نصيحة للمسنّين: احترسوا من السقوط

السقوط قد يتسبب في كسور خطرة على المسنّين غيتي

بالنسبة للمسنّين الذين تتجاوز أعمارهم الـ،60 يمكن أن يتسبب السقوط الذي لا يبدو مؤذياً في نقلهم إلى المستشفى. وقبل عقود، كانت الإصابة بكسر في الحوض بمثابة عقوبة بالإعدام، لكن حاليا يسترد معظم المرضى عافيتهم بعد بضع ساعات.

ويقول المدير الطبي لقسم جراحة العظام في مستشفى جامعة توبنجن الألمانية، نيكولاوس فولكر، إن جميع حالات الإصابة بكسر في عنق عظم الفخذ تقريباً ترجع إلى هشاشة العظام، وهو مرض يتسم بترقق النسيج العظمي تدريجياً، وفقدان كثافة العظام. وأضاف «إلى حين حدوث ذلك (الإصابة بالكسر)، لا يدرك معظم المرضى أنهم مصابون بهشاشة العظام. فنادرا ما تكون هناك علامات تحذيرية، مثل الشعور بألم عندما يتم التحميل على أحد الأطراف.. لكن عندما يسقط أولئك الذين يعانون هشاشة العظام، فإنهم يصابون على الفور بكسر في الحوض».

وغالبا ما تكون أعراض الإصابة بكسر في الحوض واضحة. ويقول رئيس الرابطة الألمانية لجراحي العظام نيلس جراف شتينبوك-فيرمور: «تشعر بألم شديد، ولا يمكنك التحميل على ساقك، ومن ثم لا يمكنك الوقوف». ويوصي «إذا رأيت شخصاً مسناً سقط على الأرض ويشكو الألم ولا يستطيع التحرك، عليك الاتصال بطبيب طوارئ على الفور». وفي الوقت الحالي يمكن علاج جميع حالات الكسر في عنق عظام الفخذ تقريبا عن طريق الجراحة. ولعل أكثر الطرق شيوعا لعلاج هذا النوع من الكسور، يتمثل في قيام الأطباء بزرع عظام حوض اصطناعية. ويضيف شتينبوك-فيرمور «هذا النوع من الجراحة لا يستغرق أكثر من 30 إلى 40 دقيقة، لذا فإن المرضى الطاعنين في السن أيضاً لا يعانون أي مشكلة تقريبا، من المهم للغاية أن يتعافى المرضى في أسرع وقت ممكن. ينبغي أن يستطيعوا السير في رواق المستشفى ذهابا وإيابا في أول نهار، بعد إجراء العملية الجراحية».

لقد ولّت الأيام التي كان يرقد فيها المريض على جهاز التجبير لفترة تصل إلى ثلاثة أشهر، والتي يمكن أن يصاب خلالها الكثيرون بالالتهاب الرئوي أو الجلطة. وكان معدل الوفيات يزيد على 50٪ منذ عقود عدة، لكن فولكر يقول: «يراوح معدل الوفيات حاليا بين 3٪ و5٪. وصار علاج كسور عنق عظام الفخذ واحدة من أكثر العمليات نجاحا في جراحة العظام».

ومعظم المرضى يمكنهم مغادرة المستشفى بعد ما يراوح بين 10 و14 يوما، ويستطيعون التحميل بشكل كامل على سيقانهم من جديد. ويشير فولكر إلى أن المرضى يحتاجون بالطبع إلى علاج طبيعي مكثف بعد ذلك، فالجهاز العضلي يجب أن يبدأ في العمل مجددا بشكل سليم. وهذا هو السبب في أن المرضى يعرجون أثناء السير في البداية.

وفي حين أن العلاج الطبيعي يمكن إجراؤه للمرضى دون الحاجة إلى إقامتهم في المستشفى، فإن الكثيرين يختارون خضوعهم لعملية إعادة التأهيل في ظل اقامة كاملة بالمستشفى. ورغم أن معظم حالات كسور الحوض يمكن علاجها، وأن مرضى يستردون عافيتهم عادة في وقت قصير للغاية، حذر شتينبوك-فيرمور من المخاطرة، واقترح بعض الإجراءات الوقائية، وقال إن «أنماط الحياة الصحية وتناول الوجبات المتوازنة مع ممارسة التمارين الرياضية، مثل رياضة السير أو ركوب الدراجات تساعد على تقوية العظام». وتباينت الآراء بشأن فعالية المكملات الغذائية، مثل الكالسيوم وفيتامين «د»، حيث يرى شتينبوك-فيرمور أنها مفيدة، بينما لا يرى فيها فولكر نفعاً.

تويتر