التوازن بين العمل والحياة الشخصية يجنبك الاحتراق النفسي

الشعور بالإرهاق الشديد لفترة طويلة مؤشر إلى الاحتراق النفسي. د.ب.أ أ

يُشكل التوازن بين العمل والحياة الشخصية بالنسبة للإنسان أهمية خاصة؛ إذ إنه يساعد على تجنب الإصابة بمرض الاحتراق النفسي ويمكن أن تساعد ممارسة الرياضة أو مقابلة الأصدقاء على تحقيق هذا التوازن. وأوضحت الطبيبة ناديا بيلينغ من مدينة هامبورغ الألمانية، أن القيام بالمهام الصعبة في العمل بشكل دائم لا يقدر عليه إلا الشخص الذي يحرص على هذا التوازن، لافتةً إلى أن كثيرا من الموظفين يقعون فريسة للاحتراق النفسي لعدم إدراكهم أهمية هذا المبدأ.

وأشارت بيلينغ إلى أن بعض المرضى حكوا لها أنهم ظلوا لا يحصلون على عطلة من أعمالهم على مدار عامين أو حتى خمسة أعوام، محذرة من أن الموظف يعرض نفسه لخطر الاحتراق النفسي الذي يصل به إلى درجة الإنهاك، إذا لم يحصل على عطلة من عمله.

وأوضحت بيلينغ أنه يجدر بالموظف ممارسة الرياضة ومقابلة الأصدقاء مرتين لكل نشاط أسبوعياً، مشيرة إلى أن دراسات أثبتت أن الرياضة لها تأثير مضاد للاكتئاب.

وأوضحت الخبيرة الألمانية أن الشخص الذي يمارس نشاطاً بدنياً بانتظام، يكون أقل عرضة للإجهاد الذهني، كما أن العلاقات الاجتماعية تقي الشخص الاحتراق النفسي.

وأضافت بيلينغ أنه ليس بالضرورة أن تكون شبكة الأصدقاء كبيرة، مشيرة إلى أنه يكفي أن تضم دائرة الأصدقاء من شخصين إلى ثلاثة مقربين يمكن للمرء أن يتجاذب معهما أو معهم أطراف الحديث أو يتنزهون سوياً أو يمارسون أية أنشطة رياضية أو اجتماعية.

وليس من السهل دائماً تحديد متى يتسبب ضغط العمل في حدوث مرض للموظف ومتى يصل المرض إلى حدود الاحتراق النفسي؛ لأن الاحتراق النفسي ليس تشخيصاً فهو يمثل إنهاكاً كاملاً يمكن أن يظهر في صورة متاعب بدنية مصحوبة بحالة اكتئاب أو حالات توتر وقلق. وفي الوقت نفسه أكدت بيلينغ أنه ليس كل شخص يرى نفسه ضحية لهذا المرض الحديث مريضاً بحق بالاحتراق النفسي، موضحة أن الوضع الحرج يبدأ عندما يصبح الشخص عاجزاً عن التغلب على روتين حياته اليومي، وتفشل آلياته الذاتية في حل الأزمة، عندئذ نكون أمام حالة احتراق نفسي تستلزم مساعدة طبية.

وأشارت بيلينغ إلى أنه من بين مؤشرات الإصابة بالاحتراق النفسي أن يظل الشخص على مدار أسابيع عدة يشعر بالإرهاق الشديد على الرغم من أنه يغط في نومه لفترة طويلة في أيام عطلات الأسبوع؛ فمتلازمة الاحتراق النفسي ليست بعيدة عندما يأخذ المرء عطلة ولا يشعر بعدها بأنه قد استجم.

وأضافت بيلينغ أن هناك ناقوس خطر كذلك عندما تتحول هواية الشخص فجأة إلى شيء لا يبعث على الاستمتاع أو عندما يستشيط غضباً بشكل متكرر في محيط العائلة بسبب أمور تافهة، مؤكدة أنه إذا وصل الأمر إلى هذا الحد فإن هذه الأعراض تشير إلى وجود المرض ويجب في تلك الحالة الذهاب إلى الطبيب.

تويتر