الاسترخاء.. سفر إلى واحة داخلية
توجد واحة من الراحة داخل كل شخص، لكن الوصول إليها في ظل ضغوط الحياة اليومية يتطلب اتباع أساليب بسيطة لا تستغرق الكثير من الوقت، ولا تحتاج سوى التركيز والتنفس بطريقة معينة لإبعادنا عن التوتر والقلق والسفر إلى ذلك المكان الجميل الموجود بداخلنا.
فعبارات مثل: ما هذه العصبية؟ فلتحاول الاسترخاء، فلتهدأ، نسمعها كثيراً في حياتنا اليومية، وقد تبدو جيدة، لكن أيضاً قد ينظر إليها على أنها «كلام فارغ» أو حتى أحد أساليب السخرية عندما تكون موجهة إلى شخص غارق في بحر من التوتر والضغط العصبي.
ولا شك في أن تهدئة النفس أمر جيد، لكن كيف تصل إلى هذا الأمر حينما تكون رؤوسنا أشبه ببركان على وشك الانفجار، خصوصاً أن كلمتي «استرخ سريعا» تبدوان متعارضتين، لكن الواقع يقول إنه يمكن الجمع بينهما إذا ما عرفت التقنيات والأساليب المناسبة لتحقيق هذا الأمر.
«مدرسة السعادة»
يقول مدير مركز العلاج الموجز بمدينة برشلونة الإسبانية، ومؤلف كتاب «مدرسة السعادة»، الطبيب النفسي رافائيل سانتاندريو «يوجد أسلوب سهل للتحكم في التنفس، ولمواجهة حالات القلق والتوتر العصبي، وهو في الوقت نفسه عملي وموثوق بنتائجه».
الأسلوب ببساطة كما يقول سانتاندريو هو «تركيز الانتباه في عملية التنفس خلال ثلاث دورات من الشهيق والزفير، وهو الأمر الذي يستغرق 10 ثوان فقط».
ويضيف الطبيب النفسي «بكل بساطة ما نفعله هو التركيز في كيف يدخل ويخرج الهواء من الأنف، والإحساس بشعور مداعبة الهواء لجدار التجويف الأنفي، ويتنوع الشعور ما بين البرد والسخونة، وفقاً للحظة». أما الخطوة التالية كما يقول الطبيب فهي «التركيز في أي ضوضاء بجانبنا، سواء كنا في غرفة أو أي مكان آخر، ومحاولة سماع أي صوت مثل حركة النقل، بمعنى آخر محاولة التعرف إلى الوسط الصوتي المحيط بنا خلال 10 ثوانٍ تقريباً».
وبالنسبة للخطوة الثالثة في هذا الأسلوب فتكمن في محاولة الشعور بأي شيء يلامس الجلد، مثل الساعة في المعصم، والقميص فوق الظهر والعنق، أو حتى ضم الشفتين في 10 ثوانٍ أيضاً.
«شفرات الشفاء»
يقدم الخبيران النفسيان الأميركيان أليكس لويد وبين جونسون، مؤلفا كتاب «شفرات الشفاء» أسلوباً آخر لإزالة التوتر والاسترخاء سريعاً ومواجهة مصاعب الحياة اليومية، يتم تنفيذه أيضاً عن طريق التنفس ولا يستغرق سوى 10 ثوانٍ، وينصح بتكراره ثلاث إلى أربع مرات يومياً.
و«شفرة الشفاء» هو أسلوب طوره لويد وجونسون لتحسين الصحة الجسدية والعاطفية والعقلية، ويتطلب تنفيذ سلسلة من الأوضاع باستخدام اليدين، واتصالها بما أطلقوا عليه مراكز استشفاء الجسد، ووفقا لمستخدميه فقد حقق نتائج «إعجازية».
وتعتمد أولى خطوات هذا الأسلوب على التركيز في مستوى التوتر الذي يشعر به الشخص في مواجهة هذه اللحظة، ومعرفة مدى تأثيره فيه، وإذا ما كان يؤثر بقوة في أحـد أجزاء الجسـد.
وبالنسبة للخطوة التالية فتتمثل في ضم راحتي اليد في وضع مريح، والتركيز في التوتر الذي يرغب الشخص في التخلص منه؛ سواء كان جسدياً أو عاطفياً أو روحانياً، وبعدها يجب على المرء لـ10 ثوان تنفيذ سلسلة من الشهيق والزفير بسرعة وبقوة، مع تحريك البطن أثناء التنفس، وإخراج النفس من الفم أثناء تخيل أي شيء إيجابي، مثل خروج التوتر من الجسد أو أي مشهد خلاب.