أول متحف مفتوح في إنجلترا منذ سبعينات القرن الماضي

«بيمش».. حياة كاملة من العـهد الفيكتوري

صورة

يعد متحف «بيمش» المفتوح أحد أكثر الوجهات المميزة التي يمكن زيارتها في بريتلي شمال إنجلترا، والواقعة بالقرب من مدينة ستانلي، في مقاطعة دورهان، حيث تعود عقارب التاريخ إلى مطلع القرن العشرين، في منطقة أعيد ترميمها وتنظيمها، لتصبح مثالاً حياً لمدن الحقبة الفيكتورية والإدواردية المعاصرة في ذلك الزمان، والقديمة بالنسبة لزوارها اليوم، فيدخل الزائر حياة كاملة من زمن جميل يتلمس فيها أدق التفاصيل الحياتية اليومية الساحرة.

يعكس المتحف الذي حاز عدداً من الجوائز العالمية في فئة المتاحف المفتوحة، الجانب الفيكتوري والإدواردي في أواخر فتراته، والتي اجتمعت أيضا مع بصمات للجانب الريفي للحياة في تلك الفترة.وعلى مساحة 300 هكتار (1.2 كيلومتر مربع) يضم المتحف مجموعة من المباني الأصلية التي أعيد ترميمها، وأخرى تم نقلها إلى المنطقة، إضافة إلى تلك التي صممت بشكل مشابه لنظيراتها، ومجموعة ضخمة من التحف اليدوية، والمعدات ومركبات العمل، إضافة إلى المواشي، والملابس التي تعود إلى تلك الفترة وصناعتها أيضاً.

منذ افتتاحه للزوار في عام ،1972 يعتبر متحف «بيمش» المفتوح، وهو الأول من نوعه في إنجلترا، إحدى أهم الوجهات التي يجب زيارتها من قبل المهتمين بالتعرف الى طبيعة الحياة في تلك الحقبة، وللأغراض التعليمية والتثقيفية، كما يعد أحد المراجع الحية التي استطاعت التأثير في شكل ونشاط المتاحف المفتوحة في مختلف دول العالم، إضافة إلى خدمة أهدافه الرئيسة، التي أعانت على مدى عقود طويلة، على الحفاظ على جزء من أسلوب الحياة التقليدية الريفية في شمال إنجلترا، وسلالات المواشي النادرة.

فكرة

طرحت فكرة المتحف في عام ،1958 وبدأت مرحلة جمع القطع الخاصة بالمتحف في موقع بيمش في عام ،1970 تحت إشراف وإدارة فرانك أتكنسون، الذي شعر بأن أسلوب الحياة التقليدي للمناطق الصناعية المعتمدة على التنقيب عن الفحم، وصناعة السفن، والحديد والفولاذ، بدأ بالزوال إلى جانب المجتمعات التي خدمتها وعاشت حولها، فكان مهتما بالحفاظ على العادات والتقاليد وطرق الحديث في تلك المنطقة، وقال آنذاك إنه من المهم «أن يتم بدء تجميع القطع بسرعة وعلى مستوى ضخم قدر المستطاع، لقد تأخرنا في ذلك»، معتمداً فكرة الجمع غير المقنن أو المغربل، ليتم لاحقا فرز وتصنيف واعتماد المناسب منها، فما كان على الأفراد سوى المشاركة وتقديم كل ما يرغبون في تقديمه، وكان تجاوب الأفراد في تلك الفترة واسعا وسريعا، مشاركين في كل ما يمكنهم تقديمه من جميع أنواع القطع، ابتداء من تلك الصغيرة ذات الاستخدام اليومي، إلى تلك الضخمة من مكائن بخارية، ومحال كاملة، ما انتشر على مساحة معسكر كامل بـ22 سقيفة وحظيرة بالقرب من منطقة المتحف.

في المتحف

نقل إلى منطقة المتحف كل من محطة القطار، ومنجم الفحم بالكامل، والذي تم سحبه إلى المنطقة التي كانت ملكاً لكل من عائلة إيدن وعائلة شافتو في الماضي، في عام افتتاح المتحف، وهي المنطقة التي تقع إلى جانب وادٍ منحدر، وتتميز بمنطقة غابات وأشجار كثيفة، بالإضافة إلى نهر يمر بها.

يتميز المتحف الذي افتتح رسميا في عام ،1985 بتمثيله لمناطق فيكتورية التصميم ذات بصمة معاصرة آنذاك في المقام الأول، تعود إلى عام ،1913 من متجر متنوع يحمل جهاز الدفع بماكينته الكلاسيكية، بالإضافة إلى شرفات لذوي الخدمات المحترفة، من مدرس موسيقي، وطبيب أسنان، ومنزل للمعيشة، ومكتب محامٍ، وحانة، ونزل، واسطبلات المدينة، ومنطقة لوقوف العربات، وفرع من مكتب صحيفة «سندرلاند ديلي إيكو»، وقرطاسية، ومطبعة، ومتجر لبيع وصنع السكاكر والحلويات، بالإضافة إلى ورشة للتصليح، وفرع من بنك «باركلي»، والذي اســـتخدمت فيه قطع كلاسيكية قديمة من فروع قديمة، وحديقة عامة تحـــتوي على منصة للعازفــين والمؤدين، ونوافير لشـــرب الماء، والتي تعتبر أحد الديكورات المزينة لشـــوارع المتحف.

ربما يكون موسما الربيع والصيف هما الفترتين المُثليين لزيارة المتحف، حيث تعتبر المدينة، وشوارعها، هي الجزء الوحيد المفتوح في المتحف خلال فصل الشتاء، بينما يتم العمل على خطط مستقبلية لإضافة منطقة لعب، ومحل لتوفير وتركيب التراكيب الكيماوية (صيدلية)، ومحطة شرطة وإطفائية، ومجموعة مبانٍ تابعة للبلدية، كما يضم المتحف قطعاً وحاجيات تابعة لسينما قديمة، ومصنع لإنتاج الغاز أيضا.

وأعانت فكرة الجمع غير المقنن للحاجيات التي يحتاجها المتحف على خلق نوع من التواصل الإيجابي والتجاوب بين المجتمع وبين المتحف وإدارته، إضافة إلى الأصدقاء المساندين للفكرة من منظمات وشركات، تأسست قبل المتحف. وارتفع عدد زوار المتحف بشكل كبير ليصل إلى 450 ألف زائر في السنة في العقد الأول من افتتاحه الرسمي، لينال لقب متحف العام في عام ،1986 ونال لقب المتحف الأوروبي للعام في عام ،1987 وقد تم تسجيله رسمياً من قبل مجلس المتاحف والمكتبات والأرشيف في عام 1997 متحفاً بمجموعة بارزة، كما نال لقب المتحف المفتوح للعام في عام .2002

تويتر