سماعات الرأس الرياضية.. معايير شخصية لا توفرها الأسواق
يرغب كثير من الأشخاص في الاستماع إلى الموسيقى أثناء ممارسة التدريبات الرياضية أو الركض، غير أن تحقيق هذه الرغبة ليس سهلا، وغالباً ما يرتبط الأمر بمعايير شخصية للمشتري غير متوافرة في الأسواق، لأن هناك عقبات عدة تواجه هواة ممارسة الرياضة، أولها أنهم يحتاجون إلى سماعة رأس رياضيـة لا تسقط من أذنيهم أثناء الجري.
تفضيلات شخصية لا تقتصر المعايير المهمة فقط على مدى ثبات السماعة على الأذن أثناء الجري أو عند ممارسة التدريبات الرياضية، ولكن ينبغي أن يكون الصوت مناسباً للمستخدم. غير أن الخبراء يؤكدون أن هذا الأمر يرجع إلى التفضيلات الشخصية، ويقول برنارد ريتشيل: «يرى بعض الأشخاص أن صوت سماعة الرأس يتمتع بجودة عالية، في حين يعتقد البعض الآخر بأن بجودته أقل». وتزخر الأسواق بتشكيلات متنوعة من سماعات الرأس الرياضية، إذ تقدم العديد من الماركات التجارية، مثل فيليبس وسنهيسر وشركة JVC، موديلات مختلفة من سماعات الأذن In-Ear والموديلات ذات المشبك. وأوضح أوغور أوفلوغلو أنه «يفضل سماعات الرأس ذات مشبك الأذن، نظراً لما تتمتع به من ثبات محكم». |
وأوضح أوغور أوفلوغلو (طالب ـ 23 عاماً) بمدينة هاغن الألمانية: «تعمل الموسيقى على التخفيف من الضغط والتوتر العصبي، وتساعد على زيادة التحفيز في الوقت نفسه، كما أنه يتم أداء التدريبات الرياضية بشكل أفضل في ظل وجود إيقاع، فضلاً عن أن الرياضي يشعر مع الموسيقى بمزيد من الرشاقة». لكن المشكلة تكمن في أن سماعات الرأس المتوافرة في الأسواق تسبب إزعاجاً كثيراً أثناء الجري، لأنها تسقط من الأذن باستمرار، ولذلك فإنه من الأفضل أن يتم البحث عن سماعات رأس رياضية تكون مخصصة للاستخدام أثناء الجري أو عند ممارسة التدريبات الرياضية الأخرى. وبشكل أساسي هناك نوعان من سماعات الرأس في الأسواق، هما سماعات الأذن In-Ear وسماعات الرأس المزودة بقوس. ويشتد النقاش بين هواة الرياضة حول أفضل نوع من سماعات الرأس الذي يلائم أداء التدريبات الرياضية، إذ يقول مدير المنتجات لدى شركة «سنهيسر»، ماتياس لوكه: «يعتمد نوع سماعة الرأس على التفضيلات الشخصية، إضافة إلى الشكل المناسب». ولكن «وضع الثبات السليم والراحة أثناء الاستعمال يعدان من المعايير غير الموضوعية التي تختلف من شخص إلى آخر بدرجة كبيرة». وينطبق هذا القول على سماعات الأذن In-Ear بصفة خاصة، إذ يتحمس لها بعض الرياضيين، في حين يرى البعض الآخر أنها لا تصلح للاستخدام الرياضي على الإطلاق.
ويقول رئيس تحرير مجلة «أوديو» الألمانية المتخصصة، برنارد ريتشيل: «ينقسم العملاء إلى معسكرين بشكل واضح، ولا يوجد بينهما الكثير من القواسم المشتركة».
ويلتقط الخبير بمعهد التصديق والفحص بمدينة أوفنباخ الألمانية، يورغن ريبيرغر، طرف الحديث ويقول إنه «من الصعب تقديم توصية بتفضيل نوع معين من سماعات الرأس عن الآخر، ومن الناحية النظرية فإن سماعات الأذن In-Ear تغطي القناة السمعية تماماً».
وأضاف ريتشيل «استخدام سماعات الأذن In-Ear يعد تجربة مثيرة لدى كثير من الرياضيين، لأنها تعزل الشخص عن البيئة المحيطة به تماماً، كما لو كان المرء يضع قطعة إسفنج في أذنه». وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من السماعات يمثل مصدر خطورة على الرياضيين الذين يمارسون رياضة الجري داخل المدن، ويعلل الخبير الألماني سبب ذلك بقوله: «نظراً لأنهم لا يسمعون الأصوات الصادرة من السيارات أو المركبات المختلفة التي تسير حولهم، فقد يصطدمون بحركة المرور بكل سهولة». ولكن هناك موديلات من سماعات الأذن In-Ear تأتي مزودة بقطعة من السيليكون التي يتم تعليقها في صوان الأذن، وبالتالي لا يتم عزل الأصوات الخارجية تماماً. وتمثل سماعات الرأس المزودة بقوس الرقبة أو مشبك الأذن بديلاً للسماعات الأذن التقليدية، ومع ذلك لا يمكن ضبط قوس الرقبة في معظم الأحيان، سواء كان الموديل يتناسب مع المستخدم أم لا، ولذلك ينصح برنارد ريتشيل: «من الأفضل أن يقوم المرء بتجريب استعمال سماعة الرأس في المتجر». وأضاف ماتياس لوكه من شركة «سنهيسر»: «تلعب البيئة المحيطة وطريقة الاستخدام دوراً مهما عند اختيار سماعة الرأس»، فعلى سبيل المثال، يمكن لخاصية عزل الأصوات التي تتمتع بها بعض السماعات أن تساعد على زيادة تركيز المرء عند أداء التدريبات الرياضية في صالات اللياقة البدنية، ولكن عند ممارسة رياضة الجري داخل المدن فلابد للرياضي أن يتابع ما يصدر حوله من أصوات.