« ما قبل خريف » دانداس.. أناقة وأوانٍ متفردة
بوتشي.. رومانسية شــتوية
تعرف الموضة بموسميها المعتادين، الخريف والشتاء، والربيع والصيف، وما بينهما من تلك الخطوط الموسمية الأخرى التي تعرف بـ«ما قبل الصيف»، و«خطوط السفر»، و«الرحلات البحرية»، كل ذلك قد يكون كثيراً على متابع الموضة والمهتم بها، إلا أنه لا يمكن سوى التركيز على موسم «ما قبل الخريف» الذي يمكن وصفه بأكثر الخطوط أناقة وقدرة على الجمع اللوني والابتكاري المتفرد، بعيداً عن صخب الصيف وبريقه، وأقرب إلى هدوء مرتبط بالأرض تتهيأ فيه المرأة لشتاء رومانسي لافت.
وعندما يرتبط اسم مصمم الأزياء النرويجي بيتر دانداس، بدار الأزياء الإيطالية «إميليو بوتشي» في مجموعة مميزة مثل «ما قبل الخريف» ،2012 فلا يمكن توقع سوى مجموعة تجمع بين الأناقة الخالصة، والابتكار اللوني المتفرد، والتركيز على تحويل جسد المرأة إلى منحوتة فنية ساحرة، ترتسم عليها تلك الطبعات «البوتشية».
تحمل المجموعة الأخيرة من الأناقة الديناميكية والعملية ما يكفي، جامعة بين الفساتين الطويلة والقصيرة، الضيقة والواسعة، إضافة إلى السراويل ذات القصة المستقيمة الرسمية، وتلك التي اتسعت قليلاً، وأخرى ضاقت قليلاً، والتي اتخذت طولا أقصر قليلاً من المتوقع، والتي اعتمد فيها غالباً اللون السادة، كما قدم طبعة «بوتشي» الهندسية الحداثية المعتادة مكبرة على أحدها، ما أضاف المزيد من الأناقة عليها، كما احتوت المجموعة على عدد من السترات الراقية، التي تفنن دانداس في إعطائها الطول والضيق والقصات المثالية، المناسبة تماماً للسراويل والقمصان الحريرية الكلاسيكية ذات الأوشحة والتموجات الناعمة.
طبعات
مزج مبتكر أجمل ما تحمله مجموعات «ما قبل الخريف» في الغالب، هو ذلك المزج المبتكر للألوان التي تقف في منطقة مترددة بين ذلك الهدوء الذي يأتي بعد قوة وصخب ألوان الصيف، وبين مزاج الألوان الخريفية الباحثة عن قصة رومانسية شتوية، وهو ما استطاع المدير الإبداعي لدار الأزياء الإيطالية«إيميليو بوتشي» أن يحققه بنجاح بالغ، مقدماً مجموعة من الألوان الهادئة من البيج، والكريمي، والبني الفاتح، والبني المحروق، وبين قوة والألوان الخريفية القوية مثل الأحمر النبيذي، والبني، والأصفر الخردلي، والتركواز الداكن، والأزرق الكحلي، وذلك المزيج المتدرج ما بينه وبين الفيروزي، وما بينه وبين الفوشي الداكن، والأصفر والأسود، وذلك الأخير مع الذهبي الشاحب، بالإضافة إلى الرمادي الفاتح، والأبيض الكريمي. |
لا تخلو مجموعات «إيميليو بوتشي» من تلك الطبعات الهندسية المزخرفة المعتادة، التي تبدو أحياناً أقرب إلى القبلية، والتي غالباً ما تميل إلى درجات معينة في الخامة الواحدة، تتباين فيها تارة، وتتشابه تارة أخرى، والتي زينت فساتين طويلة وأخرى قصيرة، بمجموعة من الطبعات الكبيرة والصغيرة، التي حاول دانداس أن يخفف منها باعتماد طبعات جديدة إضافية، من دون أن يطمس بصمة العلامة وهويتها التي تشتهر بها من خلال طبعاتها المعروفة، بالإضافة إلى تلك الطبعات الباروكية التي وصفت أيضاً بطبعات الـ«تزارينا» وهو اللقب الذي كان يطلق على زوجات الملوك والأباطرة في روسيا وبلغاريا وصربيا، عاكسة تلك الطبعات والزخرفات والنقوش التي زينت ملابسهن في تلك الحقبة، والتي قدمها المصمم عبر فساتين طويلة أقرب إلى قصة القميص والتنورة الحريرية الشيفونية الواسعة والمعرقة بخيوط ذهبية، والتي قدمها كقمصان أيضاً.
سترات
على الرغم من اهتمام دانداس بالإبقاء على روح العلامة وعدم الحياد عنها، إلا أن هذا لم يمنعه من إضافة لمسته الخاصة التي بدأت تشتهر بين محبي «بوتشي/دانداس»، بمجموعة متقنة شديدة الأناقة من السترات التي تنوعت قصاتها، إلا أنها لم تخرج هذه المرة عن القصيرة المركزة على جمال الخصر وانحناء الحوض، بالإضافة إلى المعاطف الواسعة ذات البصمة الحداثية المبسطة، أو تلك الأقرب إلى الرداء الواسع الطويل، حيث قدم في مجموعته الأخيرة عدداً من السترات الذكية بألوان سادة واضحة، التي أصبحت جزء مهماً من قطع العلامة، والتي قدمها بتصميم قوي يجمع بين الشمواه والجلد البارز معتمداً فكرة الأزرار الكبيرة المضفرة، أو المشغولة بالكامل بالتطريزات والمشغولات والأحجار الملونة المكونة لذات النقوش الغنية، أو تلك الكلاسيكية ذات الياقة، أو التي ضاقت عن الخصر ونفرت بتموجات ثابتة أسفل ذلك، إلا أنها اجتمعت على تلك القصة ذات الاكمام والخصر الضيق المحدد للجذع.
إضافة إلى ذلك، اعتمد المصمم فكرة الزخرفات القماشية المقصوصة بتقنية الليزر، التي رسمت نقوشاً قماشية سوداء فوق بطانات ملونة من الذهبي، أو الأصفر، أو شقوق عرضية على طول فستان أسود يصل إلى الأرض، تتزين بضربات لونية متعددة.
دانتيل
ركز دانداس على قماش الدانتيل، الذي وظفه في عدد من فساتين السهرة الطويلة والقصيرة، التي كشفت عن بطانة ضيقة شبيهة بفكرة «الجمبسوت» الضيق بالكامل، بألوان فاتحة، بينما اعتمد على الدانتيل في حالات بسيطة جداً، كاشفاً فيها عن جانبي الخصر فقط، أو من خلال تزين الصدر والظهر فقط، بينما يعتمد طبعة تشبه الدانتيل على بقية الطقم المكون من سروال وقميص حريري، أو الفساتين القصيرة الضيقة التي اعتمد فيها ألواناً هادئة أقرب إلى لون البشرة، بتجمعات ناعمة للدانتيل على الصدر بينما ينسدل ضيقاً حتى الركبة فوق بطانة من لون أدكن قليلاً، وهي الفكرة التي اعتمدت باللون البنفسجي الملكي أيضاً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news