من مضاعفات المرض، والتغلب عليه مبكراً.

وقالت رئيسة قسم مكافحة السرطان في هيئه الصحة بأبوظبي، الدكتورة جلاء طاهر، إن «السبب الرئيس للمرض فيروس يعرف باسم فيروس الورم الحليمي البشري، الذي يشمل نحو 15 نوعاً مسؤولة عن الإصابة بمرض سرطان عنق الرحم، وإن أهم طرق الوقاية من سرطان عنق الرحم هي لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، الذي يعمل على الوقاية من الإصابة بعدوى الفيروس ويعطى قبل الزواج، من عمر 15 ـ 26 سنة، أو بحسب توصيات الهيئات الصحية المحلية، على ثلاث جرعات خلال مدة لا تتجاوز الأشهر الستة، إلى جانب الفحص الدوري المعروف باسم فحص (مسحة عنق الرحم)، أو الفحص الزجاجي، والذي يسمح باكتشاف أي تغييرات سرطانية في خلايا عنق الرحم وعلاجها في مراحل مبكرة»، مشيرة إلى أنه «ينصح بعمل الفحص بعد الزواج، مرة على الأقل، كل ثلاث سنوات ابتداءً من عمر 25 ـ 65 عاماً، أو حسب توصيات الطبيب».

جاء ذلك ضمن المحاضرة التي دشنت حملة مكافحة مرض سرطان عنق الرحم، والتوعية بخطورته التي أطلقها، أخيراً، في ابوظبي، الاتحاد النسائي العام، بالتعاون مع هيئة الصحة في أبوظبي وهيئة الصحة في دبي، وجمعية الإمارات الطبية ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ونادي سيدات دبي، ونادي الشارقة للسيدات، وبرنامج «تم» للتطوع الاجتماعي، وفريق عربيانا للفروسية، تحت شعار «اعيدي التفكير» خلال الفترة من الثاني من الشهر الجاري ولمدة عام.

أهداف

من جهتها، أشارت استشارية أمراض النساء رئيسة مركز صحة المرأة، رئيسة جمعية النساء والولادة بمستشفى العين، الدكتورة شمسة العور، إلى أن «الهدف الأساسي من الحملة هو توعية النساء والأمهات بأهمية وسبل الوقاية من سرطان عنق الرحم، وضرورة استشارة طبيب متخصص في هذا المجال»، لافتة إلى أن «خطورة المرض تكمن في أنه في بدايته لا يسبب أي أعراض، لكن مع تقدم الحالة قد يؤدي إلى نزف، إضافة إلى الشعور بألم شديد، ما يستدعي ضرورة العرض على الطبيب لتلافي المزيد من المضاعفات».

يشار إلى أن دراسة ميدانية أجرتها إحدى المؤسسات العالمية حول مرض سرطان عنق الرحم في الإمارات حذرت من انخفاض مستوى الوعي الاجتماعي بخطورة هذا المرض. وأظهرت الدراسة التي شملت عينة بلغت 1000 امرأة، أن 55٪ من عينة البحث اعتبرن أنهن غير معرضات للإصابة بالمرض، بينما ذكرت 61٪ من الشريحة انهن غير مهتمات بالسؤال أو معرفة ماهية مرض سرطان عنق الرحم.

وأوضحت الدراسة كذلك أن «44٪ من عينة البحث تدرك أن الفحص الدوري مسألة ضرورية للكشف عن المرض، ولكن 78٪ من هذه النسبة لم يسبق لهن القيام بأجراء أي فحوص دورية للكشف عن الإصابة بالمرض من عدمه». في حين اعتبرت 26٪ من المشاركات في البحث أن الأطباء لهم دور كبير في رفع درجة الوعي الصحي لديهن والحرص علي الحصول علي اللقاح، فيما يرى الأطباء أن عدم وعي النساء بخطورة المرض يمثل السبب الرئيس في الإصابة، وأن الفحص الدوري ووعي الأهل يمثلان حجر الزاوية لتشجيع النساء على التحدث للأطباء ومعرفة طرق الوقاية والكشف عن المرض.

إرشادات

من ناحيته، أفاد اختصاصي طب النساء والتوليد في مستشفى «ويل كير»، الدكتور سامح عزازي، بأن «هناك نوعين لمرض سرطان عنق الرحم، الأول هو سرطان الخلايا المحرشفة الذي ينمو في الخلايا التي تحيط بالرحم، والثاني ينمو من خلال الخلايا التي تنتج المخاط في أسفل عنق الرحم، وهذا النوع يصعب تشخيصه بسبب وجوده داخل عنق الرحم، كما أنه يشهد زيادة خاصة لدى الشابات». وأضاف أن «الورم ينمو في الجزء السفلي للرحم، وأن العدوى السابقة لا تقي من حدوث حالات العدوي المستقبلية».

وقالت مسؤولة مركز الإرشاد الصحي بالاتحاد النسائي العام، عائشة الزعابي، إن «الحملة التي تم إطلاقها من الاتحاد النسائي العام في أبوظبي هي حملة وطنية ستشمل كل الإمارات، إذ سيتم عقد محاضرات توعية حول المرض بمقر الاتحاد المختلفة، إضافة إلى المؤسسات الحكومية والخاصة وأماكن التجمعات، من أجل إيجاد حالة من الوعي المجتمعي بخطورة المرض وطرق الوقاية منه».

كما سيتم بث عدد من إرشادات التوعية، من خلال الإذاعات في الدولة العربية والإنجليزية، بهدف توعية المواطنين والمقيمين علي أرض الوطن.

وذكرت عائشة أن حملة «أعيدي التفكير» ستطلق مسابقة «أعيدي التفكير» بداية من العام المقبل، وستضم المسابقة ثلاثة أقسام: الأول يتعلق بتقديم تصميم أو فكرة إبداعية تحت عنوان «أعيدي التفكير» وفي أي مجال يتناول قضايا المرأة، والثاني وهو لأفضل تحقيق صحافي تناول مرض سرطان عنق الرحم وتطوراته وكيفية الوقاية منه، أما القسم الثالث حول أفضل تصميم لشعار الحملة الخاصة بمرض سرطان عنق الرحم.