«فتيات أميرات وأمهات ملكات» يدعمـــن الخير

فتيات ارتدين أثواب الأميرات، وأمهات تزينّ بلؤلؤ وتيجان الملكات، قضين يوماً حافلاً بالمرح والهدف الخيري النبيل.. هكذا كانت حال المشاركات في فعالية «أمي وأنا» الخيرية، التي نظمتها أول من أمس «حملة لافندر»، في فندق ميديا روتانا بدبي، وخصص ريعها لدعم الأطفال المصابين بالسرطان.

وقالت منظمة الحفل مسؤولة «حملة لافندر»، ليلى علمي، لـ«الإمارات اليوم» عن الحدث، ان «(حملة لافندر) انطلقت العام الماضي وكانت تعنى بالسرطان، خصوصاً الأطفال المصابين بالمرض، إذ لاحظنا أن سرطان الثدي مثلاً يوجد شهر مخصص للتوعية به، ففي اكتوبر تنظم فعاليات عدة لتذكير الناس بذلك المرض وتقديم التوعية حوله، بينما الأطفال المصابون بالسرطان لا تخصص لهم فعاليات تسلط الضوء على معاناتهم، لذا حاولنا عبر الحدث ان نساعد هؤلاء الأطفال»، مشيرة الى ان الحملة التزمت ببيع الكثير من الملابس والإكسسوارات، التي يعود ريعها للأطفال المرضى، لافتة إلى أن الحملة كل فترة تنظم نشاطاً محدداً، والمبالغ المحصلة تعود الى دعم الأطفال المرضى بالسرطان.

ألم ومسكنات

أنشطة

نُظّم على هامش فعالية «أمي وأنا» العديد من الأنشطة والفعاليات التي أعجبت الفتيات، إذ تمكنّ من تسريح شعورهن، وكذلك طلاء أظفارهن وتقديم عرض للأزياء استمتعن خلاله بتقديم ملابسهن. وختاماً اقيمت سحوبات على جوائز خصصت للأمهات والفتيات. كما قدمت في ختام الحفلة بعض الهدايا التذكارية.

عن فكرة فعالية «أمي وأنا» ذكرت ليلى علمي أنها أتت من خلال حبها لفكرة الأميرات، فالحفل يمكّن الأم من تمضية وقت جميل مع ابنتها، مضيفة «في البداية توقعت ان يجمع الحفل 50 أمّـاً، ولكن هناك 250 أمّـاً حضرت الى جانب وجود الكثير من اللواتي تبرعن، ولم يأتين لأنه ليس لديهن بنات».

وعزت اختيارها دعم الأطفال المصابين بالسرطان إلى ان هناك كثيرين لا يعرفون أن سرطان الأطفال لا يقتل، وأن هناك نسب شفاء مؤكدة من السرطان، فـ«اللوكيميا» نسبة الشفاء منها تبلغ 95٪، وسرطان العظام والكلى تبلغ نسبة الشفاء منه 90٪.

ولفتت الى انها تأثرت كثيرا بهذا المرض بعد اصابة احد أصدقائها، وبعد رؤية معاناته مع المرض، ومعاناة أهله كذلك، ولكونها أمّـاً وتدرك مدى أهمية الطفل لدى الأهل ومدى الخوف الذي يعيشونه في حال كان مريضاً، مهما كان مرضه بسيطاً، بدأت العمل على دعم هؤلاء المرضى، لافتة الى ان الأطفال المصابين بالسرطان يفتقدون غالباً الماديات التي تسهم في علاجهم «فبعضهم لا يملك حتى ثمن مسكن الألم، وليس العلاج الكيميائي او حتى الجراحات، وهذا محزن».

وأضافت أن «العمل الخيري موجود ومنتشر، ولكن تقديمه بقالب مرح وجديد يشجع كثيرين على المشاركة إذ نحتاج الى تقديم طرق أخرى تشجع على المزيد من العمل الخيري»، مشيرة الى أن ثقافة العلامات الشرائية، جعلت كثيرات من النساء يشترين وينفقن على حاجاتهن، ولكن وقت التبرع يعطين القليل، لذا حرصت علمي على تقديم يوم حافل بالنشاطات، وكذلك يتيح لهن شراء بعض الاكسسوارات، او حتى الملابس.

وذكرت ليلى أن اهتمامها ببيع بعض الأغراض وتقديم ريعها للعمل الخيري، أتى نتيجة دراسة، اذ كان يمكنها بيع بعض السترات التي يكتب عليها علاج السرطان أو دعم المرضى، ولكنها فضلت أن تقدم لهن الحاجات التي يرغبن فيها.

أشغال

عرضت خلال الحفل بعض البضائع التي يعود ريع بيعها الى الأطفال المصابين بالسرطان، وقالت الطالبة البريطانية غريس سبيلا «عرضت هنا بعض الاكسسوارات التي صنعت من قبل اشخاص يعيشون في الإمارات، وتبرعوا بتقديم أشغالهم اليدوية لنا، وكلها باللون البنفسجي»، مشيرة إلى انها حرصت على المشاركة لأن الهدف خيري.

أما روشني شيفوكروماني، التي قدمت مجموعة من الملابس الخاصة بالأمهات والفتيات، وكذلك الحوامل، فأشارت الى انها تحرص على المشاركة في هكذا حفلات، لأنها تهدف الى تقديم ما هو خيري، وما تطلبه النساء في الوقت عينه، واعتبرت ان حرصها على التنويع في البضائع أتى من معرفتها بالجنسيات الموجودة وما يرغبن فيه، ولهذا تستطيع ان تجذبهن لشراء ما تبيع.

وقت ثمين

أبدت أمهات مشاركات في «أمي وأنا» سعادتهن بالفعالية وأهدافها الخيرية، وقالت السورية رنا عبدربه «أتيت مع ابنتي التي تبلغ من العمر خمس سنوات ونصف السنة، لأنني أحببت أن أقضي وقتاً ممتعاً معهاً أولاً، وثانياً لأنه يمكنها من خلال هذا اليوم قضاء وقت ممتع مع الأطفال». واعتبرت رنـا التي لديها طفـل آخـر، ان تنظيم هكـذا حدث فرصة للأمهات لقضاء وقـت ممتع مع بناتهن وحـدهـن، لتثبت علاقة مميزة بين الأم وابنتها. وأشـارت إلى أن الهدف الخيري الذي يحمله هذا اليوم، يولد لدى الأبناء توعية حول أهمية العطـاء في المجتمع «لأنني على الرغم من أنني لم أفسر لابنتي نوعية المرض الذي نسهم في دعمه، إلا أنني فسرت لها طبيعة الحفل وهدفه».

من جهتها، ذكرت اللبنانية رومي حلزون، انها شاركت مع ابنتها فرح، وألبستها خلال الحفل ملابس أميرة، منوهة بأن ما أعجبها في الحفل هو الهدف الإنساني أولاً، ورأت في الحفل فرصة لقضاء وقت ممتع مع ابنتها، مشيرة إلى أن توعية الأطفال منذ الصغر ضروري، وان لم تكن المعلومات المعطاة كاملة، إذ يسهم ذلك في إيجاد التوعية وتعزيزها منذ الصغر لدى الأطفال.

السورية ضحى شلح، قالت انها تمكنت من قضاء وقت ممتع مع ابنتها، وان النشاطات الجانبية مهمة وضرورية، فالفعالية منظمة وتحمل الكثير من التوعية في قالب مرح واجتماعي.

في حين رأت المواطنة عبير التميمي، ان الفعالية التي أتت اليها بمرافقة ابنتها التي تبلغ اربع سنوات، تجذب الفتيات لأنهن يهتممن بهكذا حفلات تتيح لهن لبس أثواب الأميرات والاستمتاع، ووصفت اليوم بالمختلف وبأنه يحمل الكثير من الذكريات الجميلة للأطفال والأمهات معاً، مضيفة أنه «لابد من توعية الأطفال بما يحيط بهم، إذ ينبغي ان يعرفوا كم هم محظوظون وأنهم يملكون الصحة الجيدة وكل ما يحتاجون إليه».

الأكثر مشاركة