من هواية إلى تجارة تخصص لها مسابقات ومزادات بآلاف الدراهم

«تربية الحمام».. أسطح البيــــــوت لا تكفي

صورة

لم تعد تربية الطيور هواية ارتبطت بأسطح البيوت القديمة التي لم تكن تخلو من صناديق وأقفاص خشبية لتربية أزواج الحمام. تطورت هذه الهواية القديمة ولم تعد أسطح البيوت كافية لاستيعابها، وتحولت إلى عملية احترافية وتجارة مربحة، لاسيما أن سباقات باتت تنظم لجمال الطيور ومبالغ طائلة أصبحت تدفع لاقتناء أجودها، إضافة إلى مزادات خاصة يتنافس فيها محبو الطيور لضمان الحصول على أفضل الأنواع.

طوال 25 سنة، والمواطن علي خلفان السويدي يربي الحمام وتحديداً حمام الشمسي، إذ بات محترفاً في هذا المجال، حتى صار يحكّم مسابقات اختيار أجمل الطيور وينظم مزادات بيع الحمام على مستوى الشارقة والإمارات بشكل عام. وورث السويدي عشقه وشغفه بتربية الطيور، عن والده الذي كان يربي عددا كبيرا من الحيوانات، فكان يتنقل معه في سوق المواشي في الشارقة ويشتري الحمام وتحديداً الباكستاني والإيراني كونه الأكثر رواجاً في تلك الفترة، إلا ان السويدي لم يتوقف شغفه عند ذلك الحد بل صار يجلب الحمام من مصر، وذلك لتكرار سفره إلى القاهرة، ففي عام 1986 اشترى السويدي خمسة أنواع من الحمام المصري، ولأنه لا يمتلك الخبرة الكافية في نقل الحمام في ذلك الوقت فقد مات أحدها، كونه وضعه في كيس بلاستيكي لحين وصوله إلى الشارقة.

هواية مكلفة

عمر وتناسل

يمكن معرفة عمر الحمام بحسب الريش، إذ يعيش الحمام بين 10 سنوات إلى 15 سنة، ويمكن تنظيم عملية التزاوج من قبل المربي، إذ يجب اختيار الأزواج المناسبة، ويختلف النضج الجنسي باختلاف فردي بحسب الطائر نفسه وفصل السنة الذي فقس فيه، ويفضل أن تتم عمليات التزاوج بعد ان تصبح الطيور في حجم جيد وتامة النضج الجنسي أي بعد مرور سنة من عمرها. هناك أنواع من التكاثر منها التكاثر الداخلي أو السلالي، الذي يتم خلاله التزاوج ضمن العائلة الواحدة للحمام، إلا أن هذا النوع من التكاثر ينتج جيلاً ضعيفاً نتيجة انتقال الأمراض الوراثية، أما التكاثر الخارجي فتتم فيه عملية التزاوج بين الطيور الغريبة، ومن الممكن إنتاج طيور ممتازة، رغم ان الطريقة أيضاً ليست الأسلوب الأمثل للتزاوج نتيجة اختلاط السلالات بشكل غير محدد ما ينتج عنه أجيال مختلطة وغير معروفة المواصفات. كما أن هناك التربية الخطية، التي تتم خلالها عملية التزاوج بطريقة إدخال عائلات محددة، من دون الاقتراب من الطيور، ويستخدم هذا النظام من قبل المربين المحترفين من ذوي الخبرة الذين يجيدون إمكانية إنتاج خطوط دموية صحيحة بنجاح.

قال السويدي لـ«الإمارات اليوم» إن «تربية الطيور وتحديداً الحمام مكلفة وتحتاج إلى إنفاق ومصروفات خاصة، إلا أنها في الوقت ذاته مفيدة، نظراً إلى العائد المالي الذي يعود للمربي إذ ما قرر الاتجار في تلك الطيور، لاسيما إذا كانت من الطيور ذات السلالات الجيدة والنقية، إذ إن الطير إذا لم ينتمِ إلى سلالة أصيلة ولم يكن من الطيور المشهود لها بالجمال والجودة فإن سعره غالباً ما يقل مقارنة بالطيور الأصيلة والجميلة»

ولفت إلى أن «أعداد أنواع الحمام تتجاوز 200 نوع منها الشمسي، واللونغ فيس، وطير الوحش، والكاتل، والنوكيا، وبو فوطة، والحمام الباكستاني والايراني، وغالباً ما يباع أزواج الحمام في المزادات بأسعار باهظة، مثلاً زوج حمام من النوع الشمسي الأصيل بقيمة تراوح بين 40 ألف درهم إلى 45 ألف درهم، وفي احد المزادات بيع زوج شمسي بقيمة 70 ألف درهم، فيما حمام من نوع «لونغ فيس» تباع بنحو 30 ألف درهم، فيما نوع اللوات الكويتي قد يصل إلى 200 ألف درهم».

آلاف الدراهم

أكد السويدي أنه لا يبيع الحمام خاصته، لاسيما الأصيلة وذات السلالات الجيدة، ويمتلك حالياً ما بين 200 إلى 300 طير، إذ تتم مزاوجة الطيور لضمان تكاثرها والحفاظ على النسل، فتنتج ما بين 100 إلى 200 طير، يقوم بفرز النخبة منها التي تمتلك المواصفات الجيدة للطير الأصيل والتي غالباً لا تتجاوز نحو 10 طيور، فيما البقية يقوم ببيعها والاستفادة منها، ويمتلك السويدي حماما عرض عليه قيمة 30 ألف درهم لبيعها، إلا انه رفض فيما اشترى طيرين بقيمة 40 ألف درهم، ولا ينسى السويدي عندما اشترى طيراً بقيمة 20 الف درهم وبعد مرور سنة نفق الطائر.

يعتبر السويدي أول من جلب حكما دوليا وتحديداً من أميركا، لتحكيم مسابقات جمال الطيور، كما يعد السويدي حكماً معروفاً على مستوى الخليج، إذ يتم وضع علامات من 100 درجة تقسم بحسب جسم الطير وذيله وعينيه وطريقة وقوفه أي شكل الطير عموماً، ورغم ان هناك 200 نوع من الحمام إلا أن الاختيار لدخول مسابقة جمال الطيور لا يتم إلا على 15 نوعاً فقط.

ولفت إلى أن أول معرض للطيور نظم في 1998 في استراحة الخيال في الشارقة، وحتى الآن لا يوجد جمعية أو أندية لتربية الطيور، على الرغم من أن المزادات والمسابقات تقام على مدار العام وبشكل يمكن أن يكون احترافياً، إذ يبلغ عدد المزادات التي قامت على مدار شهر نحو سبعة مزادات في معظم مناطق الدولة، ويبدأ مزاد الطيور، بعرضها مع تحديد أسعارها، ويفتح الباب للمزايدة بـ50 درهماً، ثم يتضاعف المبلغ، فإذا كان السعر 100 يتم المزايدة بـ10 دراهم ثم 20 درهماً ثم 50 درهماً وهكذا.

أخطاء شائعة

أكد السويدي أن هناك أخطاء شائعة في تربية الطيور، منها عدم مراعاة نوع الطير، فبعض الطيور لا تتحمل الحرارة لذلك يجب للطيور عامة تخصيص أقفاص مجهزة بخانات تصنف بحسب كل نوع، فالطيور الغالية وذات السلالة الجيدة لا يجب ان توضع في أماكن غير مكيفة، وقد تبلغ كلفة الأقفاص الجيدة نحو 12 ألف درهم، كما يجب أن يختار هاوي تربية الطيور أنواعا محددة غالباً ما يبدأ بها تربية الطيور، منها الأنواع المرغوبة والمطلوبة في السوق.

في الماضي، كانت تربية الطيور أسهل وأبسط، إذ لا تحتاج إلى عناية فائقة مثل الطيور الحالية، فكان الطير يربى فوق سطح المنزل ويتناول شعيرا وحبوبا في الصيف أو الشتاء، أما الآن فقد تغير حال الطيور، إذ يتم اطعامها حبوبا وخلطات متميزة تجلب من بلجيكا وألمانيا، كما ان الطيور أصبحت تهجن، الأمر الذي لا يوافق عليه السويدي لأنها تخسر كثيرا من مواصفاتها وجودتها، إذ إن التهجين يتم على التركيبات والأشكال والألوان، فخلال 10 سنوات يمكن ان يحصل المهجن على اللون المطلوب. والجديد في مسألة تربية الطيور أن الهاوي يمكنه أن يشتري طيوره عبر الانترنت ومن الخارج، إذ لم يعد الشراء والبيع حكراً على السوق المحلية والتجار الآسيويين، إلا أن الشراء عبر الانترنت يعتبر أغلى من السوق المحلية.

تويتر