السويسري مايرهانس يركز في تصاميمه على الـ «استانلس» وانعكاس الإضاءة الخافتة
جمال للاستخدام اليومي
تتميز أعمال الفنان السويسري اندريه مايرهانس، بكونها تحمل من جمال القطع الفنية، ودقة الهندسة المعمارية ما يكفي لتكون مرتبطة الى حد كبير بديكور المنزل، إذ يحرص على الموازنة بين جمال المادة التي يستخدمها والاستخدام اليومي للقطع. وتتميز القطع التي قدمها في معرضه في «غاليري توبي» الذي افتتح أخيراً، بكونها تسرق الأنظار في المكان الذي توضع فيه، فهي تتميز بتقطيعها الداخلي، وطريقة تصميمها، الى جانب الألوان التي تنعكس من الداخل والتي يستخدمها الفنان، ليظهر تألق المادة عبر الظلال التي تظهر الألوان عبر انعكاسات خافتة.
وقدم مايرهانس في معرضه الذي يستمر حتى 15 مايو الجاري، مجموعة من القطع المحفورة من الألمنيوم والـ«استانلس ستيل»، إلى جانب مجموعة خاصة من المجوهرات، التي كانت عبارة عن مجوهرات مصاغة من الفضة بطريقة هندسية تبرز الانحناءات والقطع بطريقة غير مألوفة. وقد حرص في مجموعته التي يمكن استخدامها ضمن الديكور، على تجسيد الفن الثلاثي الأبعاد، مع التركيز على استخدام الألوان فيها، لتبدو كأنها خلفية للعمل الأساسي.
ألوان
مايرهانس قال لـ«الإمارات اليوم» عن الأعمال الموجودة في المعرض، إن «الخلفية الهندسية التي اتمتع بها هي التي تجعل عملي يتحدد كثيراً تبعاً للمادة، ولهذا غالباً ما اميل الى استخدام مواد معينة دون الأخرى، ومنها الألمنيوم أو حتى الـ«استانلس ستيل»، والتي اعتمد قولبتها بأسلوب عملي، يجعلها قطعا لها جماليات وفي الوقت عينه استخدامات». وأكد على انه يحب الأشكال الهندسية، ولهذا غالبا ما يتوجه العمل الى هذه الأشكال، لكن مع اقحام العامل الانساني، فيصبح مقدماً للناس الذين لا ينفصلون عن البيئة المحيطة بهم. ولفت الى ان اختيار المادة ايضاً يحدد طريقة تقطيع القطع، كون الأشكال التي يتم تحديدها تكون عبر الليزر، مفيداً بأن الألمنيوم يعد من المواد الخفيفة، ويكون استخدامه مريحاً حين يتعلق الأمر بما يمكن وضعه داخل المنزل. وذكر قصة قديمة حدثت مع جده، حددت تعامله مع الأشياء، قائلاً: «كان لدى جدي كرسي قديم، ويعد من قطع الانتيك، وقد كسر ظهر الكرسي ولده حين كان صغيراً ويلعب عليه، فعمد جدي تحديد أطرافه، ووضع عليها قطعة من الفراء، وأصبح الكرسي طاولة تستخدم حتى الآن». وتابع: «أحب هذه الطريقة في التعاطي مع القطع الفنية والأشياء التي تحيطنا، فهي دائما قابلة للاستخدام، ويجب ألا نتلفها حين تتضرر، دائماً هناك استخدام جديد».
وشدد على انه يحب الخامات، ولهذا غالبا ما يبتكر بناء على ما يحب، منوها بأنه يستخدم الألوان في القطع المستخدمة بطريقة يستطيع من خلالها أن يعكس أجواء شبابية. وأضاف، اخترت الأصفر والأحمر والاخضر الفاتح في هذا المعرض، لأنني شعرت بأن هذه الألوان هي ألوان الشعب الاماراتي، لاسيما فئة الشباب التي تتجه الى الفوشيا والألوان الفاتحة. ولفت الى أنه يمكن استخدام فئة كبيرة من الألوان مع القطع التي ينفذها، منوهاً بأن اختياره بعض الألوان يكون نتيجة احساسه بهذه الألوان وتفضيلها على غيرها.
أبعاد
تساعد الخامات التي يختارها مايرهانس على تنفيذ الأعمال بأبعاد ثلاثية، وهنا أوضح، أن «الطريقة التي أنفذ بها القطع الفنية في أي مادة تقع بين يدي تتجه الى الأبعاد الثلاثية، فهذا لا يرتبط بموضة فنية رائجة، أو بنمط تفكير بات يحيط عالمنا الحديث، بقدر ما يرتبط بحبي للأبعاد الثلاثية».
أما التنفيذ فأعتبره من الموضوعات التي تحمل الكثير من التحديات، كونها تحتاج الى الدقة في الرسم وفي كيفية بناء المجسمات. واعتبر ان الإلمام بكل ما هو موضة ورائج في العصر الحديث في عالم الاثاث والديكور والهندسة المعمارية، كله يدخل ضمن قائمة الميادين التي يحرص على أن يتابع جديدها كي يتمكن من تقديم قطع فنية تناسب العصر والحياة وأسلوب الحياة الذي نعيشه.
أما الإلهام الذي يحدد مسار عمله، فبحسب مايرهانس، يتحدد من كل ما يحيطه، فمن الممكن أن يقوده حديث معين الى ابتكارات في مجال محدد، وهذا ما يجعل عمله معتمداً على كل ما يلتقطه في حياته اليومية.
وقدم مايرهانس مجموعة من المجوهرات المصنوعة من الفضة، التي صيغت بشكل مميز، ووضعت فيها بعض الاحجار. ولفت الى أنه استخدم الأبعاد الثلاثية في المجوهرات، فهي تحمل الأسلوب الهندسي والثلاثي الأبعاد. واعتبر المصمم السويسري، أن هذه القطع لا يمكن تصنيفها في خانة المجوهرات، وإنما في خانة المجوهرات الفنية، التي تحمل الكثير من العمل. وتتألف المجموعة التي قدمها، من أقراط وسوار وعقد وخاتم الى جانب أزرار القمصان للرجل.
وحول إدخال الرجل ضمن المجموعة الموجهة للمرأة، أوضح'': «غالباً ما يعمل الرجل على التنسيق مع زوجته حين يخرجا معا، باختيار لون ربطة العنق أو لون القميص مناسبا للون الفستان الذي ترتديه، ولهذا ضمنت مجموعة المجوهرات التي سترتديها المرأة أزرار القمصان، فهذا سيجعلهم أكثر قدرة على التنسيق».
«غاليري توبي»
حاتم العقيلي. |
افتتح غاليري توبي في دبي أخيراً، ويُعد من المعارض الحديثة التي تحمل مفهوماً مختلفاً. وقال مصمم الكندورة السعودي، وصاحب الغاليري حاتم العقيلي، ان، «الفكرة التي جذبتني لافتتاح الغاليري، هي أنني أردت أن اكون موجوداً في دبي بحكم التوسع في عملي في مجال التصميم، ولم اسع الى مكتب، فهذا ممل بالنسبة لي كمصمم، ولهذا افتتحت الغاليري الذي سيكون محطة لكل الاعمال الفنية، وكذلك يجعلني بين الفن طوال اليوم». واعتبر أن الأعمال الفنية لا تنفصل عن الموضة، فالموضة دائماً على ارتباط بكل ما هو فني، ولهذا فإن الغاليري سيقدم معارض من فئات متنوعة بين الديكور او المجوهرات أو حتى الأزياء، بالإضافة الى جلسات التصوير الخاصة بالأزياء أو المجوهرات، فليس هناك من قواعد، فهذا الغاليري هو عبارة عن مكان خاص بالإبداع، ويستقطب أي عمل مبدع من كل المجالات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news