سباق القوارب المعادة التدوير.. أهداف بيئية وخيــرية
«مواد ثقيلة بما يكفي، وخفيفة لدرجة تسمح للقوارب بأن تطفو على سطح المياه».. هذه هي المعادلة التي اعتمدتها الفرق المشاركة في سباق القوارب المعادة التدوير، والذي اقيم اول من امس في دبي فيستفال مارينا، إذ استخدمت الفرق المشاركة، التي انقسمت ما بين طلبة وشركات، العبوات البلاستيكية، والحبال، وألواح الزجاج البلاستيكي وألواح الخشب، وغيرها من المواد التي تتيح انتاج مركبة قادرة على المنافسة.
وأبرز ما ميز القوارب التي فازت في السباق الذي يعود ريعه للصندوق العالمي للحياة البرية هو العمل الجماعي الذي ضمن توزيع المهام والتنسيق للفوز، إذ إن معظم المراكب صنعت من مواد متشابهة الى حد كبير.
حماية السلاحف أفاد المدير المنظم للفعالية، مدير «انتركونتننتال»، توم لورد بأن المبلغ النهائي الذي جمع في الحدث وصل الى نحو 105 آلاف درهم، مشيرا الى انه سيتم تقديم المبلغ الى الصندوق العالمي للحياة البرية، وسيتم استخدام المبلغ في مشروع خاص بحماية السلاحف التي تتعرض للانقراض. وأضاف «وجدت دراسات ان هناك انواعا من السلاحف تتعرض للانقراض، وقد عملوا في الصندوق العالمي للحياة البرية، جاهدين حتى توصلوا الى معرفة الأماكن التي توجد فيها هذه السلاحف، ولهذا سيتم وضع المبلغ لخدمة المشروع الخاص بحمايتها، والذي تبلغ ميزانيته مليون درهم، ما يعني اننا تمكنا من تأمين نحو 10٪ من المبلغ المطلوب». |
وقال مدير «انتركونتننتال» والمدير المنظم للحدث، توم لورد، عن الحدث الذي ينظم للسنة الرابعة على التوالي، إن «السباق يعد فرصة لجمع الأموال لهدف خيري، ولجعل الناس تستمتع في الوقت ذاته»، مشيرا الى ان عدد المشاركين هذا العام وصل الى 46 فريقا، منهم 35 من المدارس و11 من الشركات، في مقابل 25 فريقا العام الماضي، ما يعني ان الحدث يتنامى عاما بعد آخر.
وذكر لورد ان «فرق الشركات تدفع رسوما للمشاركة، تبلغ 7000 درهم، بينما المدارس تشارك مجانا، وهناك بعض الشركات قامت برعاية المدارس، إذ تهتم بالدعم المجتمعي، وتحمل شعار التجارة المسؤولة التي تعطي للمجتمع بطريقة مختلفة»، واصفا الحدث بالمهم، لأن ريعه خيري، ويزيد الوعي حول اهمية اعادة التدوير.
فوز
مارك ري ياس من شركة مرجان فيستيفال مارينا التي فاز فريقها بالمركز الأول عن فئة الشركات، قال إن فريقه الذي ضم ثمانية أفراد بنوا القارب على شكل سيارة، معتبرا أن الوصول إلى ذلك الشكل المميز لم يكن بالأمر السهل، إذ «واجه فريقنا الكثير من التحديات، وأبرزها الميزانية الخاصة بالمواد، فهناك مواد استخدمناها كان سعر القطعة الواحدة منها يبلغ 40 درهماً».
أما في اثناء السباق، فرأى ري ياس ان التعاون بين أفراد الفريق الواحد، من أهم الأمور التي التفتوا اليها مبكرا، لضمان عدم سير القارب في اتجاه خاطئ، لأنه في حال علق القارب سيفقدون السيطرة على اتجاهه وسرعته، مؤكدا ان «التخطيط الجيد هو الذي يضمن نجاح الفريق في السباق، وانهم تعلموا من أخطاء السنوات الماضية كيفية التعاطي مع المواد واتجاه القارب».
من جهته، أفاد الطالب راهول فارجيس، من مدرسة جوهرة دبي الخاصة، بأن القارب الذي بنوه كان من بلاستيك البي في سي، وقد سموا الفريق باسم المادة نفسها التي بنوا منها القارب. ولفت الى انهم عملوا كثيرا على بناء القارب، ولكن واجهوا الكثير من المشكلات قبل السباق، فقبل يوم واحد من السباق امتلأ القارب بالمياه، وبالتالي كان عليهم العمل على تصحيح عيوبه. والى جانب مشكلات القارب، فقد تم تبديل احد اعضاء الفريق، ولم يكن العضو الجديد لديه اي فكرة عن كيفية قيادة القارب، وبالتالي عملوا على وضع استراتيجية تتيح له الجلوس في الخلف، وتقليد الشخص الذي جلس امامه، الامر الذي سهل الفوز في فئة الطلبة.
تحدّيات
قال مدير مرفأ خورفكان إد فينبو، الذي فاز قارب فريقه بأفضل تصميم: «عملنا بجهد كبير لنبني قاربا مميزا نخوض السباق به، لاسيما ان أصعب التحديات التي واجهتنا تمثلت بنقل القارب من خورفكان الى دبي، إذ احتجنا إلى إجراء عملية النقل أكثر من مرة». وحول التصميم الخاص، أضاف «استخدمنا مواد متوسطة الثقل، لا يمكنها ان تتسبب في غرق القارب أو حتى في انقلابه، ولهذا عملنا على الموازنة في الثقل، واختبرناها قبل الحضور الى السباق».
من جانبه، أشار جيم شيبري، من فريق نادي البادية للغولف الذي فاز بأفضل لباس في المسابقة، الى انهم عمدوا إلى استخدام المواد التي تخرج من نادي البادية للغولف وابرزها البولستري، والحبال، وعبوات الزيت الفارغة، واحتاجوا الى ثلاثة اسابيع ليتمكنوا من انجاز القارب، مع العمل من ساعتين الى ثلاث يومياً، لافتا الى ان التحديات التي واجهت الفريق في السباق، كانت محاولة الابقاء على القارب خفيفا، لاسيما انه كبير في الحجم.
وذكر شيبري ان الرياح القوية لم تؤثر كثيرا في السباق، مشيرا الى ان اجمل ما عاشه في التجربة هو المتعة مع الفريق، خصوصا انه في الختام سيعود ريع الحدث لعمل خيري. واعتبر ان «التفاصيل مهمة، ولكن في هذه المسابقة لا ينبغي الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، إذ فاز فريقنا بأفضل لباس دون أن يكون لدينا أي تخطيط مسبق، ففي هكذا سباق لا بد من الاستمتاع بالتجربة، لأن الفوز ليس الهدف المطلوب».
أما الطالبة سلمى قطب من مدرسة يونيفرسال أميركان، فقالت انهم اعتمدوا على العبوات الكبيرة، ووضعوا ألواحا من الخشب فوق العبوات، واستخدموا الأكياس البلاستيكية لملء الفراغات، والحبال لشد القارب. ونوهت الى انهن جمعن المواد المستخدمة في القارب من المدرسة والمنازل، وعملت الى جانب اربع فتيات على بناء القارب والتسابق، وتركز اهتمامهن على تقديم فكرة جميلة وقارب محكم الربط يمكن ان يطفو ولا ينقلب في أثناء السباق. ولفتت الى ان ما شجعهن على المشاركة هو الهدف البيئي الذي يحمله الحدث.