كارين تلقب بـ«سيدة الصابون البلجيكي المعطّر». الإمارات اليوم

بلجيـكـية تصنـع «عولمــة معطّـرة»

اسمها كارين فان ديكركوف، لكنها معروفة بـ«سيدة الصابون المعطر»، ولا تحتاج إلى موعد كي تقابلها في متجرها الأشبه بمعرض فني تتنوع معروضاته الملوّنة ذات الرائحة الفواحة. وفي صناعتها تؤكد على الجانب الفني، وتبين أن صابونها المعطّر يمثل «عولمة معطرة» تجمع الشرق والغرب في تقنياته، عبر خلطة خاصة توصلت إليها بعد سنوات من البحث والتجريب.

مواعيد «سيدة الصابون» في مدينة جنت البلجيكية محددة بيوم السبت من كل أسبوع، إذ تفتح متجرها وهو ذاته معملها الذي تنتج فيه روائعها من أنواع الصابون الطبيعي المعطر.

«الإمارات اليوم» كانت في وسط المدينة القديمة من «جنت»، وعلى الزاوية من زقاق ضيق وجميل مرصوف بالزهور، كانت الرائحة تقودنا إلى متجر صغير أشبه بمعرض فني حديث.

تتحدث كارين عن الصابون وصناعته بشغف، فتبدأ حوارها بالحديث عن بداياتها فنانة تشكيلية ومعلمة للفنون، إلى أن تعرضت قبل 10 سنوات إلى أزمة شخصية جعلتها تقرر ترك التدريس والعمل، لكنها تقول هنا: «كان الفن بداخلي غير قابل للتوقف، لا يمكن أن يوقف تدفق الجمال، فتعلقت بالفكرة الفنية وراء صناعة الصابون المعطر، أثناء أسفاري، وتعلمتها بوصفها ممارسة فنية رفيعة في البداية».

رفق بالحيوان

تؤكد سيدة الصابون المعطّر، كارين فان ديكركوف، على ضرورة الانتباه إلى أن منتجاتها تحمل الإشارة المتعارف عليها دولياً بأن المنتجات لم يتم تجريبها على الحيوانات، وهو أمر غاية في الأهميـة، رفقاً بالحيوانات، كما تقول، خصوصاً أن معظم شركات مستحضرات التجميل الكيماوية تعمل على تجريب منتجاتها على الحيوانات قبل طرحها بالسوق، وهو ما ترفضه تماماً. وعن سبب امتناعها عن فتح فروع ومتاجر أخرى، تقول كارين: «إنها شغوفة بعملها بوصفه فناً، وليس تجارة، إذ إن الجانب التجاري منه يغطي ما تريده منه».

وترى أنها «لو فتحت فرعاً آخر، لفسد الفن في منتجاتها وفقدت قيمتها الجمالية، وأنها لا تفتح متجرها أو معرضها إلا يوماً واحداً في الأسبوع، هو السبت، وتتفرغ بقية أيام الأسبوع في تلبية دعوات مدارس الفنون الأوروبية ومدارس الأطفال لتعليمهم تقنيات صناعة الصابون».

وعن تلك البلدان التي أثرت بها بعد أن زارتها، تقول «سيدة الصابون»: «إنها أخذت فن صناعة الصــابون من ثلاثة بلدان رئيسة هي: اليابان بالدرجة الأولى، ثم اليونان وفرنسا، بعد أن أتقنت هذا الفن، بدأت لمدة ثلاث سنوات كاملة بالدراسة وعمل الأبحاث للتوصل الى تركيبة خاصة تشكل هويتي الفنية في صناعة الصابون». وتضيف أن «هدفها كان تحقيق تركيبة خاصة تميز كرات الصابون التي تصنعها، على أن تتحقق عناصر ثلاثة، تتمثل في الاعتماد على مواد طبيعية، وعدم استخدام الحيوانات في أي تجارب، والفائدة الطبية للجلد من استخدام المســـتحضرات التي تصـــنعها».

وتبين كارين أن دراساتها المكثفة والطويلة للوصول إلى تركيبة «صابونية» خاصة، كانت تركز على نعومة المواد المصنعة، وحجم وكثافة الرغوة المطلوبة من الصابون، لأنها تستخدم تقنية زيت الزيتون مركباً أساسياً في صناعة الصابون، وهي تقنية تعلمتها في اليونان.

وحول مدى معرفتها بصناعة الصابون من زيت الزيتون في البلدان العربية، خصوصاً منطقة بلاد الشام، تقول: «إنها تعرف أهمية زيت الزيتون في صناعة الصابون في فلسطين، وأهمية زيت الغار في سورية، لكنها لم تزر بلاد الشام، مكتفية بالتقنية اليونانية وهي، كما تقول، قريبة من تقنيات بلاد الشام، نظراً للجوار المتوسطي».

«أنينا» هو اسم العلامة التجارية التي أطلقتها كارين على منتجاتها، مشيرة إلى زجاج نافذة متجرها الفني في ملاحظة أن الاسم يقرأ بالمقلوب أيضاً، مؤكدة أنها أصرت في أوراق ترخيصها التجاري أن تضيف كلمة «منتجات إبداعية» لترسخ فكرة الفن لا التجارة في عملها، خصوصاً أن أهم منتجاتها على الإطلاق، والأكثر طلباً هو كرات الصابون المصنوعة من أوراق النعناع الياباني ممزوجة برائحة الشوكولاتة البلجيكية الشهيرة.

وتدافع «سيدة الصابون» عن فكرة المزج، وتقول: «إنها فكرة تزاوج الشرق والغرب في كرة صابونية واحدة، وإن الجمال يأخذ شكله النهائي بهذه الكرة الصغيرة العابقة بسحر الشرق وغموضه، وروعة الغرب وثقافته».

وتستطرد كارين بجدية ثقافية أن «الصابون الذي أصنعه، فيه سياسة ناعمة وجميلة، على عكس السياسة العالمية، وأن كرات الصابون حققت عولمة معطرة لم تحققها دول».

كارين، أخذتنا أثناء الحديث إلى مطبخ صناعة تحفها الفنية الجميلة، لتشرح كيفية صناعة منتجاتها الموزعة بين كرات صابونية هي أكثر ما تفخر به، ومكعبات الصابون المتنوعة الروائح ذات الشفافية الكهرمانية، وبأحجام متفاوتة، وأخيراً مراهم الجلد المصنوعة من مواد طبيعية، وأخذت امتيازها الطبي الأوروبي أخيراً. وعن تلك المراهم تقول «سيدة الصابون»: «إنها صنعتها أول مرة لنفسها بعد أن وجدت تأثير عملها على جلدها وبشرتها، ونجحت في صناعة مرهم طبيعي ذي رائحة طيبة للجلد، لا يسبب حساسيات ولا أثاراً جانبية، فأخذت امتياز تصنيعه».

الأكثر مشاركة