تمّـام عزام يعيد نشر «غسيل قـــــــذر»

غسيل قذر، وحبال لنشر الملابس، وغسالة شبه معطلة، وشرفات كئيبة.. ملامح ستفاجئ زائر معرض الفنان السوري تمام عزام في «غاليري أيام» بمركز دبي المالي، والذي افتتح أخيرا تحت عنوان «غسيل قذر»، ويستمر حتى 26 من الشهر المقبل. .

بطاقة

تمام عزام فنان تشكيلي من مواليد .1980

تخرج في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام .2001

حاصل على شهادة في التصوير الزيتي من أكاديمية «أيلول» في دارة الفنون عمان، الأردن عام .2003

شارك في المعرض الفرنسي للشرق الأدنى في دمشق عام .2001

في ،2002 شارك في معرض «أربع فنانين سوريين» في «غاليري زارا» بعمان.

في ،2005 شارك في معرض «غاليري أتاسي» في دمشق.

في ،2006 شارك بمعرض المركز الثقافي الفرنسي، ومعرض دار «كلمات» في حلب.

يضم المعرض 20 عملا متباينة الأحجام، يحاكي من خلالها الفنان فكرة الغسيل القذر، في اشارة منه إلى أن العالم بات مراقبا، وحكما على كل من تسول له نفسه طمس الحقيقة، إذ يؤكد عزام أن العين هي الحكم الذي يفرق بين الغسيل الناصع البياض، والقذر شكلا ورائحة كذلك.

تثير اعمال «الغسيل القذر» في ذهن الزائر ذكرى متعلقة بالأم والجدات اللواتي ورثن طريقة نشر الغسيل، كأنها آلية يجب أن تعمم على حبل في شرفة، أو في غيرها، بأصول وقواعد معينة، خالفها عزام وصدم الجميع بها بشكل معاكس للمتعارف عليه، إذ تأتي حسب الامهات والجدات، وليس حسب عزام، البياضات الرجالي (الملابس الداخلية) في المقدمة على أول حبل، دلالة على فحولة أهل الدار، يلي ذلك ملابس النوم الرجالية، ثم بعد ذلك ملابس النساء التي كانت تعتبر حينها فضيحة اذا رآها أحد. أما عزام فنشر الغسيل القذر ولم يهتم بترتيب الأولويات، نشره فوق سطح العالم ليكون حضوره لافتا للأنظار لشدة واقعيته.

قضية

يريد الفنان السوري أن يستفز المشاهد كي يعيد ترتيب هذه القطع المتناثرة هنا وهناك، وربما يريد أن يعيد المشاهد غسلها، الحقيقة الوحيدة في غسيله أنه واقعي يشكل صدمة لها علاقة بأي قضية تشغل البال، قد تكون مسألة شخصية، أو سياسية وهي الأقرب الى الحدث الذي نعيشه وقد تكون اجتماعية.

أما بالنسبة لعزام، «فتكمن فائدة العمل على مثل هذه المنهجية في تيسير تشكيل عمل فني بوصفه شكلاً هجيناً، عملا قادرا على الاستعارة والتكاثر خلال تطوره، وبالتركيز على التقنية والتجريب، يتغير على نحو لافت كل تركيب من تراكيب السلسلة».

كولاج

تيمة نشر الغسيل استخدمها الفنان سابقا، لكنه عاد لينشر غسيلا قذرا مرة أخرى، مستعينا بما يشبه ورق الجدران، لذا تبدو حباله وغسيله في أشكال فوضوية، كغسيل بارز لأن الخلفيات كانت قاتمة، واستخدم الفنان أيضا في التنفيذ ألوانا خاصة، والحصيلة مشهد لا يمكن المرور أمامه مرور الكرام، مشهد ليس عابرا أبدا بل مستفز، وفي أحيان كثيرة يبعث على الفخر، فالغسيل القذر يرتبط غالبا بمن يلوث يده بالدم، ويدعي عكس ذلك،أو بالخيانة، أو بكل الصفات التي تحتمل أن يكون لها وجهان وتحتاج الى جرأة لتعلن، والكولاج وضح في تكنيكه ايضا انه استعان بمواد أخرى.

كان وأصبح

الجرأة في الطرح والمتتبع لأعمال عزام السابقة يلحظ أنها باتت أكثر مباشرة، كأن التغيير الذي تشهده المنطقة تحت مسمى «الربيع العربي» أعطى حقه في الفن أيضا أن يكون جزءا من تغيير ماهيته.

ومن متتبعي مراحل تطور تمام، الفنان العالمي وأحد رواد الحركة الفنية التشكيلية السورية مروان قصاب باشي، الذي يقول «وفق تمام في إيصال ماهية مشهده إلى المتلقي في أعمال الأخضر والسماء، وأيضا في تقديم الإشارات والإيحاءات المباشرة في هذه المرحلة الأرضية، والتأكيد لما ترى عيناه ولما يعنيه».

لا نعرف إذا ما شاهد قصاب باشي معرض عزام الأخير، لأن تصريحه السابق عن معرضين فائتين، يؤكد حسب قصاب باشي مباشرته في الطرح، ومعرضه الأخير «الغسيل القذر» مباشر ايضا، بل يعيش اللحظة، ليس كالأعـمال الـسابقة التي كان فيها عزام، يحاول تخطي الزمان والمكان.

الأكثر مشاركة