الرضاعة الطبيعية تغني عن «السكاتات»
ربما يصعب على الآباء تهدئة طفلهم الرضيع أثناء صراخه، لذا لا يجدون شيئاً أمامهم يُمكن أن يساعدهم على ذلك سوى «السّكاتة». وأشارت ريغينا غريزنز، المسؤولة عن الرضاعة والتغذية بالرابطة الألمانية للقابلات في مدينة هامبورغ، إلى أن الأطفال، الذين يرضعون طبيعياً، لا يحتاجون للسكاتة، محذرة من استخدامها معهم بكثرة؛ لأن الاستخدام المفرط للسكاتة مع الطفل الرضيع يتسبب في تعرضه لمشكلات كبيرة في ما بعد. أما إذا أراد الآباء إعطاء السكاتة لطفلهم الرضيع، على الرغم من هذه التحذيرات، فتنصحهم الخبيرة الألمانية حينئذٍ بضرورة أن يتم ذلك بشكل محدد، وإلا فقد يعتاد الطفل على استخدامها بشكل مبالغ فيه، ما يُلحق به أضراراً جسيمة في ما بعد.
وأوضحت عالمة القبالة الألمانية أن كثرة استخدام الرُضع السكاتة قد تترتب عليه عواقب خطرة، منها على سبيل المثال تناول الأطفال الرُضع كميات أقل من الطعام، مفسرة ذلك بأن مص السكاتة يعمل على إفراز هرمون يحفز على الشعور بالشبع لدى الرضيع، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى تضاؤل نهم الطفل نحو الرضاعة أو إلى تأجيل مواعيد الرضاعة. ولخّصت الخبيرة الألمانية نتيجة استخدام السكاتة مع الطفل الرضيع بقولها «بشكل عام يقل تناول الطفل الرضيع للبن أمه، بل وقد يصل الأمر أحياناً إلى فطامه قبل الأوان».
وأشارت غريزنز إلى أن عواقب الاستخدام المفرط للسكاتة مع الرضيع لا تتوقف عند هذا الحد فحسب، موضحةً «يُمكن أن يتسبب أيضاً في إصابة الطفل بتشوهات في الأسنان أو الفك، بل وفي إلحاق ضرر بالوظيفة اللغوية لدى الطفل، ما يؤدي إلى إصابته باضطرابات لغوية في ما بعد؛ لأن وجود السكاتة في فمه على الدوام قد لا يُتيح له فرصة تعلم الكلام».
أما إذا أصرّ الآباء على إعطاء السكاتة لطفلهم الرضيع، على الرغم من كل هذه المشكلات التي تؤول إليها، فتنصحهم عالمة القبالة الألمانية بضرورة الانتظار حتى مرور الأربعة إلى الستة أسابيع الأولى من الرضاعة على الأقل، موضحةً «يجب تعويد الطفل على الرضاعة عن طريق مص ثدي أمه قبل تقديم أي شيء آخر له».
وعند تقديم السكاتة إلى الرضيع، تنصح غريزنز الآباء بضرورة إعطائها له بقدر محدد، بحيث لا يتم تقديمها له على الدوام. لذا حذرت غريزنز بقولها «يُعد وضع السكاتة داخل سلسلة وتعليقها على صدر الأطفال سلوكاً خاطئاً للغاية». جديرٌ بالذكر أن حاجة الطفل للسكاتة تنتهي عند إتمامه السنة الأولى من عمره على أقصى تقدير.