الإنسان قادر على إيجاد السعادة لنفسه
في واقع الأمر لا يوجد أي شخص تعيس أو معدوم الحظ في حياته على الدوام؛ حيث يُمكن لكل إنسان أن يصبح سعيدا، بل ويُمكنه أن يكون حليفا دائماً للسعادة والحظ من خلال نظرته الإيجابية للحياة. ويؤكد شتيفان ليرمر الحاصل على دبلوم في علم النفس، على هذا المعنى بقوله «يُمكن للإنسان التأثير والتحكم في حالته النفسية والمزاجية»، لافتا إلى أن هذا الأمر يتوقف على سلوك الإنسان وتصرفاته، حيث ينبغي على الإنسان الانتباه دائماً إلى لحظات السعادة التي تحيط به واقتناصها والاستمتاع بها قدر الإمكان.
وأشار عالم النفس الألماني إلى أنه يُمكن للإنسان إيجاد هذه اللحظات بنفسه، حيث يُسهم اتباع التفكير الإيجابي في خلق السعادة والحظ للإنسان بشكل لا يُمكن تصوره، ويقول ليرمر «السعادة موجودة حولنا على الدوام وتبعث إشارتها لجميع البشر، لكن لا يستطيع استقبالها إلا مَن يستعد لها؛ لذا يتوجب على الإنسان تعلم كيفية استقبال إشارات السعادة وتعزيز الشعور بها بأن يقول لنفسه مثلاً الآن لحظة سعادة جيدة تستحق الاستمتاع بها».
من ناحية أخرى، أشار ليرمر إلى أنه يُمكن لكل إنسان التحكم في كم السعادة التي يشعر بها، من خلال اختياره للبيئة والمحيط الذي يحيا بداخله. وكي يتسنى للإنسان خلق ذلك، ينصحه ليرمر قائلاً «يُمكن للإنسان مثلاً البحث عن الأشياء التي تُشعره بالسعادة والرضا، مثل زيارته لحي في المدينة يحبه أو أحد المقاهي أو المطاعم المحببة إليه».
وأكد عالم النفس الألماني على ضرورة أن يحاول الإنسان الاستمتاع بكل ما يوجد حوله من مؤثرات إيجابية، كالروائح التي يحبها مثلاً أو الموسيقى أو الأشخاص الموجودين في محيطه الاجتماعي، ويقول ليرمر «يُمكن للإنسان إيجاد بيئة، توفر له لحظات السعادة». وأوضح عالم النفس الألماني أن أهم ما يُميز السعادة هو كوّنها دائرة إيجابية مفرغة تشمل العديد من الناس، فمَن يتسم سلوكه بالبهجة، عادةً ما يشعر بالسعادة، بل وسيلتف الناس حوله ويسعدون ويضحكون معه، ما يُزيد بطبيعة الحال شعوره بالسعادة. وانطلاقًا من هذا المبدأ، أشار عالم النفس الألماني إلى إمكانية اتباع بعض السبل الأخرى، التي يتسنى للعقل الباطن استيعابها، كالضحك مثلاً، موضحا كيفية القيام بذلك بقوله «إذا نظر الإنسان إلى نفسه مبتسما في المرآة، فسيشعر حينئذ بأنه أكثر راحة وهدوءا من الداخل»، حيث عادةً ما يفهم العقل الباطن هذه الابتسامة بأن أحوال الإنسان جيدة، ومن ثم سيشعر بالسعادة.