« واحة الســـــجاد »..حكـايا مـن التاريخ
تزخر واحة السجاد والفنون التي تنظمها جمارك دبي في القاعة الغربية لمركز معارض مطار دبي الدولي، ضمن فعاليات مهرجان دبي للتسوق ،2012 بكنوز متنوعة الأشكال والتصاميم من السجاد اليدوي يزيد عددها على 170 ألف قطعة، وتبارت على عرضها نحو 70 شركة وعارضاً، جاءوا إلى الواحة هذا العام وهم يعلمون أن لهذا المعرض رونقه وجاذبيته عند المهتمين باقتناء هذه الكنوز النادرة، وأيضا لمن يرغب في اقتناء سجاد عالي الجودة وبسعر في متناول اليد.
ولهذا تجد المعروضات تتنوع بين ما يمكن استخدامه تحفة فنية تزين الجدران، وما يمكن افتراشه على الأرض سجاداً عالي القيمة، حتى إن كثيرا من المعروضات لا يوجد منها سوى نسخة واحدة لها ما يميزها عن غيرها، واستغرق تنفيذها سنوات عدة.
هذا ما ينطبق على سبيل المثال على نحو 200 قطعة سجاد تعرضها شركة «بهزاد» للسجاد. وعن المشاركة في الواحة قال مديرها التنفيذي كاوه بهزاد: «نحن حريصون على المشاركة في الواحة سنوياً، فهي تعد بالنسبة لنا المعرض الأبرز من بين المعارض التي نشارك فيها حول العالم، ولهذا نحرص على تصنيع نوعيات من السجاد خاصة به، ونعلم أنها ستلقى إعجاب زبائننا الذين اعتادوا على زيارتنا في الواحة سنوياً خلال مهرجان دبي للتسوق».
تتنوع القطع التي تعرضها «بهزاد للسجاد» بين اللوحات الديكورية الجميلة التي يمكن تعليقها على الجدران، وبين السجاد الذي يمكن استخدامه لتزيين الارضيات والحفاظ على نظافة المكان وجماليته، وتراوح أسعارها بين 20 ألفاً و500 ألف درهم، وكثير منها تروي لمتأملها قصصاً من التاريخ، إحداها سجادة رمادية تجمع بين ثلاثة من أوائل من حكموا الولايات المتحدة الأميركية، واشتقت من لوحة مماثلة أصلية محفورة على الصخر، وسجادة أخرى للملكة كليوباترا محاطة بعدد من الأسود والنمور، وتحفة ديكورية ثالثة فائقة الجمال لمنظر الكعبة المشرفة، حيث الحرم وساحة الكعبة ممتلئة بحجاج بيت الله الحرام.
وفي ركن آخر من الواحة، تجد تشكيلة متنوعة لسجاد يخلط بين الحرير والصوف المصنوع في مناطق عدة شهيرة في إيران وتركمانستان وكشمير والهند والصين وكازاخستان وباكستان، تتجمع كلها تحت سقف واحد لشركة أصفهان للسجاد العجمي والتحف، ويقول مديرها التنفيذي عادل الأزرق «حرصنا على هذا التنوع في الأشكال والأسعار ومناطق التصنيع لأننا نعلم أن لكل منها زبونه الخاص. ويشكل المعرض فرصة مثالية لتعريف عملائنا بجديدنا في كل دورة، بل واستقطاب زبائن جدد يمكن أن يترددوا على الشركة طوال العام، إضافة إلى اطلاعنا على جديد الشركات المشاركة في المعرض».
ويعرض عادل الأزرق سجادة قيمة مصنوعة في أصفهان من الحرير، ويمكن لكل من ينظر اليها أن يتخيلها بوصف معين، إذ يمكن النظر إليها على أنها قرص الشمس الذي يكبر شيئا فشيئا، بينما يمكن لآخر أن ينظر إليها على انها تجويف داخلي لقبة مسجد، نظراً لنقوشها الإسلامية التي تميز القباب من الداخل، فيما يمكن لشخص ثالث أن يشبهها بطاووس يشكل بريشه المفرود دائرة جميلة.
تعرض أصفهان للسجاد العجمي والتحف، سجادة أخرى صنعت في أصفهان أيضاً من الحرير والصوف، وتحكي واحدة من قصص عمر الخيام. فيما تشكل سجادة ثالثة تحفة رائعة لأكثر من 50 نوعاً من الطيور والحيوانات الأليفة منها العصافير والبط والحمام والغزلان والأرانب. وسجادة أخرى عمرها 80 سنة نسجت من الحرير الخالص تمزج بين الماضي والحاضر وتتداخل فيها الالوان لتشكل مزيجا من الاشجار والغزلان والحياة البرية، وسجادة أخرى خفيفة الوزن صنعت من الحرير الخالص اسمها «ذات الوجهين»، إذ يشكل كل وجه منها تصميماً معيناً لمنطقة معينة من المناطق الشهيرة بصناعة السجاد، فالوجه الأول يتميز بالطابع القوقازي، فيما يتميز الوجه الثاني بتصاميم السجاد البخاري.
ويقول عنها عادل الأزرق «نعرض هذه السجادة للمرة الأولى وتتداخل فيها سبعة ألوان يغلب الأحمر عليها، وبجانبه البيج والأسود والأزرق والرمادي والأخضر والبني والتركواز، ورغم صغر حجمها إلا أن سعرها يزيد على 40 ألف درهم نتيجة لندرتها وجمالها».