إهمال الأصدقاء والهوايات من مؤشرات إدمان «الإنترنت»
يمكن للآباء في كثير من الأحيان اكتشاف الخطر الذي يتهدد أبناءهم بإدمان ألعاب الكمبيوتر والإنترنت في وقت مبكر، حيث أوضح المركز الألماني لقضايا الإدمان لدى الأطفال والمراهقين بمستشفى هامبورغ الجامعي، أن هناك بعض المؤشرات التي تدل على إدمان الإنترنت، منها على سبيل المثال عدم الاهتمام بالأصدقاء، وإهمال تكوين علاقات صداقة جديدة، وكذلك التخلي عن ممارسة الهوايات المفضلة.
وبالإضافة إلى ذلك تتزايد ظاهرة فقدان التحكم بالنفس، حيث لا يبتعد مدمنو الإنترنت عن جهاز الكمبيوتر بسهولة، حتى بعد شعورهم بآلام في الظهر أو متاعب في العين، بسبب جلوسهم ساعات طويلة أمام ألعاب الكمبيوتر أو تصفح مواقع الإنترنت.
ومع ذلك لا ينصح المركز الاتحادي للتوعية الصحية بالحظر التام لاستخدام الإنترنت وألعاب الكمبيوتر من أجل الوقاية من ظاهرة الإدمان هذه، لكن من الأفضل الاتفاق على قواعد ثابتة لممارسة ألعاب الكمبيوتر وتصفح مواقع الإنترنت، في شكل حسابات زمنية مثلاً.
فبالنسبة للمراهقين بدءاً من عمر 14 سنة، يمكن تحديد ثماني ساعات أسبوعية لاستخدام الإنترنت، وبالطبع يمكن تقسيم هذه الساعات على مدار الأسبوع، ويمكن الالتزام بمثل هذه القواعد بصورة أفضل، عندما يتم وضع جهاز الكمبيوتر في نطاق معيشة مشترك.
ومن الأمور المفيدة أيضاً أن يبدي الآباء اهتماماً بتجارب ومعايشات أبنائهم على الإنترنت، وكذلك التعرف إلى الألعاب وخدمات الإنترنت مع أبنائهم.
وأعلن المركز الاتحادي للتوعية الصحية أن ألعاب الإنترنت أيضاً تمثل مصدر خطر كبير لإدمان الإنترنت، لأنها مصممة غالباً لتحفيز المستخدم على الاستمرار في اللعب من خلال مكافأته بالعديد من الأشياء والإمكانات الجديدة.
وكلما ظهرت شخصية اللعب الافتراضية بصورة أفضل، زاد تقدير اللاعبين الآخرين للمستخدم، الذي لا يتمكن من الوصول إلى المستويات المتقدمة في اللعبة، إلا بعد استثمار المزيد من الوقت أمام جهاز الكمبيوتر، وعادة لا تشتمل الألعاب على نهاية ثابتة.
وبالإضافة إلى ذلك يمكن أن يتسبب الاستخدام المكثف لشبكات التواصل الاجتماعي في إدمان الإنترنت؛ لأن المستخدم يحصل هنا على انطباعات وردود أفعال أكثر وضوحاً، مثل «هذا يعجبني!» في موقع «فيس بوك»، على عكس ما يحدث في الحياة الواقعية. كما أن المجموعات المتنوعة من الأصدقاء على الإنترنت تمنح المستخدم شعوراً بأن لديه دائرة كبيرة من الأصدقاء.