عرض فيه 11 مصمّماً رئيساً وعشرات المشاركات «الصامتة»

عناصر شواروفسكي.. حسّ مزدوج بـ 22 لوحة

صورة

عندما تتحول منصة عروض الأزياء إلى الخامة الأولية التي يجمح المصمم في تحويلها إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه مخيلته، تحضر على الفور «عناصر شواروفسكي»، التي تحرص في كل عام على أن تقدم لمجموعة من أشهر مصممي الأزياء المحليين، وآخرين صاعدين، المنصة المناسبة لعرض تلك الأفكار الفنية المتطرفة تارة والحداثية تارة أخرى، والتي تجد على منصة هذا الحدث في كل عام، موضوعا شيقا وغنيا يستوحي منه المصممون ابتكاراتهم الفنية.

في عالم حمل فكرة «حس مزدوج» أو «سينس أوف تو» قدم مجموعة من أشهر المصممين العرب والأجانب المنطلقين محليا وإقليميا، تصاميم مستوحاة من تلك الفكرة المتضاربة المتماهية في آن واحد، وبين الليل والنهار، والحب والحرب، والمسيطر والعبد، والذهب والفضة، وكل تلك العناصر التي قد تبدو متناقضة تارة، أو مولودة من رحم بعضها بعضا تارة أخرى، كانت أفكاراً لتصاميم مزدوجة قدمها 11 مصمماً، تفاوتت في قدرتها على إيصال الفكرة، وتلك التي بدت خارجة تماما عن الإطار المفهوم لها، أو التي استطاعت أن تجعل من العنوان نواة صغيرة لعالم متسع من الخيالات المتطرفة، فكانت القاعة الرئيسة لفندق أرماني في برج خليفة في دبي، الأربعاء الماضي، الوجهة التي جمعت نحو 500 مدعو لمشاهدة العرض المزخرف بعناصر شواروفسكي، إضافة لعروض صامتة عبر منصات ودمى عرض ازدانت بمجموعة من التصاميم لأسماء أخرى صاعدة من العرب، والخليجين، والإماراتيين، سواء في عالم الأزياء النسائية، أو الرجالية، أو الديكور.

11 مصمماً

22 تصميماً مختلفاً لـ11 مصمماً، قدم خلالها كل واحد منهم ابتكارين مزدوجين، يموجان في الإطار ذاته في تضاد أو تمازج، كان قادراً على أن يبرز ذلك الجانب المروض غالبا في عروض الأزياء المعتادة، إلا عندما تفتح تلك العناصر بابها لهم، وهم مصمم الأزياء فيرن أونيه لدار أماتو كوتور، ودار أزياء أروشي، ودار سارة للمصممة جمانة الحايك، والمصمم السوري حسن مارداش، واللبناني سهاد عكوري، ودار الأزياء الشهيرة «إزرا»، وشادي زين الدين، ومايكل سينكو، والمصممة اللبنانية ناريمان زيدان، وجنين الناشف مراد عبر دارها «جنين هوت كوتور»، والمصممة هويدا البريدي عبر دار أزيائها «هويدا هوت كوتور». إضافة إلى الأسماء الشهيرة التي حازت فرصة تقديم ابتكاراتها على منصة العرض، شاركت أيضا مجموعة كبيرة من الأسماء الشهيرة في عالم الأزياء النسائية والرجالية والديكور من خلال تخصيص منصات ثابتة لهم لعرض ابتكاراتهم، وشارك في ذلك كل من المصممة الإماراتية أمل مراد التي قدمت ابتكارا مميزا لفستان سهرة من الشيفون الليلكي المعتمد على «الدرابيه» المتجمع، والمزين في منطقة الرقبة والجذع والرسغ والحزام بعناصر شواروفسكي متعددة الأحجام والألوان التي تميل إلى اللون البنفسجي، إضافة إلى مشاركة دار كنزي للأزياء.

حب وحرب

استطاعت المصممة جمانة الحايك أن تقدم توليفة مبتكرة جمعت بين البذخ والجمال الملكي بين الجامع بين الرومانسية والترف، بفستان أنيق غير محتشد الأفكار، ذي قصة بسيطة وناعمة انسدلت بهدوء على الجسد، مزينة بكريستالات شواروفسكي التي كونت نقوشا على القماش الملكي اللماع، متدثرة برداء أحمر طويل برقبة عالية وأكتاف مستديرة نافرة مذهبة ومزينة بالكريستالات والقلائد الذهبية المتدلية، وحواشٍ من الفرو الأبيض، ما أعطى الرداء لمسة ملكية واضحة، ليقابلها في الوقت ذاته ذلك الجانب القوي والغامض والواثق للمرأة المحاربة بسروال ضيق من طبقات جلدية ذهبية وجذع من الشبك المذهب، وتلك الاكمام والأكتاف الذهبية المنتفخة بتصميم يبدو بالكامل كدرع المحارب، بينما تزينت المحاربة بخوذة مشبكة مزينة بالكامل بالكريستالات واللآلئ على شكل قلائد متعددة مكونة لوشاح يكشف عيون المحاربة فقط، ما أعطاها تلك اللمسة العربية الساحرة وقوتها الغامضة، فكان أحد أكثر المشاركات تميزا في العرض.

إضافة إلى ذلك تميزت فكرة دار أزياء «أروشي» التي قدمت فكرة المسيطر المتحكم واللعبة التي تتحرك بخيوط خفية، إذ قدمت الدار راقصة باليه مرتدية فستاناً بدا كفستان لعبة مزينة بماكياج وشعر حولها كلعبة حقيقية، بينما عززت ذلك بمشيها وتحركها كاللعبة المتحركة بخيوط، بينما حملت عارضة أخرى قطعتي الخشب التي غالبا ما تكون مرتبطة بخيوط لتحريك اللعبة، وعلى الرغم من تميز الفكرة إلا أن التنفيذ والتصميم لم يكن بالمبتكر أو بالجودة الكافية.

أضواء

غلبت فكرة الأضواء المنيرة المزينة للتصاميم والمواد البلاستيكية الشفافة على تصاميم ثلاثة أشهر مصممين من الفلبين والمنطلقين منذ عقود من دولة الإمارات وهم إزرا سانتوس، ومايكل سينكو، وفيرن أونيه. ولم يوفق الأخير بالفكرة التي خرجت عن التصميم إلا العرض المسرحي لعارضين رجلين ارتديا مجموعة من حمالات الكتف المرتبطة بأشواك حديدية نافرة من الظهر، وتنانير جلدية أقرب إلى ملابس المحاربين الرومانيين دون تقديم فكرة واضحة للأضواء التي أنارت كامل التصاميم أو فهم لمدى ارتباط التصميم بالفكرة المطلوب الاستيحاء منها. ولم تكن الأضواء المنيرة الحمراء المكونة لقلب أو زهرة «ربما»، والتي تكونت من ارتباط «الرجلين» ببعضهما بعضا بطريقة أقرب إلى العناق مقبولة أو منطقية لاكتمال الفكرة المستفزة بكل المقاييس.

قدم في الوقت ذاته سينكو تصميما مكونا من قطعة كاملة «أوفرهول» ضيق بالكامل من قماش خفيف مطاط قريب من لون البشرة مزين بالكامل بأحجار الكريستال التي كونت خطوطا مقوسة ومتوازية منقوشة عليها، ما جعلها تبدو كما لو كانت كريستالات منقوشة على أجساد العارضات، بينما ارتدت العارضتان سترات ضخمة من أنابيب النايلون الشفافة وخوذات شفافة أقرب لخوذات الدراجات النارية، في المقابل قدم إزرا تصميما مميزا لفكرة بدت متطرفة نوعا ما لفستان أبيض شفاف وطويل مزين بسترة بارزة الخطوط من الخطوط البلاستيكية المزينة بالكريستال بفكرة بدت أقرب للفراشة التي اكتملت وتكونت وأخذت شكلها المميز والناضج، إلى جانب عارضة أخرى توسطت بيضة كبيرة شفافة، لعارضة ارتدت تصميما أقرب إلى مايوه سباحة من الكريستال الأبيض والأسود فوق سروال ضيق أسود وأكمام ضخمة منتفخة وحذاء ذي تصميم عالٍ ومتطرف من دون كعب واضح.

تويتر