«المسبحة» صناعة بسيــطة بحجارة كريمة
شكلت طلبات الجدة المتكررة لـ«خراطة» سُبح خاصة بها بوابة لدخول الطالب الإماراتي خليفة النعيمي إلى عالم تصميم السبح، ودافعاً له لإدراك أساسيات صناعة السبح التي بدأت بمعرفة أبجديات بسيطة. هوى النعيمي، الطالب في المرحلة الثانوية، السبح، التي اختارها لتكون باكورة نشاطه التجاري الصغير، الذي يقوم على أساس تقديم باقة منوعة من السبح، تختلف أشكالها وأحجامها وخاماتها وأحجارها الكريمة.
يحرص النعيمي، الذي انطلق أخيراً من بوابة مشروع «التاجر الصغير»، على تلبية رغبات زبائنه في اقتناء تصاميم خاصة بهم، من دون الاكتفاء بمجموعاته المقدمة، ما انعكس على تجربته بشكلٍ إيجابي، إذ شهد مشروعه إقبالا كثيفاً، شكل له دافعاً قوياً لتطوير مشروعه، والاستمرار فيه، وفق النعيمي الذي يوفر في مشروعه الحديث مجموعات مختلفة من السبح، تتقدمها مجموعة متعلقة بالتسبيح، وأخرى خاصة بالإهداءات تقدم السبح هدايا تذكارية بسيطة تحت عنوان «توزيعات».
مجموعات منوعة
قال خليفة النعيمي لـ«الإمارات اليوم»: «يعتبر تصميم السبح وصناعتها هوايتي التي شكلت باكورة نشاطي التجاري الصغير، إذ أقدم من خلال مشروعي مجموعة من السبح، التي تختلف أشكالها وتتعدد أحجامها وفقاً للمناسبة، والغرض من الاستخدام»، مضيفاً أن «السبح، كغيرها من الأدوات، تصمم وفقاً للغرض من استخدامها ومناسبتها، فعلى سبيل المثال السبح المتعلقة بالغرض الأساسي منها ألا وهو التسبيح، تكون كبيرة الحجم، أما سبح الزينة فتكون صغيرة الحجم، الأمر الذي يتمثل في المجموعات المختلفة التي أصممها، تتقدمها مجموعة التسبيح، تليها المجموعة الأبرز وهي مجموعة الإهداءات، التي تقدم السبح هدايا تذكارية بسيطة معروفة بـ(توزيعات)، أقدم إلى جانبها ميداليات مصنوعة من أحجار السبح نفسها، هدية مجانية للزبون».
ولا يكتفي خليفة بتقديم تصاميمه الخاصة للزبائن فحسب، بل يحرص على تلبية طلباتهم وتنفيذ رغباتهم في اقتناء تصاميمهم الخاصة، التي تحدد غالباً بناءً على نوع الأحجار الكريمة المستخدمة «الأمر الذي ترك ظلاله على تجربتي اليافعة بشكلٍ إيجابي، لمسته بوضوح في مشاركتي الأولى في (التاجر الصغير) أخيراً، إذ حظيت بإقبال جماهيري كثيف، شكل لي دافعاً قوياً للاستمرار والعطاء».
صناعة بسيطة
حول عملية تصميم وصناعة السبح، أوضح النعيمي أنها «تندرج تحت أسس حرفية بسيطة جداً، تتمحور حول الدقة والتركيز اللذين يعدان عاملين أساسيين لا تقوم حرفة صناعة السبح من دونهما، فبهما تكون عملية اختيار الأحجار وتوزيعها ورصها بطريقة سليمة، إذ تحتاج عملية اختيار الأحجار، على اختلاف أشكالها وأنواعها، إلى دقة كبيرة وتركيز، فقد تحتوي الأحجار على شروخ أو كسور بسيطة لا ترى بوضوح، إلا بعد الانتهاء من عملية الرص، الأمر الذي يؤثر في الشكل النهائي، وقد يجرح يد مستخدمه مع الوقت، لذلك أحرص بشكلٍ كبير على انتقاء الأحجار بنفسي، وأقوم بفحصها بدقة في حال قمت بشرائها من الخارج».
وعن المدة التي يستغرقها في عملية تصميم وصناعة السبح، أفاد بأنها لا تستغرق وقتاً طويلاً «ففي حال توافر الرغبة في العمل مع عاملي الدقة والتركيز، يمكنني إنجاز 10 إلى 15 سبحاً في اليوم الواحد، وتكسب الممارسة السرعة في إنجازها».
وقال النعيمي: «شكلت جدتي التي تهوى السبح، نظراً لكثرة استخدامها في عملية التسبيح، العامل الأبرز في لجوئي إلى تصميم السبح وصناعتها، فقد دفعتني طلباتها المتكررة لـ(خراطة) السبح الخاصة بها إلى خوض غمار هذه التجربة بطريقة حرفية تعتمد على توفير أحجام وأشكال منوعة تتلاءم وأغراض ومناسبات استخدامها، كما شكل دعم عائلتي المتواصل دوراً كبيراً في هذه التجربة».
وعلى الرغم من الإقبال الكثيف الذي شهدته مجموعات سبح النعيمي، من مختلف الأعمار، خلال مشاركته الأولى في مشروع «التاجر الصغير»، ذكر أن مشروعه «لايزال بحاجة إلى تطوير أكبر، وذلك بتوفير مستلزمات حرفية لصناعة السبح، تسهم في رفع جودته، واختصار زمن إنجازه، وفي مقدمتها ماكينة تقطيع الأحجار، التي تجعل مساحة الابتكار في التصميم أكبر، عوضاً عن شراء أحجار جاهزة قد لا تتساوى في الأحجام».
يذكر أن المسبحة تدخل في مجالات استخدام عدة، يتقدمها التعبد، عن طريق التسبيح، هذا إلى جانب الأناقة والوجاهة، إذ يستخدمها بعض الرجال كجزءً تكميلي لأناقتهم، من خلال حمل سبح مصنوعة من أحجار نفيسة. في حين يستخدمها آخرون للتسلية وتنشيط حركة اليدين، أو لتخفيف التوتر وإبعاد نظر الآخرين عنه، الأمر الذي يظهر في تحريك أحجارها، المستديرة غالباً، باستمرار، ويلجأ البعض إلى اقتناء السبح بغرض تجميعها كهواية جمع المقتنيات. والمسبحة هي مجموعة من القطع ذات الأشكال الحبيبية (خرز)، توجد بينها فواصل من قطع مختلفة، تتألف من أعداد معينة منتظمة في خيط واحد، وتختلف أشكال «الخرز» بحسب المناطق التي تتوافر فيها، أو حسب رؤية المصمم أو طلب الزبون.