البعض يراها تخفف أعباء العرس.. وآخرون يرونها دخيلة على العادات

«تكافل الزواج».. خطوة لتخفض نفقات ليلة العمر

آراء مختلفة حول قبول أو رفض ظاهرة «التكافل الاجتماعي» في الأعراس. الإمارات اليوم

يُعد التحضير لمتطلبات الزفاف من الأمور التي ترهق العروسين، ليس فقط لجهة الوقت والمتابعة الدقيقة للتفاصيل كافة، وإنما أيضاً من الناحية المادية، إذ تتطلب تكاليف الزفاف ميزانية ضخمة تتعدى مئات آلاف الدراهم. وتخفف فكرة التكافل الاجتماعي في مناسبة الزواج من وطأة الأعباء المادية، كونها تريح العروسين من بعض الالتزامات، من خلال تعاون الأهل والأقارب في تقديم تكاليف بعض أجزاء الزفاف كالزفة أو الورد أو التصوير أو غيرها. وعلى الرغم من أهمية هذه العادة في التخفيف من أعباء الزفاف المادية، الا أنها تُعد دخيلة على العادات الاجتماعية في العالم العربي، لاسيما المجتمع الإماراتي الذي لم يعتاد بعد فكرة المساهمة المادية في العرس. واعتبر السوري أحمد قصاص، أن مسألة التكافل الاجتماعي في الأعراس، تتناسب مع عاداتنا الاجتماعية، فنحن معتادون على تقديم هدايا العرس التي احياناً تكون من اغراض المنزل، وبالتالي نتقبلها لأن النية الطيبة بالمساعدة هي الأساس في تقديم الهدية. ولفت قصاص إلى أن المتطلبات المادية زادت في الآونة الأخيرة، لاسيما مع ارتفاع تكاليف التحضير للزواج، وبالتالي يمكن القول إن أي إسهام في تحضيرات العرس قد يساند العريس الذي يجب أن يتحمل الاعباء كافة. ولفت الى أن العادات الاجتماعية دائماً قابلة للتغيير، فلا يمكن التشبث بما هو ثابت في المجتمع، فإن التغيير أمر ضروري وإن طرأ على بعض الحاجات في المجتمع، طالما أن الهدف هو تحقيق حياة أفضل.

الديكور هو الأصعب

قالت مديرة إدارة الأعراس والحفلات في منتجع «أتلانتس النخلة» سعيدة المصمودي، إن «الجزء الأصعب في اختيار مستلزمات الزفاف هو (الكوشة) وكل ما يرتبط بالديكور، معتبرة ان هذه الجزئية تتطلب الكثير من الدقة في اختيارها، وكذلك في التنفيذ، ولهذا غالباً ما تكون من الأجزاء التي تختارها العروس وليست من الأجزاء المقدمة لها هدية». ولفتت الى ان «الكوشة» تحديداً لا يمكن تقديمها، إلا من خلال شركات مميزة كونها يجب أن تكون متميزة.

تقليد اجتماعي

لبنى هاشم (لبنان)، رأت أن العادات الاجتماعية يجب أن تحترم، وبالتالي من الضروري أن يراعي الإنسان فكرة تقديم الهدايا ضمن منظومة العادات وعدم الخروج عنها، ما يعني أن المشاركة في تكاليف العرس قد تكون مقبولة من المقربين أي الإخوة ليس أكثر، فهؤلاء هم العائلة الصغيرة لأي فرد، وبالتالي من الممكن أن يساعدوه. واعتبرت هاشم أن فكرة وضع رقم للحساب البنكي التي باتت موضة رائجة في بلدها ويقوم بها الكثر ليست مقبولة عند الكثير من العائلات، لأن جمال الهدية في ان تكون مجهولة السعر، وليس في أن تقدم للعروس لائحة من البنك بأسماء من وضع في الحساب هدايا، ثم يردها في أعراس الأصدقاء بالقيمة نفسها. وأكدت سارة المنصوري، (الإمارات)، ان التكافل في الزفاف من الأمور التي يسهل تقبلها طالما ان ايقاع الحياة العصرية أدخل على حياتنا الكثير من التغييرات التي لم تعد تقتصر على الزواج، فالعادات في تبدل. وشددت على أن مساعدة الآخر ليس من الأمور التي يمكن ألا يتقبلها المرء، طالما ان الهدف هو تخفيف الأعباء عن الزوجين. وأشارت شقيقتها مشاعل المنصوري، إلى انها تتقبل هذه الهدايا كونها تعد جزءاً من الإسهام في تكاليف الزواج، لاسيما ان تكاليف الزفاف باتت مرتفعة جداً في هذا العصر، وباتت تؤخر الزواج عند الكثيرين من الرجال والنساء. ولفتت مشاعل إلى أن تفاصيل العرس كثيرة ومكلفة، ومن الممكن ان اتقبل هذا الموضوع إن كان مقدماً من الأقارب أو الأصدقاء فقط.

عادات دخيلة

اعتبر راشد حمد (الإمارات)، أن المساعدة في ترتيبات الزواج من الأمور التي يصعب ان يتقبلها، فهو يعتبرها من واجباته كون الزفاف من الأمور التي يعكس فيها تكريسه لأهمية زوجته في حياته، وكذلك مدى رغبته في اسعادها وتقديم لها ليلة من العمر. ولفت الى ان العادات الاجتماعية الإماراتية التي تربى عليها تقوم على ان هدايا العرس ليست أكثر من أغراض قد يحضرها الأصدقاء للزوجين وتحمل التمنيات بالسعادة. وأكد سالم محمود (مصر)، ان الهدايا المرتبطة بتحضيرات العرس ليست غريبة عندهم فهم لديهم عادات اجتماعية تعرف بـ«النقطة»، وتقوم هذه العادة بتقديم مبالغ نقدية للعروسين في حفل الزفاف، وغالباً ما يحفظ كل عريس ماذا قدم له من هدايا من قبل كل شخص،، وذلك كي يتمكن من تقديم هدية بقيمتها أو أكثر منها. وربط محمود أهمية التكافل الاجتماعي في الزفاف بتسريع الزواج، مشيراً الى وجود الكثير من الشبان الذين يؤخرون الارتباط بسبب متطلبات الزفاف التي باتت كثيرة في أيامنا.

موقع خاص

قالت مديرة إدارة الأعراس والحفلات في منتجع اتلانتس النخلة سعيدة المصمودي، «حرصنا في الفترة الأخيرة على تقديم برنامج كفيل بتسهيل التكافل في تكاليف الزفاف من خلال موقع خاص بتحضير الزفاف يتيح للعروس أن تحجز يوم زفافها عبر الإنترنت، ولاحقاً يمكنها الاختيار بين التصاميم المطروحة كخيارات عبر الموقع». ولفتت المصمودي إلى أن الفكرة تبلورت من خلال الأزواج الذين من خلال تعاطينا المباشر معهم اكتشفنا ان معظمهم يعاني قلة الوقت للقيام بتحضيرات الزفاف، وقد تطورت الفكرة من مجرد موقع يتيح للعروسين توفير الوقت، الى فكرة موقع يتيح للأقارب أو حتى الأصحاب الدخول الى الموقع واختيار أي جزء من أجزاء العرس وتقديمه هدية للعروسين بغية تقديم هدية مميزة، وكذلك الإسهام في التخفيف من الأعباء المادية على العروسين. وأعربت المصمودي عن اتجاه الناس الى كل ما هو سهل وبسيط، كما أن معظم الناس يتقبلون هذه الفكرة أكثر من تقديم المال باليد، مبينة أن معظم الذين يزورون الموقع ويقومون بهذه الحجوزات هم من جنسيات متباينة، لافتة إلى وجود اماراتيين قد بدأت تجذبهم الفكرة، إذ لاحظنا ان عدد زياراتهم للتعرف إلى موقعنا وكيفية الحجز قد ارتفع، الى جانب ارسالهم الكثير من الأسئلة للاستفسار عن كيفية التحضير للزفاف وكيفية الحجز. وأكدت أن الإقبال على هذه الفكرة يزداد يوماً بعد يوم، الأمر الذي يعزز التوقعات الايجابية بأن الفكرة ناجحة، على الرغم من أن البعض قد يراها الى حد ما دخيلة على المجتمع الإماراتي غير المعتاد «التكافل في الأعراس»، التي قد تكون موجودة بصيغ اخرى مختلفة في بعض البلدان العربية الأخرى. وحول كيفية انتقاء بعض اجزاء العرس للمساهمة في العرس، أوضحت المصمودي، ان هذه العملية تتم من خلال الاختيار بين تصاميم متباينة، اذ نعرض في كل خانة في الموقع مقترحات متعددة، ويمكن لمن يريد ان يهدي العروس او العريس أن يختار يوم الزفاف المحجوز، وبعدها يحجز لهما الجزء بعد اختياره ما يناسب الفكرة الأساسية التي تكون قد اختارتها العروس.

تويتر