بدائل النيكوتين لا تكفي وحدها للإقلاع عن التدخين للأبد
تُعد فكرة الإقلاع عن التدخين من أكثر الأفكار التي يتم الترويج لها مع مطلع كل عام جديد. وعن عادة التدخين، يقول عضو الغرفة الاتحادية للصيادلة في العاصمة الألمانية برلين أندرياس كيفير «الجميع يعرف أن التدخين عادة غير صحية، بل وقد حاول جميع المدخنين تقريباً الإقلاع عنه. ولكن يُمثل ذلك صعوبة بالنسبة للكثير منهم؛ نظراً لإدمان الجسم لمادة النيكوتين»، مشيراً إلى أن بعض المستحضرات الطبية المحتوية على النيكوتين يُمكن أن تساعد على ذلك، مع العلم أنها لا تكفي وحدها لتحقيق غاية الإقلاع عن التدخين للأبد.
أما إذا كان التدخين مقترناً بمواقف حياتية معينة، كالتدخين بعد تناول الطعام مثلاً، فينصح الخبير الألماني بضرورة البحث عن طقوس جديدة، مثل تنظيف الأسنان بعد تناول الطعام. وكذلك إذا كانت الحاجة إلى التدخين مرتبطة بتناول أحد المنبهات كالقهوة مثلاً، فحينئذٍ يُمكن أن تساعد فكرة تناول مشروب آخر في المرحلة الأولى من الإقلاع عن التدخين، ولكن إذا ازدادت الحاجة إلى التدخين بصورة ملحة للغاية، فينصح كيفير باتباع ثلاثة إرشادات للتخلص من ذلك: أولاً إرجاء فكرة التدخين لوقت آخر واستنشاق نفس عميق 10 مرات. ثانياً تجنب أماكن التدخين، مثل الأماكن المخصصة لذلك في المطاعم. ثالثا التجاهل، مثل تجاهل دعوة أحد الأشخاص للتدخين.
وأوضح الخبير الألماني أن مادة النيكوتين التي يستقبلها الجسم أثناء التدخين تعمل على تنشيط مركز المكافأة والمتعة في المخ خلال ثوانٍ معدودة؛ ومن ثمّ يشعر المدخن بمزيد من اليقظة والمتعة في آن معاً خلال فترة قصيرة، لذا يُصاب المدخن بإدمان هذه المادة بعد فترة قصيرة، إذ تظهر لديه بعض أعراض الانسحاب، مثل التوتر والتهيج، إذا لم يستقبل جسمه جرعة النيكوتين بصورة منتظمة. وكي يتم التغلب على مثل هذه الأعراض المقلقة، يضطر الكثيرون حتى من راغبي الإقلاع عن التدخين إلى اللجوء للتدخين مرة ثانية. وأشار كيفير إلى أنه يُمكن التقليل من أعراض الانسحاب التي تطرأ على الجسم من خلال بدائل النيكوتين، قائلاً: «لن تُجدي هذه البدائل إلا خلال الفترة الانتقالية فحسب». وأوضح كيفير أن البدائل الطبية البديلة تختلف طبقاً لسلوك كل مدخن، فيوجد مثلاً العلكة أو الأقراص أو اللاصقات أو أدوية الاستنشاق.
ويطرح كيفير مثالاً على ذلك بأن العلكة تُعد بديلاً مناسباً للمدخنين، الذين اعتادوا على التدخين في مناسبات معينة. ولاستخدامها بصورة فعّالة يتم مضغ العلكة ببطء حتى يتشبع الفم بمذاقها اللاذع، ثم يتم وضعها على أحد جانبي الفم من الداخل، حتى يتضاءل مذاقها تدريجياً، على أن يتم تكرار ذلك كل نصف ساعة. أما عن لاصقة النيكوتين، فيتناسب استخدامها بالنسبة للمدخنين الذين اعتادوا التدخين بصورة منتظمة طوال اليوم؛ لأن نوعيات اللاصقات هذه يُمكنها التعامل مع التركيز الشديد للنيكوتين بالدم، مع ضرورة إزالتها بعد 16 إلى 24 ساعة، طبقاً لنوعية كل لاصقة.