المبادرة تعزز وعي الناس بأهمية الأعمال الخيرية خصوصاً لذوي الإعاقة. أرشيفية

مشي خيري من أبوظبي إلى دبي

كثيرة هي الصعوبات التي قد تواجه المرء حين يقرر السير لمسافة تزيد على 100 كيلومتر. ولكن الإماراتي ناصر محمد، قرر وللمرة الخامسة تحدي تلك الصعوبات، والسير من أبو ظبي حتى دبي، من أجل هدف خيري. وأعلن، أمس، عن المبادرة التي يواظب عليها كل عامين، في المؤتمر الصحافي، الذي عقد في مقر مركز النور بدبي، الذي يعود ريع المبادرة له. ويعمل هذا العام على السير مع محمد نحو 127 شخصاً في رحلته، التي تبدأ في 15 الجاري، وتنتهي عصر اليوم التالي.

تفاعل

قالت مديرة مركز النور، اسفانا الخطيب، إن «هذه المبادرة تسهم في تعزيز الوعي بأهمية العمل الخيري». واعتبرت أن ما يقدمه ناصر محمد، من خلال المبادرة، يشجع الناس على السير، أو القيام بأشياء شبيهة، من أجل من هم بحاجة إلى الدعم.

وأشارت إلى أن «التبرعات تخدم البرامج التي تهدف إلى إدماج الأطفال ذوي الإعاقة في المجتمع، وإكسابهم بعض المهارات التي تفيدهم في حياتهم».

وقال ناصر محمد لـ«الإمارات اليوم»، إن «السير يبدأ الخميس المقبل عند الواحدة بعد منتصف الليل. وأعتقد أننا سنحتاج الى وقت يراوح بين 36 و40 ساعة، وبالتالي اتوقع أن نصل دبي بعد ظهر يوم الجمعة، ومن المتوقع أن نصل مركز ابن بطوطة عند الرابعة عصراً». ولفت إلى أنه «ينتظر المشاركين الذين يمشون معه عند المحطة التي تلي (ابن بطوطة)، لمدة نصف ساعة تقريباً، وبعدها سيمشون سوياً حتى (راك بنك)، وهناك يتم تسليم المبلغ الذي يقدمه البنك لمركز النور».

واعتبر أن أبرز الصعوبات التي تواجهه في المبادرة هو أن أشخاصاً يؤكدون قدومهم، ثم لا يحضرون، أو أنهم يسيرون لمسافة قصيرة، ويتوقفون بسبب التعب. وأكد أنه «في المبادرة السابقة مشى مسافة 50 كيلومتراً وحيداً، بعد أن رحل المشاركون في بداية الرحلة، ثم ما لبث أن شارك معه آخرون».

حول الصعوبات التي يتعرض لها في السير، قال محمد: «هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر في سيرنا، ومنها التقرحات في القدمين، وكذلك عدم قدرتنا على حمل أوزان ثقيلة في الحقيبة الخاصة بنا، علماً بأن المسافة التي تفصل بين المحطات ليست قريبة، وقد نحتاج الى الكثير من المياه والطعام، وكذلك بعض الفيتامينات». وأشار إلى أن «الطقس يلعب دوره في زيادة الصعوبات، إذ يبدأون في الصباح الباكر، حيث يكون الطقس بارداً، ثم يتابعون حتى الظهر فيشتد الحر مع سطوع الشمس، ولهذا شدد على أنهم يحرصون على السير ليلاً، وتوقيت الاستراحات في فترة الظهيرة». ونوه إلى أنه إلى جانب هذه الصعوبات، يحتاجون أحياناً تغيير الحذاء، ويخلعونه ويسيرون من دونه لفترة، وبوساطة النعال المنزلي. ويعمل محمد على تقسيم الفريق إلى مجموعات، وذلك لأن المجموعات الكبيرة ستضيع الوقت في الأحاديث والنكات، وهذا يجعل الرحلة تستغرق وقتاً أطول.

ولفت إلى أنه يقوم في اليوم التالي بعد الرحلة إلى الذهاب إلى عمله، وقد يعاني بعض الآلام، ولكنه اعتاد على السير، حتى أن المسافة نفسها باتت تستغرق وقتاً أقصر، وذلك بسبب الاعتياد على مواقع المحطات، ومن أين نشتري الأمتعة وماذا نأخذ معنا.

وأكد أن الوقت المخصص للنوم هو خمس ساعات فقط، إذ يمكن أن يناموا مرتين أو ثلاث مرات لمدة لا تتجاوز الساعة والنصف ساعة، وفيما بعد تكون الاستراحات لمدة ربع ساعة.

الأكثر مشاركة