«ألاء».. تحارب شعار «الجنس يبيع»
لكل أسلوب من أساليب الحياة مجلة تعبر عنه، وتمثل لسان حاله، بدءاً من البحارة إلى الرياضيين والموسيقيين، لكن النساء اللواتي يرتدين غطاء الرأس لم تتح لهن الفرصة لامتلاك مجلة يعبرن فيها عن وجهة نظرهن، بيد أن المجلة التركية «ألاء» بدأت تضطلع بهذا الدور، إذ تخوض معركة ضد الإباحية والعري. التركي إبراهيم بيرير (31 عاماً) أغضبته مناظر العري المبالغ بها وغير المبررة، واقتنع بأن الأمور خرجت عن السيطرة، وأنه لم يعد هناك ما هو «محظور»، وأنه حان الوقت لإيجاد وسيلة لمحاربة ذلك.
يقول إبراهيم، إن «المجلات العالمية مثل ايلي وفوغ وماري كلير، جميعها مخصصة لعرض مفاتن النساء، تحت شعار (الجنس يبيع) فقررنا إنشاء مجلة ألاء». وساعده صديقه محمد فولكان عطايا (32 عاماً)، ويدير الصديقان حالياً المجلة في مكتبهما بروحهما الرائعة، يشاركهما في ذلك امرأتان تجلسان على مكتبين أمامهما وهما ايما يول كارا (28 عاماً) وهي مديرة التحرير، وايزرا سيزي (24 عاماً) وتعمل محررة الازياء، وكلتاهما ترتديان غطاء الرأس. وينشر فريق هذه المجلة التي أصبحت حديث تركيا، العدد السادس منها هذا الشهر، وتمثل نجاحاً كبيراً، لدرجة ان فريق تحرير «ألاء» قرر زيادة التوزيع من 25 الى 30 الف نسخة، إذ تلقى المجلة اقبالاً كبيراً من الجمهور. ولا تعتمد إلا على عارضات الازياء اللواتي يغطين رؤوسهن، ولا تنشر إعلانات إلا لماركات مخصصة للنساء اللواتي يرتيدن أزياء تنسجم مع النظم الاسلامية. ويعني اسم المجلة المأخوذ من مرحلة عثمانية «أجمل ما يكون في الجمال».
ووصفت صحيفة «راديكال» الليبرالية اليومية مجلة «ألاء» بأنها «فوغ المحجبات»، وظهر العدد الاول في السوق في يونيو الماضي بسعر قدره تسع ليرات تركية. وعلى صفحة الغلاف صورة عارضة أزياء تغطي رأسها، وتبدو خجولة، وهي تنظر إلى الأرض.
واحتوى العدد على مقالات عدة، تحت عناوين مختلفة مثل «ألوان الصيف: وصور لأزواج دخلوا عش الزوجية حديثاً». ويقول عطايا «لم يكن لدينا تجربة في المجلات من قبل، لكننا متخصصون في التعرف إلى بيئة السوق».
ويبدو أن ثقافة الحرب على غطاء الرأس، التي كانت حتى وقت قريب مثيرة للغضب والمرارة لدرجة أنها كانت تطيح بالحكومات التركية، قد أصبحت من المنسيات. وباتت أغطية الرأس معروفة في تركيا وهي منتشرة أيضاً في الجامعات التي تدار من قبل جهات علمانية، وأصبحت أمرا مألوفا، إذ ان زوجة رئيس الدولة خير النسا غول ترتدي غطاء الرأس دائماً خلال زياراتها الرسمية. وتحظى المجلة بشعبية كبيرة بين اوساط الاتراك المقيمين في ألمانيا. ويقول بيرير «أتخيل بسهولة أن أرى نسخة ألمانية من مجلة ألاء، اذ إنها ليست للنساء المسلمات فقط، ففي نهاية المطاف المعركة ضد العري في مصلحة جميع النساء». وتعين على الشابين ناشري المجلة التعامل مع المعارضين، ليس من المعسكر العلماني وإنما من علماء الدين أنفسهم. وكان احدهم قد قال إن اصحاب المجلة لا يفهمون فكرة التستر في الإسلام، مضيفاً «على النساء البقاء خاضعات في الخلف».
ولكن عطايا يقول «هذا ليس فهمنا للإسلام، فنحن لا نعتقد أن المرأة يجب ان تخفي نفسها، حتى غطاء الرأس لها الحق في ان يكون جميلاً و(على الموضة)».