الموائد العامرة والاجتماعات العائلية وتراويح المسجد الأموي أبرز المـــــــــــلامح

رمضان سورية.. مــــازال هناك قمر الدين والتوت الشامي

التمر الهندي وعرق السوس من أبـــــــــــــــــــــــــــــــرز المشروبات المرتبطة برمضان وسورية. غيتي

رغم الدم والاضطرابات، يبقى لشهر رمضان مكانته الخاصة في سورية، إذ تظل العاصمة دمشق، ومسجدها الأموي، واحدة من أبرز المدن التي تحضر إلى الذهن عندما يرد ذكر الشهر الفضيل. ولعل أبرز الملامح الرمضانية في سورية روح الأصالة التي تصبغ الكثير من مظـاهر الحياة، خصوصا المائدة العامرة المرتبطة بهذا الشهر، بينما يبقى دفء اجتماع العائلة أبرز العادات الاجتماعية، إذ تجتمع أسر كاملة على موائد محضرة بزيت الزيتون والحلويات والمشروبات المعدة خصيصاً للشهر الفضيل، ومن بينها القطايف والجلاب وقمر الدين والتوت الشامي.

 

وقد لا تختلف العاصمة السورية عن غيرها من العواصم العربية في تزيين الشوارع والأضواء، ولكن ما يميز أسواقها هو حركة الناس غير العادية التي تبدأ قبل بدء الشهر وتستمر حتى نهايته.

استعداد

يعد الاستعداد لشهر رمضان في سورية من ابرز العادات الموجودة في معظم المنازل، اذ يحرص كثير من السوريين على شراء مؤونة الشهر من المواد الاساسية لإعداد الحلويات البيتية الخاصة برمضان.

واشار السوري المقيم في الامارات منذ ثلاث سنوات، حسام عبدالله إلى أن اجتماعات العائلة على السفرة تعتبر أهم الطقوس التي يحرص عليها السوريون، لاسيما اجتماع الابناء وزوجاتهم على الإفطار عند العائلة في اليوم الاول من شهر رمضان، لافتاً الى ان رمضان يعد المناسبة الأهم لهكذا اجتماعات في ظل حياة يومية سريعة ابعدت الناس عن بعضهم بعضاً، «أما افطار اليوم الثاني غالبا ما يكون عند أكبر ابناء الأسرة، هكذا جرت العادة، ومازال كثير من الاسر يلتزم بهذه العادات».

«التسقية» و«الجلاب»

ذكر عبدالله أن بعض الاطباق لا يمكن ان تغيب عن السفرة السورية طوال شهر الصيام، وأبرزها الفتة او التي يطلق عليها اسم «التسقية» باللهجة السورية، وكذلك الفول والفتوش وشوربة العدس. أما المشروبات التي تعد أساسية على السفرة، فكثيرة، تبدأ بالمشروبات الشهيرة، ومنها التمر الهندي وعرق السوس اللذين يتناولهما الناس طوال العام، الى جانب المشروبات الخاصة بالشهر، ومنها الجلاب وقمر الدين، الى جانب التوت الشامي، وهو الشراب الذي يخزن كحبات توت مهروسة توضع في زجاجات وتنقع، وبعدها تقدم عصيراً فيه بعض حبات التوت.

وأكد عبدالله ان عرق السوس يعد من المشروبات المعتمدة بكثرة من قبل الناس، لكونه يجنب العطش. أما الحلويات الرمضانية، فتتميز بكونها متنوعة في سورية، وأغلبها يعتمد على القشطة، ومنها ورد الشام وزنود الست والقطائف، لاسيما المقلية والمحشوة بالجوز او القشطة والمغمسة بالقطر.

وتكثر في الشهر بعد الافطار المجالس الرمضانية، التي أشار عبدالله إلى أنها عبارة عن اجتماعات لأفراد العائلة والأصدقاء غالبا ما تدور فيها الاحاديث الاجتماعية، وكذلك الرمضانية. اما الفقراء فلهم حصة في هذا الشهر، إذ تجري العادة على جلب الطعام الى المساجد، وبالتالي يجتمع الفقراء في المسجد مع الشخص الذي احضر الطعام، ويتناولون الافطار سوياً، ثم يصلون قبل ان يغادروا.

أمثال

تعد الأمثال الشعبية من أبرز ما يميز الثقافة السورية الشعبية، ويحظى شهر رمضان ببعض المصطلحات الخاصة من قبل السوريين، إذ أكدت السورية منى اسماعيل، انهم يطلقون على الايام العشرة الأُول من شهر رمضان «عشر للمرق»، وذلك للدلالة على تحضير الطعام والعناية الخاصة بالاكل، أما الايام العشرة الوسطى فيطلق عليها «عشر للخرق»، وهي التي يعنى فيها الناس بشراء ملابس العيد الجديدة، بينما الأيام العشرة الاخيرة، يطلق عليها اسم «صر الورق» وذلك للدلالة على الانهماك في الاعداد للحلويات الخاصة بالعيد، وابرزها المعول الذي يعد بالجوز أو بالفستق الحلبي.

مسحراتي ومدفع

تبقى للاجواء الروحانية حكاية خاصة في سورية، إذ تكثر زيارة المقامات الدينية، بينما يجذب المسجد الأموي الناس لأداء الصلوات، لاسيما التراويح. واعتبرت منى اسماعيل ان اهم علامات الشهر التي لم تتغير مع الوقت هي وجود المسحراتي الذي يتمتع بزي خاص يرتديه، إذ يتجول في منتصف الليل حاملاً طبلته، وينادي بجمل ثابتة «يا نايم وحد الدايم، اصحوا على سحوركم، جاي رمضان يزوركم»، ثم يبدأ بمناداة الأشخاص الذين يعرفهم بأسمائهم. أما في نهاية الشهر فيحظى المسحراتي بوجبات الطعام، الى جانب العيدية التي تقدم له تعبيراً عن امتنان الناس لعمله طوال الشهر. ويعد مدفع الافطار من أبرز ملامح رمضان في سورية، حسب منى اسماعيل التي أوضحت ان حكاية المدفع في بلدها بدأت، وفقاً للكثير من الروايات، بمدفع واحد كان موجوداً في جبل قاسيون، ولكن مع الوقت انتشرت مدافع الافطار بين المناطق والأحياء، ليصبح هناك اكثر من 17 مدفعا في مناطق وأحياء سورية المختلفة.

ولفتت منى إلى أن الدراما السورية دخلت بغزارة انتاجها على حياة الناس لتصبح من العادات الرمضانية، إذ باتت واحدة من التسالي المهمة بالنسبة للصائمين في سورية، فغالباً ما تعتمد ربات البيوت على الاعمال الدرامية لتمضية الوقت، مؤكدة ان المسلسلات المستوحاة من الحارات الشامية القديمة تجذب السوريين كثيراً.

وصفة زنود الست

المقادير:

كوبان من الحليب كامل الدسم.

خمس ملاعق كبيرة من النشا.

ثلاث ملاعق كبيرة من الدقيق.

ثلاث ملاعق كبيرة من السكر.

كوب (عبوة 250 مل) من القشطة (قيمر).

ملعقة كبيرة من ماء ورد.

ملعقة كبيرة من ماء زهر.

عبوة عجينة الجلاش.

خليط الزبدة والزيت.

ثلاثة ارباع الكوب من زيت الذرة.

ربع كوب من الزبدة السائلة (مذابة).

خليط الدقيق والماء (انظري نهاية الوصفة).

للقلي: زيت ذرة/ زهر الليمون/ فستق حلبي ناعم/ شيرة.

تحضير القشطة:

- يذاب النشا في نصف كوب من الحليب، ويوضع جانباً، ثم يوضع بقية الحليب، ويضاف الدقيق والسكر في قدر سميك القاعدة.

- توضع القدر على نار متوسطة الى ان يغلي الحليب، ثم يسكب الحليب فوق خليط النشا، وتعاد القدر الى النار.

- يطبخ الخليط على نار هادئة جدا الى ان يتماسك ويصبح كثيفاً، ويبدأ في الغليان، ويستمر التحريك والتقليب طوال المدة. يجب ان يغلي لدقيقة او دقيقتين، ثم يضاف القيمر، وبعدها ماء الزهر والورد، وتترك القشطة جانباً حتى تبرد.

خليط الزبدة والزيت:

- توضع الزبدة السائلة والزيت في كوب او طبق.

- حضري فرشاة ناعمة، وخذي رقاقة من عجينة الجلاش ثم تمسح بخليط الزبدة، - يوضع الخليط وفوقها رقاقة أخرى وتمسح، ثم تقطع الى اثنين او ثلاثة مستطيلات (حسب المقاس المرغوب).

- يؤخذ مستطيل ويوضع بالطول (رأسي)، ثم يوضع فوقه مستطيل آخر بالعرض (أفقي)، وتوضع نحو ملعقة كبيرة من الحشو، ثم يقفل المستطيل الذي بالعرض، وتلف العجينة بالمستطيل الآخر (الذي بالطول). ولابد من التأكد من إحكام إغلاق الجوانب تماماً. ويمكن لصق حافة زنود الست بقليل من خليط الدقيق والماء.

- يوضع الزيت في مقلاة عميقة، بحيث يكون بارتفاع واحد بوصة على الأقل، ويسخن على نار متوسطة، وتقلى زنود الست الى ان تصبح ذهبية اللون، مع تقليبها من وقت لآخر.

- تسقط زنود الست وهي ساخنة بالقطر (الشيرة)، وتترك لبضع ثوانٍ الى ان تتشرب القطر، ثم تخرج وتوضع في طبق التقديم، وينثر عليها الفستق الحلبي او زهر الليمون. وبـ«الهنا والشفا».

تويتر