تحضير الجسد لصوم رمضان
يحتاج الصيام لأكثر من 15 ساعة إلى تحضير جسدي قبل بداية شهر رمضان، كي يعتاد الجسم الامتناع عن الطعام والشراب لفترة طويلة من النهار، من دون أن يكون هناك أي خلل في الاداء الوظيفي للجسم. ويعد الحفاظ على رطوبة الجسم، وكذلك عدم زيادة الوزن وتجنب الجوع والعطش والصداع، من أبرز الامور التي ينبغي على الصائم الحفاظ عليها، من خلال برنامجه الغذائي الذي يتبعه قبل الصيام بأيام، وكذلك خلال الشهر الكريم.
تنظيف السموم
مشروبات جيّدة أكدت اختصاصية المكملات الغذائية سمر بدوي، أن السوائل تعد اساسية للصائم للحفاظ على مياه الجسم، ومنع الشعور بالعطش اثناء الصيام. ومن السوائل المفيدة، بعد الماء الذي يعد أهم مشروب، الكركديه واللبن الرائب، وعصائر الفواكه على أنواعها. وركزت على ان اللبن الرائب يعد من أبرز السوائل التي تعوض الجسم عن الاملاح والمعادن التي خسرها أثناء الصيام. |
قالت خبيرة المكملات الغذائية واختصاصية التغذية، سمر بدوي، إن «تحضير الجسم للصيام يجب أن يكون قبل أيام من بداية شهر الصيام، وذلك ليتمكن الجسم من طرح السموم التي اختزنها على مدار سنة كاملة». ورأت أن الصيام يعد صعباً في هذه الفترات، لأننا قادمون على منع الجسم من الاكل والشرب لفترة طويلة، وبالتالي يبقى الجسم دون حركة لفترة طويلة، ولهذا لابد من تنظيف الجسم من الترسبات قبل الصيام بفترة. ولفتت إلى أن الاشخاص الذين يعانون حموضة عالية في المعدة سترتفع نسبة الحموضة في المعدة لديهم اثناء الصيام، ولهذا لابد من تجهيز المعدة، بالابتعاد عن الأطعمة الحريفة، وكذلك اعتماد الأطعمة الخفيفة الكربوهيدرات، وكذلك المأكولات التي لا تحتاج إلى جهد كي يهضمها الجسم. واعتبرت بدوي أن دعم الجسم بالسوائل والمياه قبل بداية الصيام من الأمور الأساسية، وذلك لأن مخزون الجسم من الماء يجب ان يكون جيداً من اجل حرق الدهون أيضاً.
واعتبرت اخصائية المكملات الغذائية أن الاعتماد على الاكل الخفيف والمتناعا عن الافراط في تناول الأطعمة من الأمور التي تصبح عدوى تنتقل الى الأشخاص، وكذلك من الممكن ان تصبح عادة، مشددة على وجوب تجهيز الجسم بالأنزيمات. ولفتت الى ان غياب الانزيمات تعني عدم الاستمتاع بالأكل، ولهذا لابد من الاعتماد على الاكلات التي تحتوي على الأنزيمات الهاضمة، ومنها بعض الالبان والبابايا والاناناس والخضار، أو الاعتماد على المكملات التي تحتوي على هذه الانزيمات، مؤكدة أن الأخيرة تساعد على هضم الأطعمة التي تسبب عسر الهضم.
وأكدت بدوي أن أعراض الصيام طبيعية ولا يمكن تجنبها ومخالفة الطبيعة، فالصداع طبيعي، لاسيما أن المرء يكون معتاداً على تناول أربع وجبات خلال النهار، ولهذا لابد من إعطاء الجسم مدة يومين كي يستطيع أن يعتاد على التوقيت الجديد للوجبات. أما المشروبات الغازية فلابد من الابتعاد عنها عند الإفطار، لأنها تسبب الشعور بالشبع وتحتوي على السكريات، كما أنها لا تروي بل تسبب العطش، فيما السوائل التي تروي فعلاً هي الماء والعصائر.
تنظيم الأدوية
ويعد صيام أصحاب الأمراض من الامور التي تحتاج الى استشارة صحية من الطبيب المعالج، وفقاً لرئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، لطيفة راشد، التي شددت على وجوب استشارة الطبيب في كيفية تعديل جرعات الأدوية. واعتبرت أن مرض السكري يعد من الأمراض التي تحتاج إلى عناية خاصة في شهر رمضان من قبل الصائم، لجهة الأدوية، وكذلك زيادة وجبات الطعام من قبل اختصاصية التغذية، حيث يتم تحديد عدد غرامات السكر الموجود في الطعام، وتوزيعها على الوجبات. ولفتت الى ان شهر رمضان يعد راحة بالنسبة لمرضى السكري، كونه يتيح تخفيف الوزن، وكذلك الابتعاد عن الكربوهيدرات في الوجبات. أما المرأة الحامل، فاعتبرت راشد ان صيامها سيكون صعباً، خصوصاً في الايام الأولى في حال كانت تعتمد كثيراً، في روتين حياتها اليومي، على تناول القهوة والشاي، مشيرة الى انها كي ترتاح عليها ان تمتنع عن السوائل المنبهة قبل بداية شهر رمضان، لأنها تسبب الصداع. وحسب راشد لابد من تركيز المرأة الحامل على الكالسيوم والبروتين والألياف، ولهذا يجب أن تكون المرأة تحت إشراف الطبيب المعالج.
ويبقى تحضير الأطفال للصيام، لاسيما الصغار من الأمور المهمة بالنسبة للأمهات، ولهذا نصحت راشد بوجوب البدء بتحضير الأطفال لصيام شهر رمضان، بتخفيف الحلويات والسكريات التي يتناولونها في النهار، وحذف وجبة السناك من قائمة الوجبات اليومية، وتقليص حجم الوجبات كي يعتاد الطفل على الوجبات الخفيفة. أما أوقات اللعب فيجب تبديلها قبل بداية شهر الصيام، وذلك كي يتمكن الطفل من الاعتياد على اللعب في أوقات ما بعد الافطار، ومنعه من اللعب في أوقات الحر، خصوصا خارج المنزل، فيما شددت في الاخير على ان السحور يعد وجبة اساسية للصائم، ويجب ان تكون دسمة وغنية بالأطعمة التي تشعر الطفل بالشبع، وكذلك يجب ان تكون متأخرة أي قبل بدء الصيام بساعة على الاقل.