حليب الأم.. أكثر من 100 عنصر مغذ للطفل

أفادت دراسة نشرت أخيراً أعدها بعض الاختصاصيين في التغذية الطبيعية أن حليب الأم يحتوي على 100 عنصر غذائي مهم لا يوفرها الحليب الاصطناعي. وتأتي هذه الدراسة تزامناً مع جهود القائمين على «حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل»، لتعزيز مفاهيم الرضاعة بين الأمهات، وتبيان الفرق بين حليب الأم والحليب الاصطناعي. وتكمل هذه النتائج آخر الدراسات التي نشرت مسبقاً، التي أفادت بأن 40٪ من النساء في الشارقة يلجأن إلى استخدام الحليب الاصطناعي لإرضاع أطفالهن عند مزاولتهن أعمالهن. ويعوّل القائمون على الحملة على هذه النتائج لزيادة الوعي حول أهمية الرضاعة الطبيعية، وتحفيز الأمهات على اللجوء إليها لتغذية أطفالهن عوضاً عن الحليب الاصطناعي. وكشف الباحثون عن احتواء حليب الأم على مضادات حيوية تشكل خط الدفاع الأول للطفل ضد الإصابة بالأمراض، لاسيما خلال هذه الفترة العمرية الحرجة للطفل التي يحتاج فيها إلى عناصر غذائية مكملة تكفل له بداية صحيحة.

وأوضحت الدراسة أنه على الرغم من احتواء الحليب الاصطناعي على بروتينات تختلف نسبتها عن تلك المتوافرة في حليب الأم، إلا أن نسبة فائدة هذه البروتينات تبقى ضئيلة بالنسبة للطفل، كونها تهضم من خلال إنزيمات هشة في الطفل لا يستفيد منها الجسم بشكل كبير. وتتشابه الصورة بالنسبة للعناصر المعدنية، مثل الحديد الذي يتوافر بنسبة أكبر في الحليب الاصطناعي، إلا أن هذه العناصر تعد صعبة الهضم، كما تسبب اختلالاً في عمل بكيتريا المعدة، ما قد يؤدي إلى مضاعفات في الجهاز الهضمي.

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة حصة خلفان الغزال، مدير اللجنة التنفيذية لـ«حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل»: «لا نهدف من وراء حملتنا التعرض للحليب الاصطناعي لمجرد النقد فقط، لكننا نهدف لإعطاء صورة واضحة المعالم عن طبيعة المكونات التي يحتويها حليب الأم ومدى فائدة هذه المكونات على صحة ونمو الطفل. ومما لا شك فيه أن الدراسة التي نشرها الاختصاصيون في هذا الصدد تؤكد تفوق حليب الأم من خلال العناصر الغذائية التي يوفرها على الحليب الاصطناعي».

وأضافت الدكتورة الغزال «يتضمن حليب الأم نسبة كربوهيدرات تزيد على تلك المتوافرة من الحليب الاصطناعي كما يحتوي على نسب مرتفعة من اللاكتوز (سكر اللبن)، الذي يسهم في نمو العقل وتطوره، كما تظهر الدراسات. وبناءً على هذه المعطيات، فلا شك في أن هذه العناصر الموجودة في حليب الأم تجعل منه خياراً ذكياً للأم ومثالياً للطفل».