البعض يعتبره حلاً مثالياً للمرأة العاملة.. وآخرون يرونه لا يلائم الطهو الشرقي
المطبخ المفتوح.. كثير من التـــواصل العائلي والروائح أيضاً
بين القبول والرفض تتباين وجهات النظر حول المطبخ المفتوح، إذ يعده البعض حلاً مثالياً يناسب المرأة، خصوصاً العاملة التي تقضي ساعات طويلة محرومة من أطفالها وزوجها، إذ يسهم المطبخ المفتوح في عدم زيادة ساعات العزلة عن العائلة أثناء عملية تجهيز الوجبات، فيما يعتبره آخرون تقسيما غربيا للمنازل، قد لا يلائم خصوصية المطبخ العربي التي تعتمد على البهارات والنكهات المميزة والروائح النفاذة التي ستملأ البيت في حال المطبخ المفتوح، لافتين إلى أن بعض النساء يفضلن عدم وجود أحد معهن في المطبخ أثناء إعداد الطعام، خصوصاً الأطفال الصغار.
مشاركة في الطبخ اعتبر مدير المركز الدولي للاستشارات النفسية الدكتور محمد النحاس، أن المطبخ المفتوح يشجع على المشاركة في الطبخ بين الزوجين، ما يزيد من دفء العلاقة. ونصح الأزواج بالمشاركة في إعداد الطعام، وإن كان ذلك من خلال غسل الخضراوات فقط أو حتى تقطيعها، معتبراً أن الفوائد التي تنعكس على الاسرة لا تقتصر على الزوجين، بل أيضاً يتعلم الأطفال معنى المشاركة، والصبر على انتظار الطعام. ونوه بأن شم رائحة الطعام الذي يعد، يجعل الجالسين يشتهونه، فمن المعروف أن البعض يعشق رائحة الأكل، مؤكداً ان هذا النظام الحياتي يشجع على تقدير الخدمات التي يقدمها الآخرون، اذ يجب دائماً على الاطفال وحتى الازواج تقديم الشكر إلى من أدى خدمة إعداد الطعام. |
ورأى اللبناني ايلي داوود، أن المطبخ المفتوح يكسر عزلة المرأة عن أسرتها لساعات أثناء الطهي في مطبخ مغلق، ومن إيجابياته أنه يتيح للأم رؤية أولادها، ومتابعة الصغار منهم، وهذا مهم جداً، حسب تعبيره. وأضاف «يسهم المطبخ المفتوح في التواصل الايجابي بين الزوجين، إذ يشتركان في إعداد الطعام، فرؤية الزوجة خلال عملية الطبخ، تشجع الزوج على دخول المطبخ، وتنمي لدى الأطفال تعلم معنى المشاركة، من خلال الأم والأب، إذ إن المشاركة يتعلمها الطفل من تعاون الأهل في تفاصيل الحياة». واعتبر داوود أن رائحة الطبخ وهو يعد تثير شهية الشخص الذي لا يعمل في إعداد الطعام، إذ إن كثيرين يحبون رائحة الطبخ قبل تناول الطعام. أما السلبيات، فبالنسبة إليه تنحصر في بقاء رائحة الطعام بغرفة الجلوس مدة من الزمن.
بينما أكد السوري معضاض الشاعر أن «أهم ميزات المطبخ المفتوح تتمثل في أنه يساعد المرأة على أن تكون قريبة من العائلة، كما أنها تبقى على تواصل مع أولادها، وبالتالي تبقى قادرة على السيطرة على نظام الحياة في المنزل، ورؤية ما يفعله الأولاد»، مشيرا إلى أن المنازل الفسيحة ذات الغرف المتعددة والمطابخ المنفصلة قد لا تكون متاحة لجميع الناس، ولاسيما ان إيجاراتها تكون مرتفعة أكثر من غيرها.
أما السوري محمد إبراهيم، فرأى أن المطبخ المفتوح فكرة إيجابية، وسلبياتها محدودة «إذ من الممكن فقط أن تدخل رائحة الطعام الى غرفة الجلوس، ولكن مع وجود الآلات التي تعمل على التخلص من الروائح لا يمكن أن يشعر المرء بالانزعاج».
تقسيم غربي
في المقابل، تلفت الأردنية رولا القدح، إلى أن المطبخ المفتوح فكرة غربية، وهذا التقسيم يلائم الأكلات الغربية أكثر من الشرقية التي غالباً ما تكون غنية بالبهارات وكذلك البصل والثوم، وبالتالي تدخل رائحة الطعام الى غرفة الجلوس. وقالت ان «مشاركة الأطفال الحياة مع الأم في المطبخ ليست صعبة وان كان المطبخ مستقلاً، إذ بإمكان الأم أن تضع طاولة وكراسي، وتطلب منهم الجلوس والمشاركة، وأعتقد أن المطبخ المستقل يعد مثالياً للمرأة العاملة، فهي تفضله، فليس لديها الكثير من الوقت لتقضيه مع العائلة». ووافقتها الرأي الأردنية ايناس أبوالحسن، التي رأت أن المطبخ المستقل أكثر أماناً للأم، لاسيما ان كان لديها أطفال في سن صغيرة، فهي تضمن وجودهم بعيدين عن الطبخ والنار وكل ما يمكن أن يؤذيهم، مضيفة أن «كثيرات من الأمهات يخفن على أطفالهن لحظة وجودهم خلال عملية الطهي، ووجود الاطفال وأفراد العائلة حول المرأة في المطبخ يشتت تركيزها»، معتبرة الدخول الى المطبخ وإعداد الطعام وإن كان يستغرق ساعات لا يحتاج الا للقليل من التنظيم، ولا يمكن أن يكون على حساب العائلة.
أما الاردنية منى عبدالرحيم، فلفتت الى ان مطبخها مستقل، ولكنها تعتزم الانتقال الى شقة بمطبخ مفتوح، لأنه من الجميل أن تعمل المرأة وترى أطفالها وتكون قادرة على مراقبتهم، وكذلك التواصل معهم ومع زوجها، مؤكدة أن السلبية الوحيدة لهذا المطبخ هي الرائحة التي تنبعث أحياناً، وبالتالي قد يقيد المرأة ويجعلها تتفادى الطبخ وإعداد الوجبات الكثيرة البهارات في حال كانت تنتظر زواراً.
تفاعل
من جانبه، قال مدير المركز الدولي للاستشارات النفسية الدكتور محمد النحاس إن «المطبخ المفتوح يؤدي الى حالة من التفاعل بين الأم وأفراد الأسرة، ويشيع جوا من الطمأنينة، ويعمل على بروز نوع من الاهتمامات المشتركة في الأسرة، فيدلي الأب برأيه في مستوى ابنه الدراسي، كما يسهل عليه الاطلاع على أفكار أولاده، بالإضافة الى بروز تأثير الأب في الأولاد فيكون قادراً على غرس بعض القيم والأفكار بالمشاركة مع الأم».
وأشار إلى أن هذا التقسيم لا يشعر الأم بالوحدة في أثناء الطهي، لاسيما ان عملية تحضير الطعام فيها نوع من أنواع الالتزام بالوقت وبالوجبات، فيتم تحضير الغداء أو العشاء مثلاً في أوقات محددة، وهذا يستغرق وقتا لا يقل عن ساعات، معتبراً أن المطبخ المفتوح يشعر الجميع بأنهم شاركوا في الطبخ وإعداد الطعام. وأكد النحاس أن المطبخ المفتوح في المنزل يسهم في التفاعل الديناميكي في الأسرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news