أنماط الشخصية تحدد تفاعل المرء مع الفصول . غيتي

فصول السنــة.. 4 أمزجة متقلّبة

تتبدل مع تعاقب فصول السنة أمزجة الناس، حيث يصاب البعض بحالة من الاكتئاب في فصل الخريف، بينما يميل آخرون الى الشعور بالدفء والراحة مع الجو الشتوي، أو الصيفي. وتعتبر حرارة الطقس وطبيعة الحياة التي تفرضها الفصول المتباينة، السبب وراء اختلاف الأمزجة. وتتبدل الطريقة التي يتفاعل فيها الاشخاص مع بداية الفصول تبعاً للنمط الخاص بالشخصية، إذ إن هناك اربعة أنماط تختلف في تعاطيها مع متغيرات الطقس، تتباين بين الناري والهوائي والترابي والمائي.

وقالت الإماراتية لولوة محمد: «أميل الى الراحة في فصل الشتاء، حيث يمنحني الدفء الشعور بالراحة النفسية، لاسيما حين تكون السماء ملبدة بالغيوم، ورمادية وقاتمة، بينما اشعر مع فصل الصيف، لاسيما في أوقات الحرارة المرتفعة، بالضيق، خصوصا ان الطقس في الامارات شديد الحرارة، ولا نستطيع القيام بأي نشاطات خارجية خلاله». ونوهت محمد الى انها تحرص على السفر لفترة طويلة في الصيف للتخلص من قضاء الوقت في هذا الجو الذي يؤثر في مزاجها، حيث تصبح اكثر عصبية.

ويتفق مع ذلك السوري أنطوان حنا، الذي يرى في البرد ما يشعر المرء بالدفء والامان. ويرى حنا أن فصل الشتاء يبعث على الهدوء والراحة والسكينة، ويبعث في النفس نفحة من الأمل، لاسيما مع تساقط الأمطار. ولفت الى انه يشعر بالكثير من الحنين الى قضاء الشتاء في بلده، لاسيما حين تتساقط الثلوج، حيث يشعر المرء بالكثير من الحميمية في الجو، وحتى العلاقات الاسرية تتبدل في الشتاء فتكون أكثر ترابطاً، اذ تجتمع العائلات على المدفأة وهذا يخلق جواً تفاعلياً جديداً في المنزل.

كآبة

من جهته، رأى اللبناني فادي داغر، أن فصل الصيف يشعره بالراحة اكثر من الشتاء، منوها الى أنه يشعر بالكآبة مع اقتراب فصل الخريف، ويزداد الأمر مع الشتاء، لاسيما حين تسبب الامطار الازدحام الذي يؤخر المرء في الوصول الى عمله او منزله. وشدد على ان الصيف فيه الكثير من الفرح والحركة، ولا يشعر معه بالخمول. بينما رأى المصري محمود شعبان أن الحياة الصيفية منعشة وتدفع المرء للشعور بالأمل والفرح، بخلاف الشتاء الذي يشعر المرء بأن كل حركاته مقيدة، ولا يمكنه التخطيط لمشروعات خارجية. ولفت الى ان الصيف الحار جدا في الامارات يثير العصبية، تماما كما الشتاء، ولهذا يحرص على قضاء الأيام الشديدة الحر خارج الدولة. بدورها أكدت الفلسطينية ريما ابراهيم، أنها تميل الى الشعور بالارتياح مع الطقس المعتدل، أي الاقرب الى الربيعي، إذ تجد فيه الهدوء والطمأنينة، وتشعر أن طاقتها على العمل تزداد في هذا

طاقة إيجابية

نصح الدكتور محمد النحاس الناس بوجوب الحفاظ على صداقات مع الاشخاص الذين لديهم مثيرات متفاعلة، حيث يكون لهم دور في تفعيل المثير الخامل، فهذا التفاعل يبعد مشاعر الحزن والخزي والاكتئاب، ويزيد الطاقة الايجابية. كما نصح بوجوب الاستشارة ما بين الافكار والسلوك، أي نقل الفكر الى حيز السلوك، منوها الى وجود اشخاص يفكرون دون ان يسلكوا درب التنفيذ، فيما هناك آخرون لا ينفذون قبل ان يفكروا.

الشهر. وبخلافها، يرى اللبناني داوود الصغير، أن مزاجه لا يتقلب كثيرا مع الفصول، وانما مع ايام محددة من السنة. وأوضح قائلاً: «احياناً تكون هناك عاصفة رملية تثير عصبيتي وتشعرني بوجوب البقاء في المنزل، تماما كما في ايام المطر الغزير، فلا أحب الذهاب الى العمل او حتى الخروج من المنزل».

ضغوط

مدير المركز الدولي للاستشارات النفسية، الدكتور محمد النحاس، أكد وجود علاقة وطيدة بين حالة الجو وتغير الأمزجة، حيث انه لو خرج الانسان من بيته وامامه طريق مفتوحة وليست لديه مشكلات، سيكون كل شيء هادئاً وليس لديه فرصة للثورة على الأمور البسيطة والتافهة. بينما في المقابل، قد تكون الضغوط البسيطة القشة التي تقصم ظهر البعير، حيث يمكن من حرارة الجو او الازدحام او غيرهما من الأمور البسيطة ان تشكل الضغوط التي تجعل المرء ينفجر من لا شيء. ولفت النحاس الى انه في فصل الشتاء يقل خروج الناس، وكذلك تخف درجة حرارة الشمس، وللشمس علاقة بتنشيط الهرمونات، ولهذا يؤدي الجو الخريفي الى تخفيف الاستثارة، مما يبعث على الاطمئنان والسكينة عند البعض، وهذا يؤدي الى الاكتئاب.

ونوه النحاس الى وجود اربعة امزجة شهيرة، وهي الهوائي، والمائي، والترابي، والناري. ويتميز كل مزاج بطبيعة مختلفة، فالهوائي، يكون سعيدا في الهواء والصيف وفي الازدحام والاجواء المثيرة، لان طبيعته انه حيوي. اما المزاج الناري، فهو حيوي كالهوائي، ولكنه اكثر اندفاعا وتهورا، وغالبا ما يتوقع سوء النية. اما المزاج المائي، فهو بحسب النحاس، متلبد بطبيعته، وبالتالي مع الطقس البارد يصبح اكثر برودة، ومن الصعب اثارته، لأنه لا ينفعل مع المثير الطبيعي الانفعال المناسب. ولفت النحاس الى ان هذه الانماط غالبا ما تضيع طعم الانفعال، فتكون انفعالاتها مصطنعة وتزعج المحيطين. اما المزاج الاخير، وهو المزاج الترابي، فهو يتميز بكونه متزناً ومتأملا، وهو قادر على توقع الاحداث والتعامل بهدوء وروية وقادر على تنظيم الافكار وترتيبها، واحتواء الآخرين. واعتبر النحاس ان اكثر الامزجة التي تميل الى الاكتئاب في الشتاء هو المزاج المائي، كونه من الاساس، هناك ما يعرف بالمثير الفعال والمثير الخامل، فالأول يخرج من الهدوء والآخر يدفع لمزاج خامل. واعتبر ان المزاج المثير والمتفاعل، هو الترابي الذي يكون فرحا في الصيف، ومتأملا في الشتاء، اذ يشعر بالدفء الداخلي، ويكون هذا الاحساس كافيا له، ولكنه من الاشخاص الذي يحب مشاركة الآخرين، بخلاف الناري الذي لا يهنأ ان كان مزاجه متعكراً فينقل الجو الى محيطه.

الأكثر مشاركة