في مجموعة اللبنانية إنجي شلهوب لخريف وشتاء 2012
تصاميم تستلهم جمال إمبراطـورة متمرّدة
«سيسي».. اسم لا يمكن ذكره دون تخيل امبراطورة متمردة، ذات جمال اسطوري، تردد اسمها عبر التاريخ، وحمل من الأناقة، والروح الحرة والتحدي، ما يكفي لتتحول صاحبته إلى أيقونة ارتبطت ببلد العراقة والفنون والموسيقى والرومانسية «النمسا»، واشتهرت الإمبراطورة بلونها العاجي، وشعرها الحريري الواصل إلى كاحلها، وصورتها ارتبطت دائما بالفارسة ذات العزيمة القوية، والشاعرة الحساسة.
كل ذلك، دفع مصممة الأزياء اللبنانية إنجي شلهوب، إلى أن تستوحي مجموعتها الأخيرة لخريف وشتاء 2012 من تلك الشخصية التي لم تكن وفاتها إلا سببا في أن تتحول إلى أسطورة نمساوية وهنغارية في آن واحد، مقدمة آخرة مجموعات علامتها التجارية «إنجي»، راسمة رحلة خيالية لسيسي الإمبراطورة إلى فرنسا، ومن هناك تبدأ حكاية أنيقة بدأت في القرن الـ،19 واستمرت عبر أفلام وحكايات، ومجموعة مميزة أخيرة للمصممة.
معاطف قدمت المصممة إنجي شلهوب مجموعة قليلة من المعاطف، إلا أنها تميزت في قصاتها، والتي بدت أقرب في شكلها إلى الفساتين الرسمية، سواء عبر المعطف الصوفي الأسود ذي الياقة الكبيرة المستديرة والمكونة لقصة لف على الخصر، وحزام مخملي بفيونكة ناعمة، وآخر صوفي بقصة مستقيمة وأكمام طويلة وأكتاف نافرة، وآخر من اللون البيج اللماع، ذو قصة كلاسيكية بياقات وأزرار مركزية أضيف إليه حزام أنثوي ذو فيونكة، حيث تميزت المعاطف بخطوطها الكلاسيكية شديدة الرومانسية. إضافة إلى المعاطف قدمت المصممة مجموعة من أطقم التنانير والسترات القصيرة الصوفية، بتنورات قصيرة. |
أناقة وشخصية مهيبة، وفساتين تتراقص كالحلم تحت الجسد العاجي، وقع في حبها من النظرة الأولى زوجها الإمبراطور النمساوي فرانتس جوزيف، رغم الخطط الملكية لخطبته من أختها الكبرى، إلا أن الجميلة ذات الـ 15 عاما، والملوحة بشمس التمرد، غير المهتمة ببروتوكولات البلاط الملكي، جعلته يخضع لسحرها غير المروض، لتتحول على مدى سنوات زواجها وحياتها المليئة بالأحداث، إلى ملهمة شهيرة للعديد من الفنانين والموسيقيين، منهم الأسطوري راعي المسرح، والسينما، والأوبرا الإيطالية لوتشيانو فيسكونتي، كما كانت الملهمة لمجموعة إنجي الأخيرة، التي حاولت عبر التشكيلة أن ترى شخصية سيسي عبر نظرة أكثر معاصرة، محاولة تخيل ما قد ترتديه، وما قد تميل إليه، إن كانت تعيش في عصرنا.
ألق
فساتين قصيرة وطويلة، ضيقة منسدلة، وأخرى منفوشة بتنانير متراقصة، قمصان وتنانير، سترات أنيقة، وأطقم، تميزت كلها بألق خاص جدا، جعلها تحمل من الملكية المعاصرة الكثير، تنوعت خاماتها بين الخفيفة الحريرية الهفهافة، والسميكة الدافئة، متجاهلة الاقتصار على الألوان الداكنة، ومفضلة إضافة لمسة مبهجة تشبه «سيسي» إلى المجموعة من خلال ألوان باستيلية، وأخرى معدنية، إضافة إلى مزيج ملون لطبعات قوية واضحة، وقصات مستقيمة، جمعت بين اللمسة الكلاسيكية غير المحددة بزمن أو حقبة، ومحاولة ذكية وهادئة لتطويرها، بينما كان للاكسسوارات من أقراط وعقود لمسة ملكية كلاسيكية مترفة، أضافت إلى المجموعة غنى لا يمكن تجاهله.
قدمت إنجي مجموعة متنوعة من التصاميم النهارية، والمسائية، والتي مالت إلى أن تحمل لمسة خمسينية من القرن الماضي، بأطقم صوفية ذات ألوان معدنية، وفساتين بأزرار أشبه بالقمصان الكلاسيكية وتنانير مزينة بأحزمة عريضة من القماش ذاته يتزين بفيونكات مخملية أضافت مزيدا من الحس الملكي إلى المجموعة، وأخرى بقصة صدر قلبية لفستان أخضر مطبع بطبعات حيوانية وحمالات تربط خلف الرقبة من المخمل الأخضر الزمردي.
بينما امتدت الطبعات الحيوانية، وتحديدا طبعة جلد النمر على فساتين «سجادة حمراء» طويلة بفتحات ساق عالية، وحمالة كتف وحيدة، أعطت فخامة مغوية على التصميم.
تستمر الفساتين القصيرة في إحاطة المجموعة بلمسة عصرية، تتفاوت بين القصيرة الواصلة حد الركبة، أو الأقصر التي تقل عن ذلك بمسافة شبر أو أكثر، إلا أنها لم تخرج عن القصات الكلاسيكية المحببة، والمتجددة دائما، المزينة بطبقات ناعمة ورفيعة من الأورغانزا الحريري المزين بلمسات ناعمة من الترتر المطفي الكحلي المقارب لون الليل الداكن فوق شفافية القماش الأسود، متخذة خطوطا عرضية على كامل الفستان.
خامات
مالت إنجي شلهوب إلى التركيز على اختيار خامات مميزة جدا، واعتمادها مع قصات ذكية، أنيقة وغير مبالغة تعين على إبراز جمال القماش أكثر من المبالغة في تعقيد القصات، معتمدة قماش الجرسيه الحريري اللماع، إضافة إلى الموسلين الصوفي، وتلك المزينة بالترتر، وقماش سميك مبتكر، مزين بالكامل بكشكشات ذات تفاصيل نافرة دقيقة أقرب إلى تويجات الزهور، وقماش الحرير الشيفوني المترف، الذي اعتمدته على شكل طبقات متموجة الأطراف لقمصان ملتفة على الجذع ذات أكمام طويلة، إضافة إلى القماش الصوفي الناعم المزين بنثرات متوزعة من الترتر الصغير الناعم، وقماش الموسلين الخفيف اللماع، والذي تكون من طبقات عدة كونت تنورة فستان سهرة طويل، وأخرى مزينة بخطوط عرضية مذهبة بالترتر اللماع انسدلت بتنورة طويلة ومتموجة، وآخر مشابه التنورة بلمسة أكثر ملكية عبر قماش التافتا الحريري المعرق بتعريقات ذهبية وفضية، وتافتا آخر أخضر مطبع بدرجات وطبعات جلد النمر، تجمع عند جانب الجذع بطريقة متقنة بكلاسيكية خمسينية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news