الحلويات.. بدائل تخفّــف من سعراتـها الحراريـة
تعد الحلويات من الأصناف المطلوبة والمرغوبة في الشرق الأوسط، والتي قد تدخل على الحياة الغذائية بشكل شبه يومي. ومما لا شك فيه أن أصناف الحلويات العربية التي تعد من الحلويات المرغوبة، تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية، إضافة إلى أنها مرتفعة الدهون والسكريات. ويمكن التأكيد أن الثقافة الصحية والوعي الصحي الذي ازداد في الآونة الاخيرة، جعل الناس تتجه أكثر إلى استخدام المواد القليلة الدسم والخفيفة السعرات الحرارية، بدائلَ صحيةً للحفاظ على امكانية تناول الحلويات.
دراسة
بينت دراسة استقصائية قامت بها شركة «نستلة» على موقع «فيس بوك»، أن 39٪ من الناس يتناولون الحلوى بشكل يومي، فيما 40٪ منهم يتناولونها مرتين إلى ثلاث مرات في الاسبوع. كما أكدت الدراسة التي أجريت على 500 شخص في «الشرق الأوسط»، أن قوالب الحلوى هي أكثر أنواع الحلويات المرغوبة في الشرق الاوسط، تليها المهلبية والمشروبات المخفوقة، وأخيرا البسكويت. وقالت اخصائية التغذية في شركة «نستلة»، زينب مكتبي: «حل محتوى الحلويات على السكر في مرتبة لاحقة بعد الدهون والسعرات الحرارية، فيما أشار 50٪ من المستطلعين، وهي نسبة عالية، الى أن محتوى العناصر الثلاثة - الدهون، السعرات الحرارية والسكر- في الحلوى هو مدعاة للقلق بالنسبة لهم بشكل متساوٍ». وأضافت «ليس من الضرورة التخلي عن تناول الحلوى عند اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، السر هو في الاعتدال، فمن خلال إعداد وصفات خفيفة، واستبدال بعض المكونات بأخرى أخف منها، والانتباه إلى الكميات المتناولة، يمكن للمرء أن يستمتع بحلوياته المفضلة دون الشعور بالقلق حيال زيادة وزن».
وأكدت مكتبي عدم وجود اية فوارق في ما يخص طريقة تعاطي الجسم مع السكر بين الإناث والذكور، منوهة الى أن جسد الرجل يحرق الدهون أكثر من المرأة، وذلك بسبب طبيعة التكوين الجسدي لكل منهما، لاسيما من حيث الطول والوزن والعضل. وشددت على أنه يمكن الاستمتاع بتناول الحلوى ضمن نظام غذائي صحي، وذلك عبر الانتباه للكمية المتناولة، وإعداد وصفات خفيفة واكتساب عادات جديدة تتمثل في تغيير طرق الطهي من القلي إلى الخبز، وإضافة الفواكه المجففة بدلاً من السكر، والحد من استخدام الزبدة والسمن، وإضافة المكسرات لتماسك الحلوى.
وشددت مكتبي على ضرورة الاعتدال في تناول السكر، وعلى امكانية استخدام المحليات الصناعية الموافق عليها من قبل المنظمات الصحية العالمية.
وعي
بدائلنصحت سمر بدوي الناس باستخدام بديل السكر في الحلويات، ومنها سكر الفواكه أو سكر «ستيفيا» المعتمد في الدول الاوروبية، والذي أكدت انه يتم استخدامه بديلاً عن «لاسبرتيم» للذين يعانون مرض السكري. أما بدائل السميد فتتمثل في الشوفان، فيما بدلاً من الزيت النباتي والزبدة يحل زيت الكانولا، وبذر الكتان وزيت الزيتون. ونوهت الى امكانية المزج بين الطحين العادي وطحين النخال، فيما لابد من استبدال الحليب الكامل الدسم بالحليب الخفيف الدسم. وشددت على ان اعتماد هذه البدائل لا يغير من مذاق الحلويات ولا حتى شكلها، اذ تبقى مرغوبة من قبل الكثيرين. |
قالت خبيرة المكملات الغذائية والصيدلانية سمر بدوي: «أصبح هناك وعي كبير من قبل الناس حول أهمية تناول السعرات الحرارية باعتدال، اذ اصبح الناس يتنبهون إلى احتواء قطع الحلوى على السعرات الحرارية». ولفتت بدوي الى انه «في حال أقمنا مقارنة بين الأشخاص المتقدمين في العمر، نجد أن صحتهم أفضل من الشباب الذين يتعرضون للجلطات والكوليسترول، علما ان الكبار كانوا يتناولون الحلويات الدسمة أيضا، وهذا مؤشر الى أن الأسباب وراء ارتفاع نسبة الإصابة بهذه الأمراض هو نتيجة عوامل عدة، منها العوامل البيئية التي تساعد على وجود الأمراض، خصوصا انه قل الاعتماد على الحلويات البيتية». ولفتت بدوي إلى أن «الحلويات البيتية، تكون معروفة المكونات وواضحة، بينما في المطاعم يعتمدون على السمن الحيواني او الصناعي، وهذا يزيد من نسبة الدهون المشبعة، في المقابل بدأنا نشهد اعتماد الكثير من المحال على الحلويات الخاصة بالريجيم، والخفيفة السعرات الحرارية والقليلة السكر، او التي تحتوي على بديل السكر او سكر الفواكه، او السكر الاسمر».
وتحدثت بدوي عن الأسواق العربية، منوهة إلى أن طرح البديل الصحي للمستهلك يجعله يلجأ الى كل ما هو صحي وخفيف السعرات، الى جانب أهمية الالتفات الى أن تكون الأسعار بمتناول الجميع، وذلك لأن الناس تعاني ارتفاع أسعار المواد البديلة والمنتجات الصحية. واعتبرت أنه «في حال أقمنا مقارنة بين الحلويات العربية والغربية، نجد أن الغربية تحتوي على عدد أكبر من السعرات الحرارية نتيجة احتوائها على الكثير من الكريما والشوكولاتة، وهي حلويات دسمة، بينما في الحلويات العربية هناك الكثير من الأصناف الخفيفة، إلى جانب امكانية التعديل في الاطباق والتغيير في المكونات».
وشددت على أنه «لا يمكن القول إنه علينا أن نأكل بمستوى محدد من الحلويات، فالمسألة تتعلق بمستوى السعرات الحرارية التي يتناولها المرء، اذ يجب ان يختزل من برنامجه معدل السعرات التي أخذها من قطعة الحلوى، ويفضل أن يكون تناول الحلويات من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع فقط».
ونصحت بدوي الناس بوجوب ممارسة الرياضة لحرق ما تناولوه من قطع الحلوى، او حتى تناول طحالب «سبيرولينا» التي تعمل على تخفيف الشهية تجاه السكريات، أو تناول كوب من الماء الفاتر مع ملعقة من خل التفاح، والذي يزيد من نسبة حرق الدهون.
وختمت بقولها إن «الأكل متعة من المتع التي أنعم بها الله علينا، ولكن يجب أن يعرف المرء ماذا يأكل وكيف ومتى». وشددت على وجوب التفات الدول العربية الى جعل البدائل الصحية مقبولة الثمن، ويمكن تناولها من قبل الجميع.