الأوروبيون يميلون إلى الأبيض.. والعرب إلى الأصفر
الذهب.. ثقافات وعيارات وألـــوان
على الرغم من اجتماع نساء الكون على اعتماد الذهب حلية تتزين بها، وتكمل بها أناقتها، فإن هناك خصوصية ثقافية لكل بلد في التعاطي مع هذا المعدن الثمين، تتأرجح بين شرائه للتزين به فقط، أو اكتنازه لليوم الأسود. ولا يتوقف الاختلاف في التعاطي مع الذهب بحسب الثقافات على هذا الامر فحسب، بل نجد أنه وبحسب البلدان والشعوب تتباين الأنواع المطلوبة من عيارات الذهب وألوانه وفقا للجنسيات. فيميل الاوروبيون، وكذلك بعض الجنسيات العربية الى انتقاء الذهب الابيض او عيار الـ18 منه، بينما تميل الجنسيات الخليجية الى انتقاء العيار ،21 وكذلك الاحجام والتصاميم الكبيرة. وفي زيارة «الإمارات اليوم» إلى سوق الذهب القديم في دبي، قال مدير مجوهرات «الخطيب» فريد شحاتة، «تتباين أنواع الذهب من حيث العيارات والتي تظهر حكما بالتباين في الألوان، فالذهب من عيار 24 يكون من الذهب الصافي، ويكون لونه أصفر خالصا، فيما عيار 22 يكون مائلا الى الأحمر، وعندما نصل الى عيار 18 يكون لونه أصفر، ونعود الى الاحمرار مع العيارات الخفيفة مثل 14 و9». وأكد أن العيار الأعلى يبقى سعره مضمونا، عندما يعاود المرء بيعه، لأنه طيع في التصميم، وبالتالي تكون كلفة مصنعيته أقل، مشيرا الى ان الذهب من عيار ،18 لاسيما الايطالي، هو الاكثر رواجا وعليه الطلب أكثر من غيره، لأنه اكتسب شهرة واسعة بسبب الأجهزة الحديثة المستخدمة التي أتاحت الفرصة لتقديم تصاميم متعددة ومتنوعة ومتميزة. وأوضح شحاتة، ان الاختلاف في السعر يقل عادة مع النزول في العيار، لكن أجرة المصنعية ترتفع كلما انخفضنا في العيار، لأن العمل عليه يكون أصعب، بسبب كثرة الاضافات من الفضة والنحاس، لأنه لا يتمتع بسمة الطواعية في التصنيع، أما حين يتم ادخال الاحجار، فهذا يعني ان الأحجار تزيد من سعر القطعة، ولكن حين يريد الشخص بيع القطع التي يمتلكها مجددا، ستكون خسارته اكبر لأن الأحجار ستفقد من قيمتها كثيرا. وبحسب شحاتة، فإن الاحجار تعطي المجوهرات تنوعا في التصاميم وتجعلها أكثر عصرية ومناسبة للموضة، لافتا الى ان الذهب من عيار 24 مطلوب بشكل كبير في الهند وشرق آسيا، بينما العيار 21 مطلوب أكثر في المناطق العربية والإفريقية، والعيار 18 مرغوب في أوروبا وأميركا وكذلك إفريقيا، مشيرا الى ان عيارات 14 و،9 هي محصورة في أوروبا وأميركا. واعتبر أن اسعار الذهب بين الابيض والاصفر لا تختلف عندما يكونان من العيار نفسه، مشيرا الى ان الذهب الأبيض حقق رواجا في العامين الاخيرين، بينما الأكثر رواجاً هذا العام هو التصاميم التي تجمع بين الابيض والاصفر.
سبائك
تاريخ سوق الذهب يقع سوق الذهب القديم في قلب المنطقة القديمة والمنطقة التجارية في ديرة، ويعد من أكبر أسواق الذهب العالمية. ويجذب السوق السائحين في الامارات، ليس باعتباره سوقا لتسوق الذهب فحسب، بل أيضا لكونه سوقا تراثيا وشعبيا، يجمع بين تجار الذهب من مناطق عالمية متنوعة، وكذلك بين العلامات التجارية المعروفة، مثل «داماس»، و«جاي لوكاس»، و«لازوردي». ويعتبر فرصة للحصول على قطع بسعر أقل من سعرها العادي، وذلك لأن المساومة في السوق متاحة، لكنها غالبا ما تكون على أجرة مصنعية الذهب، وليس على سعر الغرام الذي يكون ثابتا. معدن ثمين الذهب معدن ثمين يستخرج إما على شكل عروق من باطن الارض أو على شكل حبيبات من داخل الصخور أو من قيعان الأنهار، وغالبا ما يوجد الذهب مع معادن أخرى كالنحاس والرصاص. وقد وجد الذهب بكثرة عند الفراعنة، فكانوا يصنعون منه توابيت ملوكهم وعرباتهم، كما أنهم صنعوا منه أفضل الاقنعة في تاريخ البشرية، وهو قناع الفرعون توت عنخ آمون. |
بشار جراد، مدير وصاحب محل «القصور» للذهب، تحدث عن أطقم الذهب المتوافرة في السوق، لافتا الى ان ما يميز أطقم الذهب الموجودة في السوق هو أنها من جميع العيارات، بينما المتوافر بكثرة هي الاصفر الفاتح والابيض. واعتبر جراد ان السوق توفر ما تطلبه الجنسيات الأوروبية بشكل كبير، فهم يبحثون عن الألماس والقطع الصغيرة، بينما في المقابل نرى ان الذوق الاماراتي يتجه الى القطع الكبيرة والمرصعة بالألماس. وأشار أن الثقافة العربية تتعامل مع الذهب على انه احتياط لليوم الأسود، بينما الاوروبيون يشترون الذهب ليتمتعوا به. ولفت الى ان الذهب صنع ليستخدمه الشخص، وليس ليخزن لليوم الاسود، لأن الذهب هو لجمال المرأة، فهو يزيد من أناقتها ويكمل شخصيتها ومظهرها. موجها نصيحة إلى من يريد أن يخبأ الذهب لليوم الأسود، بشراء سبائك الذهب، التي ترتفع اسعارها مع ارتفاع الدولار. وحول التباين في الأذواق العربية، أشار الى ان معظم العرب يأخذون الأشياء الخفيفة القريبة من الستايل الاوروبي، كاللبنانيين وبعض السوريين والتونسيين ايضا، موضحا انه في الصيف يعرض الأطقم التي تناسب الذوق الخليجي، بينما في الشتاء توضع القطع الصغيرة التي يرغب فيها الزوار من الجنسيات الاوروبية.
هدايا
من جهته، لفت مدير مجوهرات «كنز»، انيل داناك، إلى انه يعرض الذهب المستورد من جهات عدة، منها السعودية والبحرين والكويت، والهند وماليزيا، وآسيا، وكل ذلك يدخل في التنويع بهدف إرضاء مختلف الجنسيات في الامارات. وذكر أن الشركة تعتمد على الذهب الهندي بشكل كبير، وذلك بسبب الطلب الكبير عليه، مشيرا الى ان الذهب في الهند يرتبط بالثقافة الهندية، فالفتاة حين تتزوج، على والدها أن يقدم لها الكثير من الذهب، أي ما يصل وزنه الى نصف كيلوغرام أو كيلوغرام كاملاً من الذهب على الاقل وهذا في العائلات العادية، فيما العائلات الغنية تمنح ما يصل الى ثلاثة أو أربع كيلوغرامات من الذهب. وتعد الهند من اكثر البلدان التي يقتني شعبها الذهب، كنوع من العادات الاجتماعية. ولفت الى ان الذهب يرتفع سعره مع الوقت احيانا او ينخفض، وبينما يعد البعض ان تجميع الأموال في البنوك وسيلة لحفظ المال، «إلا انني اجد ان المرء قد يتعرض للخسارة في الأموال، بسبب الازمات العالمية، فالبنوك قد تخسر وكذلك السيارات، فيما الذهب هو الشيء الوحيد الذي لا يخسر بل يحافظ على قيمته، بل على العكس يمكن ان يعاد بيعه بقيمة جيدة، حتى مع الاستخدامات المتعددة والاستمتاع به». وأضاف «يضطر المرء احيانا الى ترك البلد الذي يقطنه، وبالتالي لا يستطيع نقل ممتلكاته، لكن الذهب هو الشيء الثمين الذي يمكن نقله بسهولة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news