سياحة ومال وتاريخ

باكو.. «دبي» أخرى على بحر قـــزوين

صورة

تزخر العاصمة الأذربيجانية باكو بالعديد من المعالم السياحية والآثار التي تعكس عبق التاريخ الذي عاشته البلاد خلال الحقبة السوفييتية، كما لعبت الآثار الإسلامية والمآذن التي خلفها دخول الإسلام، دوراً بارزاً في جذب الكثير من السياح إليها.

فما هي إلا خطوات قليلة التي تفصل بين شاطئ بحر قزوين وشعار المدينة المعروف باسم «برج العذراء»، وهو عبارة عن تمثال يصل ارتفاعه إلى نحو 30 متراً، ومدرج في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو، ويبرز هذا التمثال سامقاً بشكل لا تخطئه أعين المتنزهين. ويضم الجزء التاريخي من المدينة الذي دخل ضمن قائمة التراث العالمي، إلى جوار برج العذراء، معابد قديمة ومآذن وقصر الخان، بالإضافة إلى مطاعم ومقاهٍ وفنادق.

وباكو مدينة لا ينقصها المال، إذ تعد أغنى مدن جنوب القوقاز ويطلق عليها «دبي بحر قزوين»، ويتجلى ثراء هذه المدينة في انتشار الأبراج الزجاجية في كل مكان، التي ترفع من شأن المدينة القديمة. وثمة طريق للتنزه من المدينة القديمة، ويزخر هذا الطريق بالمقاهي والأكشاك، حيث يفوح فيه العبير بهواء الساحل ويترآى أمام الأعين منظر البحر البديع. ويتوقع رئيس الحي القديم في باكو ميخائيل جبروف، أن تؤدي فعاليات مسابقة «يوروفيجن» للأغنية الأوروبية المقرر إقامتها في النصف الثاني من هذا الشهر بالعاصمة الأذربيجانية، إلى تدفق السائحين إلى المدينة القديمة، فالفنانون والتجار الصغار يتخذون من الجزء التاريخي في المدينة موطناً.

أخطر الزلازل

غير أن جبروف قال إن المدينة القديمة المهددة بالزلازل استمرت على مدار فترة طويلة في حالة سيئة ومهددة بالانهيار، مشيراً إلى استمرار صعوبة التوفيق بين ما تطلبه اليونيسكو من حماية المعالم وطبيعة الحياة اليومية في جنوب القوقاز.

وأضاف جبروف «المدينة هي كائن حي ولا يمكننا هنا أن نعيش كأننا في العصور الوسطى، فالأزقة الضيقة معروفة لاسيما بالنسبة لعشاق الأفلام التي تعود إلى الامبراطورية السوفييتية السابقة، كما أن المخرجين يستغلون قدم المدينة والإسلام المنفتح على العالم كي يبرزوا في أفلامهم الأشياء غير المألوفة».

وأشار جبروف إلى أن الزعيم السوفييتي الأسبق جوزيف ستالين كان يريد تدمير كل شيء في المدينة، إلا أن مشكلات أخرى شغلت الزعيم القاطن في الكرملين بالعاصمة موسكو، عن موضوع باكو القديمة.

أسعار مرتفعة

أسهمت بعض المعالم في الجزء التاريخي من باكو في تحويل المدينة إلى مقصد سياحي من الطراز العالمي، غير أن المدينة لاتزال بحاجة إلى بعض الأعمال في البنية التحتية والقطاع الثقافي والإدارة، كما أن الأسعار في باكو لاتزال عالية.

وتزخر مدينة باكو منذ ثلاثينات القرن الماضي، بمشهد نابض بالحياة لموسيقى الجاز كان أبرز ممثليه المؤلف الموسيقي الشهير فاجيف مصطفى زاده (1940 - 1979) ولاتزال بعض الأماكن والمتاحف تحتفظ حتى اليوم بروح الفن لمدينة باكو.

وإلى جوار معالم الفن المعماري، يبيع التجار في باكو سجادا يدويا من الصوف والحرير بالإضافة إلى مقتنيات شرقية قديمة، فيما تجلس نسوة يرتدين الأزياء التقليدية أمام فرن حجري بالقرب من الضاحية الحجرية بالمدينة يخبزن الخبز الطري ببذور السمسم.

ومن فوق برج العذراء يتجلى أفضل منظر للمدينة حيث يعتبره أغلب الباحثين مشهداً مأخوذاً من القرن الـ12 الميلادي، كما أن الكثير من سكان المدينة البالغ عددهم مليوني نسمة ينظرون إلى الإسطوانة الحجرية لبرج العذراء باعتبارها رمزاً رومانسياً للحب.

وتحكي الأسطورة أن عذراء جميلة ألقت بنفسها من البرج بدافع الحب لصياد، وأوضح جبروف أن الأنقاض المصبوغة بروح التاريخ حول البرج وحمام قديم وقصر آل شروان شاه، بالإضافة إلى الكثير من المباني الدينية الإسلامية واليهودية التي لاتزال على حالها، ستجذب مستقبلاً المزيد من الزوار من خارج نطاق الاتحاد السوفييتي السابق.

تويتر