عابديـن.. عباءات إماراتية بسحر «ماهراني»

دائماً ما تتميز الملابس التقليدية بغناها الحضاري والتاريخي، وكلما تعمقت تلك الحضارة في التاريخ والحكايات التي كونته أضافت تراكمات من جمال معقد على كل ما يخصها وتطور مجتمعها، والملابس إلى جانب عناصر أخرى، تعد إحدى أهم العلامات التي تكشف مدى الغنى التاريخي والحضاري في منطقة ما.

ولا يمكن وصف الحضارة الهندية بكل أساطيرها وتلك الحكايات المبهجة الساحرة لأميراتها المتدثرات بحرائر الساري الملونة وأوشحتها المتطايرة الهفهافة سوى بواحدة من أغنى الحضارات على وجه الأرض، ولا يمكن سوى تخيل مدى السحر الذي يمكن أن يحمله تمازج خاماتها الغنية المعرقة والمشغولة باللون واللمعة دائماً، بذلك الرداء الحريري الأسود التي تتدثر به المرأة الخليجية، والذي تحول إلى إحدى أهم القطع التي تقتنيها وتتفرد بها قدر الإمكان، وكان من الطبيعي أن تقوم مصممة العباءات الإماراتية لمياء عابدين، التي غالباً ما تتميز بجدة وتميز الفكرة، بدمج الحضارتين الغنيتين، للخروج بمجموعة «ذي ماهراني» الغنية بالألوان والخامات، والأفكار المقتبسة من ملابس أميرات الحضارة الهندية في عهود المهراجا، مقدمة مجموعتها الأخيرة لـ «كوين أوف سبيدز» لربيع وصيف .2012

صنادل

تعاونت المصممة لمياء عابدين مع المديرة الإبداعية للعلامة «فيسك ساندالز» فيونا خان من تورنتو، لتزيين العباءات بمجموعة مبتكرة وشديدة التميز من الصنادل من مجموعة «غونغرو» التي تعني الجرس المعدني الصغير المزين لكاحل الراقصة الهندية، والذي اعتمدته خان لتزيين الجزء العلوي من الصنادل، المصنوعة يدوياً بالكامل، إلى جانب استخدام مجموعة من المواد التي غالباً لا تستخدم في صنع الأحذية والصنادل مثل الأقمشة الممزوجة بالحرير.

إلهام

تقول عابدين «إنني أعشق الثقافة الهندية وأراها غنية ومفعمة بالجمال والتقاليد، هناك فن في الأقمشة التي تستخدم هناك، ولطالما شدتني الأزياء الهندية، إنني أعمل في تصميم عباءات الساري منذ بعض الوقت قبل أن تقع عيناي فجأة على الأوشحة الجميلة والتنورات الواسعة والأقمشة المطرزة (الغارارا) و(الكولي)، لقد أذهلتني الأقمشة المطرزة الجميلة واستوحيت إلهامي منها»، مشيرة إلى أن مجموعتها تحمل بعض العباءات الهندية التقليدية «ستجدون عباءة شونري وعباءة الدوبتا المستوحاة من الزي الهندي الذي يتمثل في التنورة الطويلة المنسدلة والعباءة الغجرية»، موضحة أن الأقمشة المتقنة الجميلة هي كل ما تحتاج إليه المرأة لتشعر بأنوثتها وتألقها وتفخر بأناقتها الغنية، «ومع تلك الأقمشة المذهلة لا شك في أن التصاميم ستكون رائعة».

استخدمت المصممة مجموعة متنوعة من المواد والخامات الهندية التقليدية التي تتضمن الحرير والبروكيد (البانارسي) والمخمل والشيفون لابتكار قطع راقية للسهرة، بالإضافة إلى خامات أخرى مطبعة، بالإضافة إلى قطن الكتان، والخامات المطرزة، والجلد، والقماش المخرم، التي تداخلت مع بعضها بعضا معززة بقصات ناعمة وأنيقة، كما زينت العباءات بتقنيات مختلفة مثل التطريز والزري، واعتمدت المرايا الصغيرة، والشرائط، بالإضافة إلى المشغولات والتطريزات اليدوية، و«الشونري» (أي الصبغ بربط الأقمشة) في محاولة لتعزيز الجانب الأصيل والتقليدي على العباءات «الماهرانية».

وصفت عابدين مجموعتها بقوس قزح مبهج، مفضلة أن تستغل تشكيلة كبيرة من الألوان ودرجاتها، «لأنني شعرت بأنني سأنقص الأقمشة حقها إن اقتصرت على مجموعة محددة من الألوان ولهذا استخدمت كل الألوان البارزة في مهرجان الألوان التقليدي الهندي، الذي يقام احتفالاً بنهاية الشتاء ودخول موسم الحصاد والربيع، كما تلاعبت كثيراً بالنقشات من خلال مزج القطع الحيوية والمجسدة وإضافة مختلف الدرجات اللونية التي تمازجت مع اللون الفوشي، والأصفر، والأخضر، والبنفسجي، والعديد من الألوان الأخرى للخروج بمجموعة مختلفة».

مزج

رغم الطلة الغنية والكثيفة للعباءات، وذلك لكثرة اعتماد مزيج الألوان القوية، والخامات المطبعة أو المعرقة، إلا أن المصممة لم تبتعد عن القصات الهادئة غير المعقدة، في محاولة منها لتفادي المبالغة قدر الإمكان، معتمدة فكرة قصة الرداء ذي الأكمام الواسعة المنسدلة، ذات الحواشي، التي ضاقت تارة على الخصر بأحزمة قماشية، وانسدلت متسعة تارة أخرى، كما قدمت عباءات أقرب إلى الفستان المذهب ذي التنورة المتموجة الواسعة، وتلك القريبة من فكرة الوشاح المنسدل على كتف واحدة من العباءة، مبطنة شفونات ودانتيلات العباءة السوداء بخامات ملونة ومعرقة بالخيوط الذهبية، كما مزجت بين مجموعة من خامات الدانتيل الملونة المصطفة إلى جانب بعضها بعضا، أو تلك التي بدت أقرب للعرائسية بقماش الدانتيل المزين بالزهور البيضاء وحواشي الدانتيل الأبيض المعرق.

كما استطاعت المصممة بذكاء شديد أن تمزج بين ألوان قوية وطبعات أقوى، لتكون النتيجة مجموعة مبتكرة، أنيقة ومميزة، تعززت بمجموعة ملكية من الإكسسوارات والمجوهرات.

الأكثر مشاركة