تدلي الجفون.. الجراحة تصلح ما أفسده العمر
تتسبب مشكلة تدلي الجفون في عدم رضا أصحابها عن مظهرهم، إذ تجعلهم يبدون أكبر من عمرهم الحقيقي، سواء كانوا رجالاً أو نساءً. ولكن يُمكن لجراحة تصحيح تدلي الجفون مساعدة كل مَن يعاني هذه المشكلة في إعادة بريق الشباب والحيوية إلى وجهه من جديد.
وأرجعت عضو الجمعية الألمانية للجراحات التجميلية بمدينة فرانكفورت، مارتا أوبرماير، مشكلة تدلي الجفون إلى فقدان الجلد للشد، لافتةً إلى أنها غالباً ما تحدث مع تقدم العمر. وأوضحت أن «إجراء عملية جراحية يُمكن أن يُساعد في التخلص من هذه المشكلة، ولن يُسهم استئصال الجلد المترهل فوق العين وحده في التخلص من مشكلة تدلي الجفون، لكن يجب على الجراح إعادة تشكيل العضلات الدائرية بالعين، وكذلك الأكياس الدهنية الموجودة فوق الجفون، كي تُؤتي الجراحة ثمارها وتجعل الإنسان أكثر شباباً وحيوية عن ذي قبل».
وعن كيفية إجراء عملية تصحيح تدلي الجفون، قالت أوبرماير انه غالباً ما يتم إجراء هذه العملية باستخدام مشرط جراحي، إذ يقوم الجراح أولاً بتحديد الجلد الزائد بالجفن العلوي للعين، ثم يبدأ في عمل فتحة في هذا المكان. ويُمكن للجراح استخدام الليزر بدلاً من المشرط في إجراء هذه العملية.
وأضافت الطبيبة الألمانية أنه أثناء إجراء عملية تصحيح تدلي الجفون، يستأصل الجراح الأجزاء الزائدة من الجلد والعضلات الموجودة بالزاوية الداخلية للعين وأسفل الحاجب. وبعد أن ينتهي الجراح من إيقاف النزيف بعناية شديدة باستخدام ملقاط كهربائي دقيق، يبدأ في خياطة الجرح تحت الطبقة السطحية من الجلد باستخدام الخيط الجراحي الرقيق.
من جهته، أشار البروفيسور دينس فون هايمبورغ، من الاتحاد الألماني لجراحي التجميل ببرلين، إلى أنه يقوم بتحديد الأجزاء التي سيتم فتحها أثناء إجراء الجراحة بشكل دقيق قبل البدء في العملية من الأساس، لافتاً إلى أهمية تحديد نموذج لهذه الأجزاء والمريض في وضع الجلوس؛ لأن مظهر الجفن يختلف تماماً عندما يستلقي المريض.
ونبه إلى أهمية قياس الأجزاء المتدلية من الجفن قبل البدء في الجراحة أيضاً «فعادةً ما يتم التركيز على حجم الأجزاء التي يُمكن تركها عند إجراء الجراحات التجميلية، وليس على الأجزاء التي يتم استئصالها». وطمأن الجراح الألماني المرضى بأنه ليس هناك أي داعٍ للقلق على الإطلاق من أن تتغير أشكال عيونهم أو فقدان قدرتهم على إغلاق العين بعد الخضوع للجراحة.
وعلى الرغم من ذلك أوصى هايمبورغ المرضى بضرورة التأني جيداً قبل الخضوع لهذه الجراحة، وقال «من الأفضل أن يتم عقد جلسات إرشادية مفصلة للمريض، كما يُفضل أن يتم التقاط بعض الصور له قبل إجراء الجراحة، كي يتسنى له المقارنة بين تأثير ما بعد الجراحة وما قبلها».
وأكدّ الجراح الألماني ضرورة ألا يتوقع المريض نتائج سلبية قبل الخضوع للجراحة، موضحاً أن عملية تصحيح تدلي الجفون والعمليات التجميلية بشكل عام لا يُمكنها علاج المشكلات النفسية أو التغلب على مشاعر السخط التي تتملك الإنسان، إنما تُسهم في تجميل الشكل الخارجي فحسب.
ومثل كل الجراحات الأخرى، تنطوي جراحة تصحيح تدلي الجفون على بعض المخاطر أيضاً، وقالت الجراحة الألمانية أوبرماير «قد تؤدي عملية تصحيح تدلي الجفون إلى حدوث نزيف بعدها في بعض الحالات»، لافتةً إلى أنه عادة ما ينتج عنها بعض التورمات. وكي يتسنى للمريض التغلب على هذه التورمات، أكدت أوبرماير ضرورة المواظبة على تبريد العينين بمعدل يتراوح بين ثلاث وأربع مرات خلال الأسبوع الأول بعد الجراحة.
وقد تتسبب الندبة الناتجة عن جراحة تصحيح تدلي الجفون، في إفساد شكل الجفن العلوي للعين. ولكن إيفا ماريا باور من الجمعية الألمانية للجراحات التجميلية والترميمية والتكميلية، طمأنت كل مَن يُقدم على هذه الجراحة بقولها «غالباً ما تختفي الندبة داخل طيات العين الطبيعية، التي يمتلكها أغلبنا».
وأضافت الجراحة الألمانية أنه غالباً لا يبدو على المريض أنه قد خضع لجراحة من الأساس، عندما تتلاشى التورمات والآثار الأخرى الناتجة عن الجراحة، لاسيما إذا تم إجراء العملية على نحو جيد.
يذكر أنه لا يُوجد بديل حقيقي حتى الوقت الحالي لعملية تصحيح تدلي الجفون، وقالت أخصائية الجراحة الألمانية باور «عندما تتراخى الأنسجة الموجودة في الجفن، لا يُمكن حينئذٍ أن تُساعد تقنيات العلاج الظاهرية كالكريم مثلاً على علاجها، صحيح أن مادة البوتوكس ربما تحقق تأثيراً مشابهاً من خلال على رفع الحواجب إلى حد ما، إلا أنها لا تؤدي إلى التأثير نفسه الذي تحققه الجراحة».