«ويانيت».. جمال ملوّح بشمس الهـنود الحمر
ألوان قوية، وخطوط تعكس رغبة المرأة في المزج بين العملية والظهور الواثق، استوحتها مصممة الأزياء الإماراتية ومؤسسة دار «المياسة» للأزياء، فاطمة بن فهد، في مجموعتها الأخيرة من نساء أميركا الأصليات، الملوحات بشمس ملونة، وطبعات ونقوش ساطعة تجد في حرية الطبيعة وهيمنتها جزءاً من جذور أي امرأة.
مجموعات تأتي مجموعة «ويانيت» لخريف وشتاء 2012/،2013 للمصممة الإماراتية فاطمة بن فهد عبر دار أزيائها «المياسة»، بعد مجموعتين مميزتين حملتا لمسة نضج خجولة سرعان ما تطورت، ابتداءً من مجموعة «جاذبية اللؤلؤ» التي عكست كلاسيكية تميل إليها المصممة، و«قصة عاليا» التي وجهتها إلى فئة المراهقات اللاتي غالباً ما يعانين افتقار السوق الى تصاميم تتناسب وهذه المرحلة العمرية.
|
بمجموعة «ويانيت» لخريف وشتاء 2012/،2013 والتي تعني بلغة الهنود الحمر (صاحبة الجمال الأسطوري)، فضلت فاطمة بن فهد أن تحقق حكايتها الخاصة، عبر مجموعة من الملابس اليومية الجاهزة التي تميل المصممة إلى التركيز عليها، لاسيما مع افتقار سوق الموضة المحلية الى هذا الخط من الأزياء، مقدمة مجموعة تراوح بين العملية المريحة والأنثوية اللافتة، وخامات ناعمة منسابة تتوافق مع هدف وروح المجموعة البسيطة في فكرتها، المبتكرة في قصاتها.
انعكست تأثيرات حضارة الهنود الحمر على المجموعة من خلال تبني المصممة فكرة الجدائل التقليدية، واستخدامها في التصميم، مع إضافة المطبوعات المنقوش عليها بعض رسومات الحيوانات والريش، إضافة إلى الاستعانة بالأخير زينة في بعض القطع، واعتمادها فكرة التخريم، التي تفاوتت بين خامات التنانير أو زينة الأكتاف، فوق خامات ملونة ومطبعة، كما اعتمدت فكرة الصدر المموج بطبقات من الشيفون الحريري، على خامات سادة، ما أعطى المجموعة تنوعاً شديداً، من دون الخروج عن الفكرة المتسلسلة، الأمر الذي يعكس تطور المصممة وخطوطها.
ألوان
اعتمدت فاطمة ألواناً قوية وواثقة، بين المطبعة، والسادة، ولم تخرج عن ألوان الطبيعة: زهور، وأرض، ومعادن، في مزيج جمع بين الأسود، والبني، والفيروزي، تحت أحزمة عريضة جلدية بألوان معدنية نحاسية، أو طبعات باردة لألوان وردية وبنفسجية داكنة ورمادية تحت سترات قصيرة من دون أكمام بألوان فستقية فاقعة، يمكن ارتداؤها بأشكال وأفكار ومع ألوان مختلفة بحسب الميول الشخصية.
وقالت فاطمة بن فهد: «لقد سادت ألوان الأصفر، والأحمر، والوردي، والزيتوني المجموعة، كما قمت باستخدام ألوان الأسود، والأخضر، والأزرق، ألواناً ثانوية لكي أعكس صفات الحكمة، والجمال، والحب على المجموعة، وهي السمات الأساسية التي تميز روح الويانت الأسطورية»، مضيفة لـ«الإمارات اليوم»، أنها استحدثت فئة الإكسسورات أيضا والتي تمثلت في الأحزمة والسترات لكي تضفي مجموعة متكاملة لتعكس التشكيلة لمسة أناقة لا تخرج عن وحي المجموعة.
قدمت المصممة اللون الأصفر الفاقع ممتزجاً مع طبعات جلد النمر البنية الواضحة القوية، كما أدخلت مزيج الألوان الأخير مع أجزاء كبيرة من اللون الأبيض العاجي للراغبات في التقليل من قوة الألوان، مع لمسات بسيطة من اللون الفيروزي البارد. بينما اعتمد اللون الأصفر القوي في فستان واسع بكم واحد، يمكن اعتباره أفضل قطع المجموعة نظراً لقصته المميزة، والبرتقالي الناري بلونه السادة، والليموني المخضر بلونه السادة، المضاف إليها درجات أفتح وأدكن مقاربة، أعطت تأثيراً عميقاً ثلاثي الأبعاد على التصميم، إضافة إلى الأحمر الماروني الفاتح الغامق، بدرجات مقاربة ومتداخلة أعطت ذات التأثير، مع اعتماد اللون الفوشي الناعم، بتدرج بسيط وجزئي إلى البرتقالي في أجزاء من التصميم.
قبَلي
عكست المجموعة الطابع القبلي للهنود الحمر، واستخدمت ومضات مميزة من الألوان، ما أضفى على الأقمشة والأشكال لمسة حيوية، ومع استلهام هذه المجموعة من الطابع الأصيل لسكان أميركا الأصليين الذين ارتبطوا بشكل كبير بالطبيعة، عكست التشكيلة طابعاً اتسم بروح الجموح، إضافة إلى الخصائص الثقافية الخاصة بهم، التي انعكست من خلال طرق تزيين الخامات أماكن وأساليب تلك اللمسات التي اعتمدت على أشرطة الدانتيل والخيوط والريش والظفائر والجلد، بخطوط طولية وعرضية وأخرى منسدلة عززت اللمسة القبلية على القطع.
وحملت التصاميم لمسة شفافة لقطع تفاوتت بين الشيفون الحريري، والتول المخرم الأسود، والدانتيل المعرق، والغيبور بلمسة هندسية معاصرة أضيفت الى أجزاء من الفساتين، إضافة إلى قماش الليكرا المطاط، والتي كونت جميعها، مجموعة من الخامات التي تمزج بين العملية اليومية، والنعومة والترف الأنثوي الذي تحتاج أي امرأة إلى أن تتدثر به، كما مزجت الخامات بلمسات من الحلي، الذي اشتمل على الريش والسلاسل والخرز، وتم توظيفه بشكل مثالي، ما أعان على أن تتخذ المجموعة شكلاً بوهيمياً مميزاً.
قصّات
قدمت المصممة الإماراتية مجموعة مطورة من القصات العملية، مفضلة التركيز على فكرة الـ«جمبسوت»، إضافة إلى مجموعة من الفساتين القصيرة والطويلة، والذي كان أجملها بقصة طويلة واسعة بكتف واحدة، بينما انسدلت طبقات ناعمة لصيقة للشيفون الحريري بخطوط جانبية أعطت الفستان شكل الوشاح المنسدل، بينما تزين الكتف العارية بلمسة خيوط ذهبية ناعمة تنسدل على الكتف، كما اعتمدت فكرة الخامات الشيفونية المتداخلة كما لو كانت شبكة من الخطوط العريضة المزينة بقلائد سلاسل ذهبية ناعمة كونت سترة قصيرة بأكتاف مذهبة. لم تخرج الفساتين عن فكرة الأناقة العملية، من خلال اعتماد الخصر المطاط المناسب لمختلف القياسات، والجذع الواسع الذي تتجمع تموجاته على الخصر، بينما تتموج التنورة بشكل منساب وهادئ، تتناسب مع الفترات النهارية المرحة، والمسائية الهادئة، إضافة إلى فساتين وتنانير طويلة من الدانتيل الشفاف المخرم، التي أضافت لمسة مغوية على المجموعة.