خلطات بيتية تحمل رائحة «الأرض» تجتذب الزوار
القرية العالمية.. «مؤونة السنة» بنكهات عربية
زعتر وزيتون وزيوت ومخللات وأعشاب وبهارات، كلها مواد تدخل ضمن قائمة المؤونة في بيوت خليجية وشامية أيضاً. ويفتقد كثير من المقيمين العرب الى مؤونة بلادهم، وتأتي القرية العالمية في دبي لتقدم عبر أجنحة عربية عدة نكهات مختلفة من مواد هذه المؤونة. ومن أبرز ما توفره «القرية» الخلطات المميزة التي يبتكرها أصحاب الأجنحة، إذ يبرعون في جذب المتسوق بنكهات غريبة قد يصعب أن يجدها المرء في الأسواق، خصوصاً أن معظم المواد المحضرة هي مواد بيتية الصنع، وتحمل رائحة الأرض التي أتت منها.
منتجات متشابهة تتشابه بعض الأجنحة بالمنتجات التي تعرضها من مؤونة المنازل، فتتميز أجنحة بلاد الشام بالمنتجات المتشابهة التي تبدأ بالزيتون والزعتر والمكدوس، لتصل الى الخلطات المبتكرة من المخللات والألبان والأجبان والأعشاب. بينما تتميز أجنحة الدول الخليجية بخلطات المخلل، لاسيما في البحرين، بينما تشتهر اليمن بالبهارات والعسل. وعلى الرغم من التشابه في المؤونة المعروضة في القرى المختلفة، فإن لكل منتج مذاقه الخاص الذي يختلف بسبب اختلاف طبيعة مناخ البلد وتربته. |
لبنان
قال عبدالجليل ملاعب، من القرية اللبنانية من جناح القصر اللبناني في القرية العالمية «نقدم الكثير من المنتجات والخلطات التي تصنع بطريقة منزلية، فنقدم المربيات البلدية التي ننتقي موادها الأولى من القرى اللبنانية، ومن الجبل تحديداً»، مشيراً إلى أنه في المربيات تحديداً تتميز حبات الفراولة والتوت بكونها كبيرة، وتترك كما هي في التحضير.
أما الخلطات التي تعد من اللبنة والزيتون والأجبان، فتعتبر من المواد التي يرغب فيها كثيرون، ويطلبونها الى جانب الزيتون الذي يقطف كل سنة في موسمه، منوهاً إلى أن الزيتون بات يقدم اليوم بطرق عصرية الى جانب الطرق التقليدية، فهناك حبات من الزيتون تكون محشوة بالثوم أو الفلفل الأحمر، الى جانب خلطات أخرى تقدم، ومنها سلطة الزيتون التي تمزج مع الزيت والفلفل والبهارات.
وأشار ملاعب إلى أن القرية العالمية، تعد المكان الذي يجذب الناس من أجل الحصول على مواد المؤونة التي لا يمكنهم الحصول عليها في الأسواق، لاسيما أن الخلطات التي تقدم في أجنحة القرية متميزة، وتشبه نكهات البلدان الأصلية. وقال إن «هذه المؤونة تبقى بحالة جيدة، لأنه يُستخدم زيت الزيتون الطبيعي في هذه الخلطات، شرط أن توضع في الثلاجة». وشدد على أن «كثيراً من النساء يحاولن أن يعرفن المكونات، إذ يستغربن الطرق التي من الممكن ان يتناولنها بها، لاسيما أن النكهات الجديدة غير مألوفة بالنسبة لهن، ولهذا نقدم ارشادات للنساء حول طريقة تقديم المنتجات التي نعدها».
فلسطين
أما يعقوب محمد، في الجناح الفلسطيني، فذكر أن المواد التي يقدمها بشكل اساسي، هي الزيتون والزعتر والمخللات، منوها الى أنهم أضافوا الخلطات الموجودة في المنازل الفلسطينية، وبعضها يعد حديثاً، إذ ابتكر ما يواكب متطلبات العصر. وشدد على أن كميات الخلطات هي التي توجد الفروق في المؤونة في نكهات الأكلات بين بلاد الشام.
وأكد محمد أن الاختلاف في النكهة الأساسية للمواد الأولية للمؤنة، ليست بسبب براعة الفلسطينيين أو أي بلد آخر، وإنما بسبب التراب والأرض، فطبيعة الأرض توجد الاختلاف في المذاق والطعم. وبين بعض المواد البيتية التي يوفرها في «القرية العالمية»، ومنها ورق العنب المكبوس في الزجاجات، والمعروف بكونه يعد من قبل ربات البيوت فقط، الى جانب الكثيرات من النساء اللواتي يبحثن عن هذه المكونات.
أما الأعشاب فلها حكاية أخرى في البيوت الشامية، ومن الأعشاب التي تدخل قائمة المؤونة، الزعتر والبابونغ واكليل الجبل والزهورات، التي غالباً ما تحضر ليلا كونها تعد مهدئة للأعصاب. وأكد محمد أن هذه الأعشاب توجد في كل المنازل، لكنْ هناك أعشاب باتت تقدم للحفاظ على الرشاقة، ومنها عشبة «رجل الأسد» التي تساعد على تخفيف الوزن؛ كونها تساعد على حرق الدهون.
تونس والبحرين
يقدم الجناح التونسي بهارات يشتهر بها هذا البلد، وقال محمد طرابلسي «تتميز البهارات التونسية بكون بعضها يحتوي على الفلفل الحار». أما مواد المؤونة الأساسية التي يقدمها فهي الملوخية التي تقدم مطحونة كالبودرة الناعمة، والتي تطبخ مع اللحم، أو الدجاج، فتكون سميكة قليلاً، الى جانب الملوخية.
وأكد طرابلسي أن الفريك، الذي يستخرج من القمح ويحضر كشوربة، يدخل ضمن المؤونة التي توجد في كل بيت تونسي، الى جانب (الزقوقو) التي تقدم في مناسبات دينية، ومنها المولد النبوي الشريف.
أما رب الحر، فهو من المواد التي لا يمكن الحصول عليها جاهزة في الأسواق، إذ تتميز بتحضيرها المنزلي الذي يعتمد على سلق الفلفل الحار وطحنه. ومن أبرز الأعشاب التي تستخدم في تونس، النعناع اليابس، الذي يضاف الى الشاي أو المشروبات الساخنة.
ولا يقدم الجناح البحريني المخللات المنزلية بطريقة مألوفة، فكثيرة هي الخلطات التي تميزه عن أجنحة بلاد الشام. وقال ياسر مانع «تعد المخللات أبرز المنتجات البحرينية، وتتميز بخلطاتها المتنوعة، والى جانب المخللات لدينا ما يعرف بـ(المهياوة)، وهو سائل يحضر من السمك المطحون الذي نستخدمه مع اللحم المشوي، الى جانب (المعبوج)، وهو رب الحر، الذي يستخدم مع الأكل».
من جهتها، شرحت شيخة عبدالله مكونات المخللات التي تقدم، وبينت كيف تتباين المواد التي تخلط مع المخللات، مشيرة الى ان المخلل البحريني يتميز بكونه يقدم من كل أنواع الخضار، فلا يقتصر على الخيار أو الجزر والطماطم أو الفلفل أو الزهرة.
وأوضحت كيف تتنوع المواد الأولية التي تعد غريبة، ومنها المانجو التي يضاف اليها الفلفل الحار، الى جانب اللوبياء والبامية، وكذلك الليمون العماني الصغير الحجم. وأكدت شيخة أن هذه المخللات التي تعد في المنازل تتميز بطعمها الذي هو أفضل من الجاهزة، وكذلك كونها تتميز كونها موثوقة من حيث النظافة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news