ماثيو ويليامسون.. كلاسيكية إنجـليزية بطبعات مطوّرة
لم تخرج مجموعة المصمم الإنجليزي ماثيو ويليامسون، لخـريف وشتاء 2012 ـ ،2013 عن تلك الطبعات والتداخلات اللونية المبتكرة، ولكن بنسخة أكثر تحفظاً وهدوءاً، كما لو كانت «باليتة» ألوان ربيعية تغطت بطبقة جليد رفيعة كسرت من حدة درجاتها، مقدمة مجموعة ملابس يومية راقية، اعتمدت القصات الكلاسيكية ذات الطابع الإنجليزي، بلمسة تطوير مواربة.
لا يمكن وصف المجموعة سوى بالغنى، سواء في الخامات المستخدمة، التي تتميز بثراها وفخامتها ومزيجها الخاص، أو من خلال المجموعات اللونية المعتمدة، أو الطبعات والتصاميم الجرافيكية العصرية المتناسقة والمنسجمة مع بعضها بعضاً، مكونة تصاميم تحمل من الابتكار والجدية ما يكفي لتكوين مجموعة ملابس يومية ناجحة بكل المقاييس، مازجة بين الكلاسيكي والمعاصر، حاملة من التناقضات المتناسقة وترف الخامات، على الرغم من بساطة القصات، والقدرة على توظيف التصاميم نهاراً ومساءً.
أحذية تعاون دار «ماثيو ويليامسون» لموسم خريف وشتاء 2012 ـ 2013 مع المصممة شارلوت أولمبيا، من أجل تصميم أحذية خاصة بالدار مصنوعة من جلود النابا الملوّنة، إضافة إلى أحذية لمّاعة سميكة النعال، مغلقة من الأمام من اللون البني الفاتح، والرمادي، والأسود، وأخرى استوحيت من طبعات «البروكار» اللمّاع في بعض الفساتين، أو التي اعتمدت درجتين مختلفتين من اللون الواحد، إضافة إلى تلك المفتوحة من الأمام بحزام على الكاحل والمناسبة للسهرة، والتي بدت جميعها مناسبة وعملية لفترة الخريف والشتاء. |
تنوّع
ضمت المجموعة قطعاً متنوعة وعملية، بين الفساتين الطويلة ذات التنانير الواسعة، والقصيرة الضيقة، وأخرى ذات القصة الواسعة جزئياً، والمعروفة بقصة حرف الـ«أيه» الإنجليزي، إضافة إلى التنانير القصيرة المستقيمة، والسراويل ذات القصـة الكلاسيكية، والقمصان الحريرية، وأطقم السراويل والسترات ذات القصة الضيقة، إضافة إلى البلوزات، والمعاطف الواسعة، كما مزج المصمم بين البلوزات الصوفية ذات الأكمام الطويلة الضيقة والعنق العالي تحت قمصان من الشيفون الشفاف، ليعزز من عنصر مزج الألوان الذي يشتهر به دائماً.
وتميزت أزياء الخروج بثنيات مكتنزة ثابتة، معرّقـة بأوراق الذهب، وقطع صوفية مُزدانة بنقوش جرافيكية، ومنسوجات من قماش «اللوريكس» تم تقطيعها على شكل مثلثات رفيعة، وتم استخدام قطع فاتحة الألوان من جلود الثعلب و«الراكون» لصناعة رقع تزيينية عصرية تعزز لمسة الفخامة في القطع، كما حافظت الدار في تشكيلتها الجديدة على خطوط حياكتها المتقنة والبسيطة، إذ تستخدم الكريب الصوفي باللونين الأرجواني الغامق والوردي الناعم والخشبي، في حين تم تفصيل تصاميم مماثلة باستخدام الصوف اللمّاع.
مساء عملي
على الرغم من تميز القطع بعمليتها الشديدة وقصاتها الكلاسيكية المعاصرة، إلا أن المصمم فضّل أن يقدم عدداً من القطع المناسبة للسهرات، التي اعتمد فيها مجموعة من الخامات المترفة، من أهمها «البروكار» ذو الألوان الأرضية الغنية والطبعات الباروكية، وتلك الأقرب إلى شكل ولون الحدائق الخريفية الذابلة، كما ركزت المجموعة في تصاميم الفساتين والقطع المنفصلة على البساطة، مستعيناً مرة أخرى بالخطوط الجرافيكية، وتعكس التطريزات الذهبية المستوحاة من منمنات «فابريج»، والموشاة بخطوط خضراء لمّاعة نوعاً من العراقة والأصالة التي تبرز جودة التصميم، كما تم تطريز التصاميم بالخرز المستوحى من الجواهر الثمينة، مثل قطع الكريستال المغزلية، وحبات الخرز الزاهية.
وتتسم أزياء المناسبات بترفها المفرط، كما يبدو واضحاً في الفساتين الضيقة المصنوعة من الشيفون الحريري، الذي يزخر بحبات الخرز الفضية المعتقة، والمشغولات المفرغة التي تأخذ شكل ثريات متآكلة.
طبيعة
لم يبتعد ويليامسون عن تعزيز تصاميمه بالطبعات المستوحاة من الطبيعة ومن عصر الباروك، التي تعبّر مجدداً عن القديم والجديد في آن معاً، والذي يمكن ملاحظته في رسوم الأزهار والطيور أثناء طيرانها، والتي تظهر كاملة في البداية لتتجزأ بفعل الكتل اللونية الضخمة المستوحاة من أعمال الفنانة لولا دوبريه، وهو ما يبدو واضحاً في الفساتين الحريرية الطويلة، ذات التنانير الواسعة المتموجة، والمنسابة، كما يفضلها المصمم غالباً.
تداخل
مزج المصمم بين مجموعة مبتكرة وأنيقة من الألوان، السادة والمطبعة، حيث اعتمد اللون الفيروزي الفاتح، الذي بدا أنيقاً وكلاسيكياً مع البني الفاتح بالدرجة الذهبية، إضافة إلى الرمادي الداكن والبيج والبرغندي الفاتح والداكن والبرتقالي الناري الداكن، الذي بدا على الرغم من قوته، جزءاً لا يتجزأ من المجموعة، كونه يبدو واضحاً في أجزاء من طبعات في خامات أخرى، والتي قدمها المصمم مع قمصان من الشيفون الأسود، وهي الخامات التي قدمت بنسختها السادة، كما امتزجت جميعها أو أجزاء منها بطبعات لخامات أخرى من الشيفون الحريري، أو من البروكار اللمّاع السميك المناسب لبرودة الموسم، كما اعتمد اللون البرتقالي مع الفيروزي الفاتح في طبعات لفساتين طويلة وقصيرة، بدت أقرب للصيفية، أو لنهار مشمس نادر في الشتاء، إضافة إلى درجة متودرة منه تداخلت في مثلثات حادة في حاشيـة فساتين بيج مطبّعة بالنقوش الباروكية، كما تداخلت مجموعات الألوان لتكوين معاطف صوفية وأخرى من الفرو، في تناغم وتسلسل متناسق لجميع القطع التي توحدت في مجموعة ذكية ومبتكرة.
طبقة
اعتمد المصمم فكـرة مميزة أعطت للفساتين لمسة أناقة جديدة، من خلال إضافة طبقة شيفونيـة خفيفـة من اللون الأسود بدت أطول وأوسع ببوصة واحدة فقط فوق الفساتين السوداء الملوّنة، ما جعلها تضيف لمسة ضبابية وتفصيلاً خاصاً جداً على القصات، كما كان لقصات الفساتين التي اعتمدت قماش البروكار المذهب لمسـة معاصرة، من خلال الشقوق الطولية على جانبي الجذع، وقصة التنورة التي قصرت من الأمام وطالت من الجانبين، دون أن ينسى لمسته المميزة من الريش الناعم الطويل، والتي استخدمها في تصميم قصير زيّن فيها حواشي الفستان.