تأثيرات الحرارة لا تقف عند حدود الشعـــر والبشرة

الصيف.. موســـم الانطلاق والمشكلات الصـحية أيضاً

صورة

على الرغم من أن فصل الصيف يعد فصلاً للانطلاق والسفر والبهجة، بعد شهور الدراسة أو العمل، الا انه ايضا يعد موسم مواجهة الحرارة المرتفعة والشمس القاسية، والفيروسات او البكتيريا التي تنمو نتيجة الحرارة الزائدة، ولذا غالبا ما يترافق الصيف مع الكثير من المشكلات التي تجعله الفترة التي تتطلب عناية خاصة. ولا تقتصر تأثيرات الشمس الصيفية السلبية على الجوانب الجمالية، اذ من الممكن أن تنعكس على الصحة جراء تأثيرها في الكثير من الأطعمة، لاسيما التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، بالإضافة إلى مشكلات بالجملة، من بينها جفاف الشعر والبشرة، الى جانب مشكلات الطفح الجلدي، والتسمم والإسهال والنزلات المعوية التي تصيب كثيرين بسبب الطقس الحار.

مشكلات

حماية

ذكر مصفف الشعر عاصم الاختيار ان الرطوبة لا تشكل خطراً على الشعر كما الحرارة، ولذا لابد من حماية الشعر ببعض العلاجات التي تسهم في تمليس الشعر، الأمر الذي يخفف على المرأة ضرورة الذهاب الى الصالون وتسريحه، فيصبح جاهزاً، ويخف استخدامها للمجفف الخاص بالشعر. وأكد عاصم ان المستحضرات الخاصة بمظهر الشعر، ومنها الجل، تؤثر في صحته، إذ تحتاج المرأة التي تستخدمها بشكل كبير الى عناية خاصة، وترطيب مستمر للشعر. ونصح النساء بضرورة إيلاء عناية خاصة بالشعر «فكما تهتم المرأة ببشرتها، عليها ان تمنح القليل من الوقت للشعر، وكذلك وضع المرطبات التي تحميه من الجفاف الذي قد يتفاقم الى مشكلات أكبر حال إهماله».

 

تعاني نساء كثيرات من مشكلات الشعر الذي يصبح أكثر عرضة للجفاف والتكسر بفعل التعرّض لأشعة الشمس القوية، وكذلك مياه البحر والمسابح.

وعن أبرز مشكلات الشعر ووسائل العناية بها صيفاً، قال مصفف الشعر عاصم الاختيار، إن «المسابح، وكذلك مياه البحر، تعد من ابرز الأمور التي تسهم في تلف الشعر في فصل الصيف، الى جانب ان المياه في الإمارات تحتوي على نسبة معينة من الأملاح، ولذا غالبا ما ننصح السيدات باستخدام مياه الشرب العادية في ختام غسيل الشعر، كي يجف وهو بحالة جيدة».

واعتبر عاصم أن ابرز خطوات العناية تبدأ من «السيروم» الذي يحمي الشعر من الشمس، ويؤمّن للشعر التغليف الذي يقيه من الجفاف، ويمكن استخدامه بشكل يومي قبل الخروج من المنزل والتعرض للشمس، أو حتى قبل الذهاب للبحر، مشددا على أهمية الحفاظ على جلدة الرأس صحية ونظيفة لتجنب القشرة، معتبراً أن الدهون التي يزيد افرازها مع الحر صحية، لأنها تغذي جلدة الشعر وليست مؤذية اطلاقا، كما يعتقد البعض.

حروق

قد تتعرض البشرة صيفاً للجفاف، وكذلك للحروق أو بعض الامراض الجلدية التي اوضحها الاختصاصي في الامراض الجلدية، الدكتور علي الثكمجي بقوله: «هناك مجموعة من الأمراض الجلدية التي تتأثر بالشمس والجو الحار، ومنها الأكزيما التي تزداد مع الحرارة»، مشيراً إلى ان الأثر السلبي للشمس يزداد مع أنواع البشرة البيضاء، والتي تكون عرضة للإصابة بالحروق أكثر من غيرها، كما ان لونها يكون داكناً أكثر مع الحروق.

ونصح الثكمجي أصحاب البشرة الفاتحة بالابتعاد عن الشمس، وعدم التعرض لأشعتها في الفترة الممتدة بين 10 صباحا والرابعة بعد الظهر، كونها الفترة الاكثر تسبباً بالضرر. اما الاشعة المؤذية، فهي الاشعة فوق البنفسجية الموجودة في الشمس، وتسمى «يو في بي»، وغالبا ما تسبب الحروق، وقد تؤدي الى السرطان الجلدي حال تكررت الحروق.

واعتبر الاختصاصي في الامراض الجلدية، ان الذي لديه استعداد للإصابة بالحساسية يكون أكثر عرضة للطفح الجلدي مع الصيف الحار، لاسيما الفطريات عند الصغار بشكل خاص، فهناك نوع منها يسمى البهاق، وهو من الفطريات التي تزداد مع ارتفاع الحرارة، لكن البعض يظن انها تزداد بسبب المسابح، ولهذا يجب تجنب الشمس كي لا يزداد البهاق في الصيف، لاسيما ان التعرق هو احد ابرز اسباب انتشاره.

أما الواقي من الشمس فهو، حسب الثكمجي، أحد الحلول، لكنه ليس كافياً «اذ لابد من الالتفات الى العناية بالبشرة بتأمين ما تحتاج اليه من المرطبات، وكذلك تركها تتنفس بالتخفيف أو الاستغناء عن طبقات الماكياج، التي تعيق افراز التعرق واخراجه من تحت الجلد مع الحرارة المرتفعة، الأمر الذي يؤدي الى ظهور البثور والحبوب، وقد تتفاقم المشكلة وتصبح بحاجة الى علاج خاص».

تسمم غذائي

أشارت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، لطيفة راشد، إلى أن أبرز الأسباب التي تؤدي الى حدوث التسمم أو الإسهال عند البعض صيفا، يعود الى الأغذية وتعرضها للحرارة. إذ توجد مجموعة من الاطعمة، لاسيما العالية الدهون، تتعرض الى عملية التزنخ بفعل تعرّضها للشمس، مشيرة إلى أن الاسهال الذي ينتشر عند البعض في فصل الصيف يمكن ان نرده الى التكون الميكروبيولوجي، إذ تنمو بعض الميكروبات بفعل الحرارة.

واعتبرت لطيفة ان الحرارة التي تزيد على الـ20 درجة قد تكون وراء الضرر الذي تسببه بعض الاطعمة، لذا ينبغي الالتفات الى الارشادات المكتوبة على حفظ الأطعمة، معطية «الشيبسي» مثالا على ذلك؛ كونه من اكثر الاطعمة احتواء على الدهون، والذي ان وضع في الشمس وفي حرارة مرتفعة، يسبب الاسهال بسبب تزنخه. أما الطبخ المنزلي فلفتت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي الى ضرورة عدم تركه خارج الثلاجة لأكثر من ساعتين في النهار «لأن بعض النساء يتركن الأطعمة خارج الثلاجةلساعات طويلة، إذ يطبخن ويخرجن الى عملهن ويتناولن الطعام بعد العودة من العمل، وهذا يعد من أكبر الاخطاء التي يرتكبنها، لأن المكيف لا يعطي درجة الحرارة التي تؤمنها الثلاجة لحفظ الطعام».

تويتر