أفكار وثقافات مختلفة في ماكياج الموسم الحالي. من المصدر

«ماك».. ماكياج يتّسم بالحكمة

بعيداً عن صخب الصيف وألوانه المرحة القوية، والرتوش واللمسات الإضافية التي تعطي المرأة المظهر الأنثوي المتكلف، بعيداً أيضاً عن الرموش الكثيفة المعززة بكثير من الماسكارا وحبات الرموش الاصطناعية، تأتي موضة ماكياج خريف وشتاء 2012 - 2013 أقرب إلى الجذور، وجمال المرأة البدائي المقترن بما عكسته حقب وحضارات من التاريخ، امتزجت وتماهت لتقدم امرأة بمظهر عملي مدروس.

عائدة من عروض أسابيع الموضة العالمية، ومن خلف كواليسها المزدحمة بأشهر خبراء علامة الماكياج العالمية المحترفة «ماك» الذين غالباً ما يحركون، توازياً مع ما يضعه مصممو الأزياء العالميون من صرعات للمواسم المختلفة، موضة الموسم للماكياج وأشكاله الرئيسة المختلفة، تشرح فنانة الماكياج الأولى لدى «ماك» في الهند والشرق الأوسط، فيمي جوشي، أشكال الماكياج الرئيسة الأربعة لهذا الموسم، والتي يمكن أن توصف بنسخة عالمية عملية وذكية، لمزيج مستوحى للمرأة في ثقافات العالم القديمة، أو ما يمكن تخيله كنقطة التقاء لها.

تقول جوشي: «ليس المهم في هذا الموسم أن نحدد مظهراً واضحاً وثابتاً يعود إلى ثقافة ما، بل كان الأساس هو أن نصل إلى فكرة إيجاد مصطلحات وأشكال جديدة، مطورة وعملية، ترتكز على المرأة في الثقافات المختلفة، نوعاً من المرجعية والبنية الأساسية للجمال، ولكن بنسخة تحمل مفهوماً عالمياً وأصيلاً في الوقت ذاته»، مشيرة إلى أن «الخيال في هذا الموسم كان شاملاً باحثاً عن الإلهام من اليابان القديمة، إلى عصر النهضة في إيطاليا، إلى جميلات بريطانيا، إلى سحر الفتيات السلافيات (من الشعوب السلافية الأوكرانية القديمة)، كما كان مهماً ورئيساً تكوين بنية واضحة ومميزة للوجه، أكثر من تلوينه وتزيينه، من خلال إبراز بنية جذابة لعظام الوجه، أو بتمييز الوجه من خلال إحدى القسمات التي تحظى بلمسات تجميل خاصة وقوية، سواء كانت شفاهاً حمراء، أو عيوناً سوداء مبهرة أو حواجب لافتة»، والتي يمكن وصفها بإحدى أقوى سمات تشكيلة هذا الموسم.

«سينس آند سينسيبيليتي»

-- نقاء الشفاه ووضوحها عبر اللون «راشن ريد».

-- إتقان أحمر الخدود الهادئ للأماكن المفتوحة، حيث يجب أن يكون مدمجاً ومتناسقاً بعيداً عن التحديد والقوة.

-- دراسة أبرز عناصر الوجه المعاصر «أي حواجب أكثر كثافة».

-- استكشاف كيفية استخدام الألوان الهادئة الأكثر برودة وأناقة.

-- مسحات أكثر نضارة وصحة.

-- اتجاه اسكندنافي للألوان الحيادية.

«هون ستراكتشور»

-- يعتمد على الوجه المنحوت بلونه الطبيعي كأساس.

-- الحاجب هو المحور الأساسي الذي يمنح كل قسمات الوجه المظهر المعاصر.

-- حاجب أكثر استقامة وقوة، ويحظى بقدر أكبر من العناية والأناقة عن بقية قسمات الوجه.

-- إعطاء البشرة درجة باهتة للونها الطبيعي.

-- تحديد قوة عظام البشرة من خلال الظلال الداكنة.

«روم أنتيك»

-- عينان عميقتان واستخدام لمسة بسيطة على الشفاه لتحقيق التوازن.

-- عودة لمظهر العيون الدخانية، ولكن بشكل معاصر غير مبتذل.

-- تركيز أقل على الماسكارا.

-- المزيد من مظهر ودرجات لون الصدأ العتيق، مع مزج المنتج دون الإفراط في مظهر الرفاهية.

-- اعتماد درجات ألوان أرضية، مثل صخور الصحراء، وغروب الشمس، ودرجات البني الداكن، والبني الرمادي، والخشبي الرطب، ودرجات اللون البرونزي الباهت، وألوان الرمال، والدرجات الطبيعية للون البرقوقي، والتوت البري، ودرجات الرمادي المعدني، والإسفلتي، والفحمي.

«آرتي تك»

-- تأثير شرقي بلمسة تجريدية معاصرة.

-- قوة للعيون المكحلة بالأسود.

-- تحويل الشكل الكلاسيكي للكحل السائل إلى مظهر غير تقليدي.

-- تركيز على الرسم الفني لكحل العيون السائل، وتفادي بقية أجزاء الوجه.

-- بشرة نقية وشاحبة غير معززة بالألوان.

في هذا الموسم، تبتعد موضة الماكيـاج عن إبراز أنوثة الوجه، بل تميل أكثر إلى جعله أكــــثر قـوة وقســـوة، بحاجبان مستقيمان، وبنية عظام وجوه منحوتة وواضحة، بعيداً عن إبراز الاثنين معاً، «حيث لا تبدي المرأة العالمية خلال خريف وشتاء 2012 إغراءً صريحاً، لكنها لا تستعيض في الوقت ذاته بالمظـهر الصبياني، حيث يتركز مظهرها على شـــكل المرأة الحكيمة التي تتمتع بما يكفي من البراعة، لتضفي على مظهرها المزيد من المعاصرة والسيطرة»، بحسب جوشي، موضحة أن «المظهر المرفّه والنخبوي، لصفوة الطبقة الثرية قد عفا عليه الزمن، ويبدو مبتذلاً مقارنة بما يبدو أكثر أصالة وواقعية، بينما تضيف المديرة الفنية في «ماك» فرنسا، لين ديسنويرز، أن «الترف في هذا الموسم لا يعني التباهي، بل تكمن معايير الفخامة والرفاهية هذا الموسم في التفاصيل، والتي تجسد بالطبع الأناقة، هي امرأة عالمية بالتأكيد».

عقل وعاطفة

«سينس آند سينسيبيليتي» هو أحد الأشكال الرئيسة الأربعة لهذا الموسم، ويأخذ فيه شكل المرأة منحى معاصراً وعملياً، فهو مناسب للمدينة، صحي، ومتوازن، وبسيط، دون ترف أو إضافات، أو جهد واضح، إلا أنه راقٍ، باعتماد حساس وحذر للون، وتركيز على تحقيق بنية عظام معقولة غير مبالغ فيها، وتقول ديسنويرز إنه وعلى الرغم من أن الماكياج «مستوحى من الفروسية والأرستقراطية الريفية، فالشكل النهائي يميل إلى الشكل المدني المعاصر، مطلقة عليه اسم ماكياج (العقل والعاطفة)»، ويتفق المدير الفني في «ماك» بريطانيا، تيري باربر، مع هذه العبارة قائلاً: «إنه ماكياج كلاسيكي يلائم كل الأزمنة مع تطبيق عصري، إنها عناصر ماكياج لا تنتهي موضتها أبداً، بل يعاد ابتكارها من جديد».

رحالة مقتنية

في الشكل الرئيس الثاني«روم آنتيك» تجد المرأة في الروح الحرة والمستقلة أجوبتها، بعيداً عن المظهر الاحتفالي الغريب، وأقرب إلى المظهر الغجري، ولكن بنسخة ناضجة وحكيمة، «هي شخصية محبة للسفر، وراقية، وليست عشوائية، تبحث عن الجمال في رحلاتها وتقتنيه بأشكاله المختلفة، كما تنتقي تحفها وجواهرها الثمينة، جامعة من كل أرض جزءاً من جمالها»، وتشرح ديسنويرز بأنه شكل «أقرب إلى الشكل الذي تحلم به المرأة الأنيقة التي تعشق الخروج عن المألوف، المرأة التي تعشق الزينة، لكن ذوقها متميز»، ويشرح نائب رئيس فناني الماكياج في «ماك» نيويورك، غوردن إسبينيت، أن هذا المظهر لا يحاكي ثقافة معينة «بل هي مرأة تجوب العالم وتنتقي عناصر الجمال أثناء الترحال، ولم تتقن ماكياج ثقافة بعينها». لمسات من الألوان الهائمة غير المحددة، إلى الألوان المعدنية المبهرة المحاكية لألوان المجوهرات، إلى اتجاهات تركز على توظيف النسب، ودرجات ألوان مستوحاة من السفر.

ظلال وحدود

استكشاف وتحديد بنية عظام الوجه، ليست أمراً جديداً على عالم الماكياج وصيحاته، بل ممتدة منذ مواسم عدة، والتي وصلت إلى ذروتها في موسم ربيع وصيف ،2012 والأمر لايزال مستمراً في هذا الموسم تحت اسم «هون ستراكتشور»، إلا أنه أقرب إلى إضافة الظلال، بدلاً من إبراز عظام الوجه من خلال التفتيح، ويقول المدير الفني في «ماك»، آندرو غاليمور: «لقد تم تغيير أسلوب إضاءة الوجه هذا الموسم، فبدلاً من التفتيح، أصبحنا نتجه إلى إضافة المزيد من العمق من خلال التحديد، وهو الشكل الذي يلقي ظلالاً على الوجه، فيعطيه شكلاً أكثر شحوباً وأقل امتلاءً، ولكن بطريقة خلابة ومميزة، مع تركيز على قوة الحاجب».

عيون فنية

على الرغم من ارتباط محدد العيون السائل أو الـ«آي لاينر» ارتباطاً وثيقاً بالماكياج الكلاسيكي لعديد من الحقب ابتداءً من العشرينات وحتى الثمانينات، وتميزه الشديد في حقبة الستينات التي ساد فيها كحل العيون السائل ملكاً على جميع مظاهر الماكياج الأخرى، إلا أنه يحتل في هذا الموسم مكانة أخرى تختلف تماماً عن المظهر الكلاسيكي، بل هو أقرب إلى ذلك التجريدي المعاصر، أخذت اسم «آرتي تك». ابتعد فنانو «ماك» في هذا الموسم عن الشكل القديم والمعتاد لرسم الكحل السائل الأسود على الجفون، واتجهوا نحو شكل غير تقليدي للخطوط السوداء، ويوضح إيسبينت «لا يرتبط هذا الموسم بالشكل الكلاسيكي لمحدد العيون، بل يرتبط بالرسوم الهندسية على الوجه، ويكمن جمال هذا الشكل في التفاصيل، في خطوط متقطعة في بنيتها، إلا أنها تمثل فناً هندسياً لشكل العين، وتبرز جمال الوجه إلى حد كبير».

الأكثر مشاركة