النقوش الإفريقية تغزو عالم الموضة
تُشكل الطبيعة الساحرة لقارة إفريقيا وفلكور شعوبها المتفرد مصدر إلهام لمصممي الأزياء في الوقت الحالي؛ حيث تستلهم التصاميم نقوش جلود الحيوانات وألوان أشجار ونباتات الغابات الاستوائية، وكذلك التطريزات المميزة للقبائل الإفريقية. ويقول خبير الموضة الألماني أندرياس روزه بمدينة فرانكفورت، إن «عالم الموضة يستوحي مثلاً نقوش جلود الحمار الوحشي ذات الخطوط البيضاء والسوداء ونقط جلود الفهود»، مشيراً إلى أن الموضة تستلهم بصفة خاصة باقة ألوان السافانا التي تمتد من البيج، لون الرمال، مروراً بالبرتقالي المائل إلى الحمرة، لون الشمس وقت الغروب، وصولاً إلى الأخضر الرقيق للأشجار والأعشاب القليلة التي تتخللها. وتزدان هذه الطلة الإفريقية بالأهداب وتطريزات اللآلئ.
وتجسد تشكيلات الماركات العالمية هذا الاتجاه في عالم الموضة؛ فتشكيلة ماركة Alberta Ferretti تضم تصاميم مستوحاة من نقوش قبائل الزولو، أكبر قبائل القارة السمراء، بينما تتضمن تشكيلة ماركة Burberry بلوفر رجالي يزدان الجزء العلوي منه بألوان ونقوش إفريقية ويتخذ شكل الياقة العريضة المميزة لملابس بعض القبائل البدائية في القارة السمراء. كما تقدم ماركة s.Oliver فساتين طويلة وفضفاضة تزدان باللون البرتقالي والنقوش اللافتة للنظر التي يمتاز بها نمط الملابس الأفريقية، بينما تقدم ماركة Antik Batik تونيك بني اللون يحمل سمات النمط الأفريقي المتمثلة في القصات الفضفاضة والألوان الترابية الدافئة والرسومات.
ويقول خبير الموضة الألماني روزه إن «هذا الاتجاه ليس بجديد في عالم الموضة»، مشيراً إلى أن مصمم الأزياء الياباني «كينزو» كان أول من استخدم النقوش الأفريقية مطلع السبعينيات من القرن الماضي. وفي عام 1976 قدم مصمم الأزياء الفرنسي الشهير، إيف سان لوران، تشكيلة مستوحاة من النقوش ألإفريقية. وبعد ذلك، نجح هذا النمط بسرعة في غزو خطوط موضة الملابس الكاجوال.
صعوبة التنسيق
تؤكد أخصائية المظهر الألمانية ماريا هانز بمدينة هامبورغ، على صعوبة تنسيق الملابس ذات النمط الإفريقي؛ لكونها ذات ألوان زاهية ومبهجة ونقوش جذابة تلفت الأنظار. لذا فهي تنصح بتنسيق الملابس ذات النقوش الإفريقية مع قطع تتسم بالبساطة والهدوء، كي لا يبدو المظهر العام متكلفاً. وأشارت هانز إلى أن الألوان الترابية المميزة لنمط الملابس الإفريقي تتناغم بصفة خاصة مع اللونين الأسود والأبيض ودرجات الباستيل، لافتة إلى أن طريقة التنسيق هذه تجعل الملابس ذات النقوش الإفريقية مناسبة للعمل أيضاً.
وتتجسد طرق التنسيق البسيطة هذه في تشكيلات بعض الماركات؛ فعلى سبيل المثال تنسق ماركة Taifun «تي شيرت» ذا نقشة إفريقية ويزهو بدرجات الأخضر والأزرق مع سروال ذي لون رمادي وبلا نقوش، بينما تنسق ماركة Comma توب ذا ألوان زاهية وفوقه بليزر يزهو باللون الوردي مع سروال ذي لون أسود لكسر حدة الألوان الزاهية.
بساطة الإكسسوارات
بما أن النمط الإفريقي يمتاز أساساً بطابع لافت للنظر من خلال ألوانه الزاهية ونقوشه الجذابة، فإن هانز تؤكد ضرورة اختيار إكسسوارات تتحلى بالبساطة والهدوء، كي لا يبدو المظهر العام متكلفاً، مشيرة إلى أنه في حال ارتداء قطع ملابس تزدان باللآلئ أو تطريزات لافتة للنظر، فإنه لن تكون هناك حاجة لارتداء إكسسوارات معها،أ أما إذا كانت الملابس تتحلى بالهدوء، فتشير هانز إلى إمكانية إضفاء لمسة جاذبية بارتداء الإكسسوارات ذات النمط الإفريقي اللافت، مثل اللآلئ الخشبية والحقائب والأساور الجلدية التي تزدان بنقوش الإيكات التقليدية الشهيرة، وتزهو بالألوان الصارخة كالأصفر الخردلي والبرتقالي القوي.
وبالمثل ينبغي أن يتسم الماكياج بالبساطة والهدوء؛ حيث تنصح هانز بالاكتفاء بوضع البودرة البرونزية؛ لكونها تمنح البشرة طلة متناغمة مع النمط الإفريقي، مع إبراز الشفاه برقة من خلال استعمال مُلمع الشفاه.