رمضان بيروت.. زينة وتســــوّق وسهر
لم يبق من المظاهر التقليدية لرمضان في بيروت سوى الزينة التي تعلق في الأسواق التجارية والأحياء احتفالاً بحلول الشهر الفضيل، في حين غابت معظم المظاهر القديمة كالمسحراتي والمدفع. وما إن يبدأ شهر رمضان المبارك حتى تنتشر في الأحياء السكنية عربات بيع المشروبات الباردة وأبرزها الجلاب، أما الحلويات فلها قصة مختلفة مع رمضان، إذ إنه مع الابقاء على الأكلات الرئيسة على حالها، تحتل الحلويات الحيز الأهم في هذا الشهر، نظراً لتعددها وتميزها بالتركيز على القشطة. وقال اللبناني وسام عياش، إن التحضير لشهر رمضان المبارك يبدأ في بيروت قبل الإعلان عن بدء الشهر بأيام، وغالباً ما يكون التركيز على الزينة في الاسواق التجارية، إذ يكثر التسوق في هذا الشهر، وتكثر العروض الترويجية قبل حلول عيد الفطر. ولفت إلى أن الحياة تتغير في هذا الشهر، وأنه بدلا من ان تقفل الاسواق عند حلول المساء، تقفل ما قبل الافطار، ثم تعاود فتح أبوابها بعد الافطار بساعة أو أكثر بقليل، وذلك كي يتمكن الناس من التسوق. وأكد عياش أن حلول شهر رمضان في فصل الصيف دفع البلديات التي تنظم شهر التسوق إلى أن تجعله متزامناً مع الشهر، وذلك بهدف التشجيع على التسوق. أما السفرة التي تقام في رمضان، فشدد عياش على أنها تحمل بعض الثوابت، ومنها الشوربة، خصوصاً شوربة العدس الصفراء، إلى جانب الفتوش، وكذلك مشروب الجلاب، فهذه تعد اساسيات السفرة في شهر رمضان، ولا يمكن حضور مأدبة رمضانية لبنانية مع غياب هذه الاطباق. أما الأطباق الرئيسة فقد شدد على أنها تبقى على حالها فلا يطالها الكثير من التغييرات في هذا الشهر، ويتم الاعتماد أكثر على الأطباق الناشفة التي لا يدخلها الارز كثيراً بخلاف الايام العادية، مع التركيز على المقبلات الاساسية التي لابد أن يحضر احد اطباقها على المائدة بشكل اساسي. أما الحلويات التي تقدم على المائدة اللبنانية، فهي تتنوع كثيراً، اذ لا يمكن اختصارها، فهي تزيد على 15 صنفاً من الحلويات الخاصة بشهر رمضان، وبعضها يقدم مقلياً، وبعضها نيئاً أو مشوياً في الفرن، فيما يعد النوع الابرز هو الذي يحمل اسم الشهر، المعروف بكلاج رمضان، تليه كل الحلويات التي تدخلها القشطة، ومنها العثملية والمعمول بالقشطة والقطايف.
حنين
اللبنانية المقيمة في الإمارات، دانيا بركات، عبّرت عن حنينها إلى الكثير من مظاهر رمضان التي تغيب في الامارات. وأشارت إلى أنه على الرغم من غياب الكثير من المظاهر القديمة، وأبرزها المسحراتي الذي لايزال موجودا في بعض الاماكن، ومنها مثلا الحارات القديمة في مدينة صيدا، إلا أن السيارات التي تُعْلم الناس بحلول موعد السحور منتشرة كثيراً في بيروت، حيث تجول السيارات التي تضع مكبرات الصوت وفيها الاناشيد الدينية الخاصة بالشهر الفضيل لتوقظ الناس. ولفتت إلى أن العادات الاجتماعية لا تختلف بين البلدان العربية ولبنان، فالولائم وإفطار الصائم هي العادات الاسلامية نفسها بين جميع البلدان، بينما تعتبر العادات الخاصة قليلاً هي تبادل الاطباق بين الجيران، إذ يتعمد بعضهم تقديم طبق من الصنف اليومي للجار، وقد تكثر هذه العادة بين أبناء الاسرة الواحدة. وشددت بركات على ان إحياء ليلة القدر في الجوامع تعد من ابرز الممارسات الدينية في شهر رمضان، حيث تعج الجوامع بالزائرين في ليلة القدر، ويستمرون في الدعاء والصلاة حتى ساعات الصباح الاولى، حيث يتم توزيع السحور في الجامع، وبعدها يغادرون الى منازلهم.
عيد
التحضير للعيد يعد من الأمور التي تشغل العائلات في الاسبوع الاخير من رمضان، وتعمد بعض العائلات إلى تحضير معمول العيد في اليوم الاخير من شهر الصوم، بينما تعتمد بعض العائلات على شراء الحلويات جاهزة، أما اكلات العيد فهي غالبا ما تكون المقلوبة أو الملوخية أو المشاوي. وشددت على أن السفرة في شهر رمضان تتميز بالأطباق الصعبة التحضير، إذ يحرصون على انتقاء الأكلات المعقدة والمميزة في هذا الشهر، أبرزها المغربية أو المحاشي أو ورق العنب أو الدجاج بالارز الى جانب المشاوي والدجاج المحمر بالفرن أو حتى اللحم بالفرن. وركزت على أن هذه الأكلات الصعبة تعد تكريماً للصائم، وهناك الكثير من الأكلات اللبنانية التي تختفي في هذا الشهر، إذ يعتبرونها غير لائقة بمعدة الصائم، لاسيما أن الصيام في أيامنا هذه يكون لفترة طويلة. إما المشروب الذي لا يمكن إغفاله على السفرة فهو الجلاب الذي يبدأ الافطار به، الى جانب قمر الدين، أو حتى اللبن المضاف اليه الماء والملح، الذي يطلق عليه اسم لبن عيران.
كلاج رمضان
المقادير:
ست رقائق من عجينة البقلاوة.
علبتان من القشطة الجاهزة.
خمسة أكواب من زيت دوار الشمس.
نصف كوب من الفستق الناعم.
ثلاثة أكواب من القطر.
طريقة تحضير القشطة المطبوخة:
تمزج ثلاثة أكواب من الحليب السائل المحضر مع ربع كوب من الدقيق الأبيض المنخول، ويوضع المزيج على نار هادئة مع التحريك المستمر.
عندما يغلي المزيج يترك على نار هادئة لمدة خمس دقائق، ثم يسكب وهو ساخن في طبق حتى يبرد.
تمزج علبتا القشطة مع المزيج السابق لتصبح جاهزة للاستعمال.
طريقة تحضير القطر:
يمزج كوبان ونصف الكوب من السكر مع كوب ونصف الكوب من الماء ويوضع على نار متوسطة من دون تحريكه.
ترفع درجة حرارة المزيج حتى الغليان، بعدها يوضع القليل من عصير الحامض ويترك المزيج على النار حتى يتكاثف.
تضاف ملعقة صغيرة من كل من ماء الورد وماء الزهر الى المزيج ويترك على النار جانباً حتى يبرد.
طريقة التحضير:
تقطع رقائق عجين البقلاوة إلى مربعات.
توضع في وسط كل مربع ملعقة كبيرة من القشطة المطبوخة.
تطبق مربعات العجين بحيث تغلف القشطة جيداً.
تقلى حبات الكلاج في الزيت الحار حتى يصبح لونها ذهبياً.
يزين الكلاج بالفستق الناعم ويقدم القطر الى جانبه.