تنتشر بين النساء وتسبّب زيادة الوزن والــسيلولايت
«يويو دايت».. حــمية المتردّدين لا تزيد عــلى 3 أيام
«يويو دايت»، يطلق هذا الاسم على الحميات التي يبدأها أصحابها مع أول الأسبوع، ثم لا يلبثوا أن يقوموا بنسف الحمية في اليوم الثاني أو الثالث على أكثر تقدير. وتكون الذرائع والأسباب التي يضعها الناس للتوقف عن الحمية كثيرة، ولكن هذا النظام غالبا ما يكون مقروناً بانتهاز الإجازة الأسبوعية لتناول ما لذّ وطاب من المأكولات والحلويات بحجة ان بداية الأسبوع المقبل ستترافق مع العودة للحمية من جديد. ويؤدي هذا النظام الذي ينتشر بنسبة أكبر بين النساء، الى زيادة الوزن والسيلولايت والترهلات بدلاً من خسارة الوزن.
محاولات
عزيمة وإصرار أوضح مدير مركز الاستشارات النفسية، الدكتور محمد النحاس، أن الأسباب النفسية التي تؤدي بالمرء الى عدم القدرة على تحمل مسؤولية قرار، هو ضعف الارادة وقلة العزيمة والاصرار عنده. ولفت الى وجوب تنمية العزم عند الشخص الذي يريد أن ينجح في حمية غذائية معينة، لأن المسألة ترتبط بالهدف، في حين أن غياب الهدف يعتبر نوع من أنواع هشاشة الاستمرار وانعدام القدرة على المواصلة. وشدد على وجوب وعي المرء بالتغييرات النفسية التي تصاحب الحرمان من الطعام، لأن الحرمان يولد النهم عند المرء الذي سيحاول أن يأكل الكميات الكثيرة من نوعية الأطعمة التي سيحرم منها، فالحرمان يعني القسوة على النفس. واعتبر النحاس أن التهيئة النفسية والتحضير النفسي، من الأمور التي ليس ضرورياً أن تتم من قبل الأخصائي النفسي، بل من الممكن ان يقوم بها اخصائي التغذية المدرك لعمله، مشيراً الى وجوب الالتزام بتأمين حاجات الجسم من مختلف أنواع الأطعمة، لأنها تؤثر في نفسية الانسان. وفي ما يتعلق بانتشار هذا النوع من الحميات بين النساء، فربطه النحاس بصورة المرأة، التي تعد أساسية عندها، بخلاف الرجل الذي يبحث عن القدرة على الانجاز، وقد ينظر الى صورته في حال كانت تمنعه من انجاز مهماته. وختم بوجوب وجود دافع عند الانسان يقوده الى تحقيق الهدف، الذي يولد لديه الاحساس بالرضا، وبالتالي السعادة والانجاز. |
اللبنانية كاتيا كركي قالت: «لدي محاولات دائمة مع ريجيم لا يكمل حتى منتصف الاسبوع، فلدي مشكلة في تنظيم غذائي خارج المنزل، اذ يصعب عليّ القيام بذلك، الأمر الذي يجعلني غير قادرة على اتباع حمية تمكنني من الاستمرار والمواظبة عليها لأكثر من أسبوع». وأضافت «الوزن الزائد الذي يجب أن أتخلص منه، لا يزيد على 10 كيلوغرامات، ولكنني غير قادرة على التخلص من هذا الوزن بسبب ضعف الارادة، وعدم القدرة على المواظبة على الحمية لمدة طويلة».
من جهتها، قالت الفلسطينية نور بوذية: «قمت بحمية غذائية ناجحة لفترة اشهر، وقد استطعت من خلالها التمتع بصحة جيدة ووزن مثالي خلال مدة لم تزد على الثلاثة أشهر، ولكنني بعد ذلك لم أتمكن من المحافظة على النتيجة التي حصلت عليها من الحمية لفترة طويلة، فقد كسبت الوزن الذي خسرته خلال سنة، وذلك بعد ان عدت الى نظامي الغذائي السابق والمعتادة عليه».
في المقابل، رأى يوسف قدسي، سوري الجنسية، أن الحمية التي يعتمد فيها المرء على نفسه بتحضير الطعام، ستفشل في النهاية، لأن الرجل لا يستطيع أن يحضر طعامه الصحي كل يوم، فهو يعمل وليس لديه القدرة على ان يخصص من وقته يومياً ما يعادل الساعة لتحضير وجباته الصحية. وشدد على ان الحصول على وجبات الحمية الجاهزة، يعد أفضل من التحضير في المنزل فهو أسلوب مضمون النتائج، ولكن كلفته عالية، فليس مثالياً لأصحاب الدخل العادي.
استغلال الاجازة لتناول الحلويات والمأكولات الكثيرة، هي المعاناة التي تعيشها المواطنة ريم محمد اسبوعياً. ولفتت ريم الى أنها تأخذ قرار البدء بالحمية بشكل أسبوعي تقريباً، ولا تستطيع المواظبة لأكثر من يومين، فهي غالباً ما تضعف في وسط الأسبوع، وتعود الى ايقاعها المعتاد في تناول الطعام. وأكدت أن اكثر ما يزعجها هو الاجازة الاسبوعية التي تفرط فيها بتناول الحلويات، تحت مبرر أنها ستعود الى الحمية في بداية الأسبوع، الأمر الذي بات يسبب لها الكثير من الوزن الزائد، فيما معاناتها الحقيقية تكمن مع نسبة الوزن الزائدة التي باتت تسبب الترهلات في مناطق محددة من الجسم.
نساء
أخصائية التغذية في مستشفى القاسمي، لطيفة راشد، أوضحت طبيعة هذه الحمية قائلة: «تنتشر الحمية التي تعرف بـ(يويو دايت) بين النساء أكثر من الرجال، ويدخلن في دوامة الحمية وخسارة الوزن، وعدم القدرة على الالتزام، ولكن غالبا ما يكون السبب نفسياً وليس غذائياً». ولفتت إلى أن أغلب الحالات التي صادفتها وتعاني هذه المشكلة تكون من النساء اللواتي يعانين الاكتئاب، فيدرن في حلقة مفرغة بين السمنة والحمية، دون ان يبلغن أي نتيجة.
ويعد النظام الغذائي التدريجي هو الحل المثالي للأشخاص غير القادرين على الالتزام بالحمية، فهو يمكنهم من المواظبة، ولكن بشرط ان تكون حالتهم متابعة من قبل اخصائي التغذية القادر على منحهم ما يحتاجون من أغذية، والموازنة في ما يحتاجه الجسم من مغذيات ضرورية وأساسية.
أما بخصوص اختيار أول الاسبوع للبدء بالحمية، فاعتبرته راشد من الأمور الإدارية التي تساعد على الالتزام، ولكن ليست أساسية كي يتمكن المرء من المواظبة على البرنامج الغذائي الخاص به. ونوهت بأن عيش الحياة اليومية العادية دون تخفيض السعرات الحرارية الى حد كبير، هو الذي يمكن المرء من خسارة الوزن المطلوب، اذ وبحسب راشد، لا يمكن انقاص السعرات الحرارية الى الالف سعرة في النهار، للشخص الذي اعتاد على تناول 3000 سعرة حرارية خلال النهار، فهذا سيرهقه جسدياً. واعتبرت ان التعرف إلى الروتين اليومي للمرء من خلال اخصائي التغذية ضروري كي يحافظ المرء على روتينه المعتاد مع وضع بعض التعديلات البسيطة، لأن التغيير الجذري ينفر المرء من روتينه الجديد.
وأكدت راشد أن الحمية التي تعتمد على اقل من 1000 سعرة حرارية في اليوم، تؤدي الى اكتساب الوزن الذي خسره المرء خلال فترة قريبة جدا، الى جانب زيادة الدهون والترهلات، لأن المرء سيتناول بعدها الأكل بكميات غير معقولة. وشددت على ضرورة التدخل الجراحي مع الأشخاص الذين لا يتمكنون من منع أنفسهم عن الطعام، ويحتاجون الى خسارة الكثير من الوزن، لأن الحميات لن تمكنهم من تحقيق أي نتيجة ملموسة. أما المحافظة على العادات الغذائية الصحية، فهي تتطلب الابقاء على المتابعة مع أخصائي التغذية، للتمكن من الوصول إلى الهدف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news