طلّة أنثوية لا تخلو من خطر

تميل نساء كثيرات إلى ارتداء أحذية ذات كعب عالٍ، ليحصلن على طلة مفعمة بالأنوثة والإثارة، إلا أنها في الوقت نفسه طلة محفوفة بالخطر. وإذا كان الحذاء ذا مقاس غير مناسب أو إذا كانت المرأة غير معتادة على السير به، فإن هذا الحذاء الأنيق لن يمنحها الطلة المنشودة، وإنما على العكس سيمنحها طلة خرقاء وبلهاء؛ حيث تُصدر المرأة أصوات طقطقة أثناء السير، وتنحني إلى الأمام وتترنح، وقد يصل الأمر إلى حد الانقلاب. وبناء على ذلك يُفضل أن تبتعد المرأة عن الحذاء ذي الكعب العالي، إذا لم تكن معتادة عليه. كما ينبغي ألا يكون المظهر الأنيق للحذاء هو المعيار الوحيد عند الشراء؛ حيث ينبغي أن تتضمن أسس الاختيار أيضاً المقاس المناسب وارتفاع الكعب، كي يوفر لها الحذاء مِشية آمنة ويمنحها الطلة المرجوة.

مشية مترنّحة

تؤكد خبيرة الموضة آنا بنغمير لير، من مدينة دوسلدورف غربي ألمانيا، هذا المعنى قائلة: «المشية المترنحة المائلة للأمام تُفسد مظهر أجملأ حذاء ذي كعب عالٍ». وتقدم بنغمير لير خبراً ساراً لكل النساء، وتقول: «بشكل عام يعد الحذاء ذو الكعب العالي مناسباً لكل امرأة». ولكنها تعود وتشير إلى أنه ليس كل كعب عال يناسب كل امرأة. وتوضح خبيرة الموضة الألمانية ذلك بقولها: «المرأة ذات القوام الممتلئ نسبياً يُفضل أن ترتدي كعباً سميكاً بدلاً من الكعب النحيف». أما المرأة الرشيقة قصيرة القامة فتنصحها خبيرة الموضة الألمانية بارتداء كعب عالٍ وطويل، موضحة: «الكعب العالي يمنح المرأة الرشيقة قصيرة القامة طلة جذابة؛ حيث إنه يطيل سيقانها تلقائياً».

وتشير مونيكا ريشتر، المسؤولة عن أبحاث تطوير الأحذية لدى معهد الفحص والبحوث في مدينة بيرماسينس الألمانية إلى نقطة أكثر أهمية، ألا وهي ضرورة أن يوفر الحذاء ذو الكعب العالي للمرأة مِشية مستقرة وآمنة. وتنصح النساء بإلقاء نظرة متفحصة على الحذاء قبل ارتدائه. وعن كيفية فحص الحذاء تقول ريشتر: «انظري، هل الحذاء يتخذ وضعاً مستقراً أصلاً؟ فبعض الأحذية تتخذ وضعاً معوجاً عند وضعها على الأرض». وتوضح خبيرة الأحذية الألمانية، أن كعب الحذاء ينبغي أن يستقر على الأرض بكامل سطحه، وليس من عند حافة واحدة فقط. ويسري ذلك أيضا على منطقة راحة القدم؛ فإذا كان الحذاء يلامس الأرض عند نقطة واحدة فقط، فإنه لن يوفر للمرأة مِشية مستقرة وآمنة.

وتؤكد ريشتر ضرورة اختيار المقاس المناسب، موضحة أنه «لا يجوز أن يكون الحذاء زلقاً من الداخل لدرجة تنزلق معها القدم باتجاه مقدمة الحذاء، وتخلف فراغاً عند العقب». وتلفت خبيرة الأحذية الألمانية إلى أن هذا الأمر لا يرتبط بارتفاع الكعب فحسب، بل أيضا بفرش القدم والمقاس. وتوضح ريشتر: «إذا أمكنني أن أضع إصبعي بين العقب ومؤخرة الحذاء، فلا يجوز أن أجرب بكل بساطة حذاءً ذا مقاس أقل برقم واحد. ففي هذه الحالة يجب تجربة حذاء آخر تماماً».

الارتفاع الصحيح

تختلف آراء الخبراء حول الارتفاع الصحيح للكعب، إذ إن هذا أمر نسبي. وتوضح عضو الرابطة الألمانية لأخصائيي جراحة العظام وجراحات الحوادث، الدكتورة أنغيلا موفيس، أنه بالنسبة للمرأة ذات القدم الصغيرة جداً يمكن أن تكون زاوية الكعب العالي حادة لدرجة يتعذر معها أن تستقر راحة القدم في وضع أفقي. وتتابع موفيس «أما المرأة ذات القدم الكبيرة فيمكنها أن ترتدي كعباً عالياً بارتفاع 10 سنتيمترات».

إضافةٍ إلى ذلك يعد الكعب العالي مسألة تعوّد. وهنا تنصح الطبيبة الألمانية موفيس قائلة: «لذا ينبغي على المرأة الراغبة في شراء حذاء ذي كعب عال مراعاة ألا يتخطى ارتفاع الكعب مستوى ارتفاع كعب الأحذية العادية بثلاثة أو أربعة سنتيمترات». لذلك فهي تنصح النساء باختيار حذاء ذي كعب عال يزيد ارتفاعه على ارتفاع كعب الأحذية العادية بمقدار سنتيمتر واحد أو اثنين في بادئ الأمر.

ويمكن للمرأة التحقق مما إذا كان كعب الحذاء مرتفعاً جداً من خلال النظر في المرآة. وتوضح خبيرة الموضة الألمانية بنغمير لير «كل ما عليك فعله هو أن تسيري 10 خطوات أمام مرآة بطول جسم الإنسان؛ إذ سرعان ما تكتشفين ما إذا كنت تبدين أنيقة مع الحذاء ذي الكعب العالي أم لا». ومن خلال الوقوف بشكل جانبي أمام المرآة يمكن للمرأة اكتشاف ما إذا كان جسدها ينحني إلى الأمام وهي ترتدي الحذاء ذا الكعب العالي أم لا. وإذا تحققت المرأة من ذلك، فينبغي عليها ألا تشتريه.