وصفات بيتية وجو أسري في «المطبخ مع ماما»
أسرار الطهي.. من الأم إلى الابنة
ترى الطاهية الأردنية ايفا هلسة ريحاني أن جو المحبة الأسري المحيط بالمرأة في المنزل يدفعها إلى الابتكار في تحضير الأطباق والأطعمة المختلفة، معتبرة أن التشجيع الذي تتلقاه يجعلها قادرة على التجديد دائماً، مشيرة إلى أنها شغفت بعالم الطهي وأسراره منذ صغرها بفضل أمها، لذا تعمل هي حالياً على توريث ذلك الشغف والأسرار إلى ابنتها، لكن بشكل مختلف.
«في المطبخ مع ماما» هو العنوان الذي تخيرته ايفا ريحاني لتقديم برنامجها الخاص في عالم الطبخ، لتعرض طرق تحضير الوصفات بأسلوب جديد يختلف عن الطرق التقليدية المعتمدة في برامج الطبخ، حيث يقدم الشيف وصفاته، إذ تعلم إيفا ابنتها، في البرنامج الذي تعرض حلقاته على موقع «ياهو مكتوب» كيفية تحضير الطبق، وتترك لها المجال لمساعدتها، وتقديم أفكارها الخاصة.
وعلى الرغم من بحث إيفا عن كل ما هو جديد ومبتكر من خلال اعتماد الأفكار غير المتناولة، إلا أنها تحرص على عدم اختزال العنصر التراثي والمحافظة على تقليدية إعداد الأكلات، لكن من دون ان يمنعها هذا من التجديد أو الابتكار في بعض الأحيان.
بدايات
أدوات قديمة تحرص ايفا ريحاني، على الرغم من افتتاحها مطعماً خاصاً لها، على تقديم الأكلات وفقاً لوصفات والدتها وجداتها، مشيرة إلى انها تستخدم الادوات التقليدية، فلديها بعض الادوات القديمة، ومنها الملقط الخاص بنقش المعمول الذي يستخدم لنقش المعمول باليد. وأكدت انه الى جانب هذا الملقط الذي تستخدمه، والذي تجاوز عمره 90 عاما، تمتلك ايضاً صينية تجاوز عمرها 90 عاماً، مشيرة الى انها تحب الاحتفاظ بالأدوات القديمة التي غالبا ما تحصل عليها من أمها أو من العائلة الذين يحاولون التخلص منها لكونها قديمة. |
قالت إيفا عن بدايتها في عالم الطبخ، ان «الشغف بالطبخ بدأ معي منذ الصغر، عندما كنت أتذوق أكلات والدتي بحب بالغ بعد عودتي من المدرسة، وارى أن هذا الشغف يبدأ بالظهور من طريقة تعاطي المرء مع الأكل»، مضيفة لـ«الإمارات اليوم» أن «الجو المحيط بالمرأة هو الذي يخلق داخلها المحبة لتحضير الطعام، وبالتالي تنمو الموهبة عندها لابتكار الأطباق. وانا شخصيا دخلت المطبخ منذ صغري، وكنت أحضّر بعض الأشياء مع أمي، وكنت أحدث فوضى في المطبخ، إلا أن والدتي لم تمنعني من دخول المطبخ»، وبرأيها هذا التشجيع هو الذي يجعل المرأة قادرة على التقدم والابتكار.
وأكدت الطاهية الاردنية التي سبق وقدمت وصفاتها في برنامج «صباح الخير يا عرب» ان عشقها للطهي لا يعني انها تحب أن تقضي الكثير من الوقت في المطبخ، لافتة الى انها تحب تحضير الأكلات الجيدة، لكن في وقت قصير مع الاهتمام بالتزيين «فالطبخ لابد أن يزيد من انوثة المرأة لا أن يأخذها من عالمها الانثوي، فتظهر بصورة تقليدية ربة بيت غير مهتمة بمظهرها، وتفوح منها رائحة الطبخ باستمرار».
أما النكهة اللذيذة، فبالنسبة لإيفا «ليست هي الأساس في إعداد أي طبق، بل الروح الجميلة والدفء في الطبق هو الأساس، وهو ما نجده في الأكل البيتي، ولا نجده في أفخم المطاعم».
فكرة
حول فكرة برنامج «في المطبخ مع ماما» قالت إيفا، إن «ابنتي اميلي تحب الطهي، وتساعدني كثيراً في المطبخ، وليس البرنامج تجربة جديدة بالنسبة لنا معا، والفكرة الخاصة بالبرنامج نابعة من خلال ملاحظتي ان معظم بنات الجيل لا يعرفن كيف يعددن الطعام، بينما ابنتي تطبخ وحدها في كثير من الاوقات، وتملك الشغف بالطبخ، وهناك نوع مميز من التواصل بيني وبينها، وفي أثناء التصوير نتصرف بشكل طبيعي جداً، فلا نتصرف بطريقة مصطنعة أمام الكاميرات إطلاقاً».
وذكرت إيفا انها لا تحب اعداد الأطباق الصعبة، بل تحاول تقديم الأطباق السهلة في كثير من الأحيان، لكن مع الحرص على أن تكون الزينة موجودة، لأن التزيين من الأمور المهمة بالنسبة لها. وغالبا ما تعد إيفا ريحاني أكلات تراثية، معتبرة ان الأكلات التقليدية التي كانت تعدها الجدات هي أكثر الأكلات التي تحرص على تعليمها «لأن كثيراً من البنات لا يعرفن معظم الأطباق التراثية، وأتمنى من هذا الجيل أن يحافظ على ارثنا في المطبخ، لذا فالطبخ مع السيدات الكبيرات في القرى والضيع فكرة سأقدمها على شاشة ياهو مكتوب لاحقاً».
تجديد
تابعت إيفا «رغم تعدد المصادر والكتب والبرامج التلفزيونية التي يمكن أن تتعلم منها الفتيات الطهي حالياً، إلا أنني أرى الفتاة تتعلم أكثر من أمها، ودائماً تتبع بعض اسرارها في الطبخ، وغالبا ما يكون مذاق أكلها شبيهاً بمذاق أكل والدتها»، مشيرة إلى ان حب ابنتها الطبخ يجعلها فخورة بها، لانها بدأت تعلم صديقاتها، معتبرة ان الجيل الجديد قد ملّ الأكلات الجاهزة لكثرة اعتماده عليها.
ويبقى للتجديد في الأطباق لمسة خاصة عند إيفا ريحاني، اذ رأت أنه «لا توجد ممنوعات في الطبخ، فعلى المرأة أن تجرب وتبتكر، وبعدها ترى ردة الفعل حول التغيير الذي قامت به.
أما اعتماد الدسم في الأكلات فلفتت الى انه من الأمور التي تبتعد عنها كثيراً في أكلاتها، إذ إنها تحرص على ان تخفف من الدسم لتقديم وجبة مناسبة، إذ يحرص كثيرون على كل ما هو صحي.
أما نجاحها في الطبخ فردته الى شغفها بذلك العالم، فسر نجاح أي فرد هو مدى حبه لعمله، وبرأيها أن افتتاحها مطعماً يقدم الطبخ البيتي يعد من أصعب الخطوات التي قامت بها، لأن تعليم الطهاة على الطرق التقليدية ليس من الأمور السهلة، فقد اخذ منها تعليم الطهاة كيفية اعداد المعمول على الطريقة البيتية التقليدية ونقشه باليد دون استخدام القوالب الجاهزة أسبوعاً كاملاً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news