رواد الفضاء قد ينجون من إشعاعات المريخ
قال علماء في وكالة ابحاث الفضاء الأميركية «ناسا» إن الإشعاع الصادر عن سطح الكوكب الأحمر (المريخ) يشبه الى حد ما ذلك الإشعاع الذي تتعرض له المحطة الفضائية الدولية. وأضاف هؤلاء أن ما توصلوا اليه من معلومات عن اشعاع المريخ من شأنه ان يساعد الباحثين في فهم امكانية وجود حياة على سطح الكوكب المذكور، وكيفية ترتيب رحلات فضائية مأهولة اليه في المستقبل.
ويقول دون هاسلر الباحث في معهد ساوث ويست ريسيرتش، في كولورادو، المشارك في عملية رصد الإشعاع على سطح المريخ ودراسة مواصفاته «بالتأكيد يمكن لرواد الفضاء العيش في بيئة سطح المريخ». ومنذ هبوط المسبار الفضائي الأميركي كيوريوسيتي على سطح المريخ، في اغسطس الماضي، قام جهاز «راد» فيه بقياس مستويات الإشعاع مرات عدة ومقارنتها بمستويات ما يتعرض له طاقم المحطة الفضائية الدولية من اشعاع، واتضح ان مستويات اشعاع سطح المريخ تبلغ نصف كثافة مستويات ما تعرض له المسبار كيوريوسيتي، اثناء رحلته من الأرض عبر اعماق الفضاء في طريقه الى الكوكب الأحمر، التي استمرت تسعة أشهر، كما يقول هاسلر.
كما توصل علماء وكالة «ناسا» الى انه على الرغم من أن كثافة الغلاف الجوي للمريخ لا تزيد على 1٪ من كثافة الغلاف الجوي للأرض، إلا أنه مزود بكمية كبيرة واقية من الجزيئات الفضائية والدقائق الخطيرة والسريعة الحركة التي توفر له الحماية من اي اخطار لأنه يفتقد المجال المغناطسي الذي تتمتع به الأرض ويوفر لها الحماية. وقال الباحثون إن لدى المسبار كيوريوسيتي الذي بلغت كلفته 2.5 مليار دولار، القدرة على التكيف مع وجود هذه الطبقة الغريبة الحامية للمريخ، حيث تعمل أحهزته بشكل طبيعي، ومنها جهاز «راد» الذي تمكن من تسجيل قياسات عدة لمستوى الإشعاع، ولاحظ كيفية صعودها بنسبة 3٪ إلى 5٪ في كل يوم وهبوطها، ليتزامن ذلك مع زيادة كثافة الغلاف الجوي للمريخ وانخفاضها. ويضيف هاسلر انه وفريقه سيواصلون عمليات قياس كثافة الإشعاع وما يتعرض له الغلاف الجوي للمريخ بشكل يومي حتى يتوصلوا الى معدلات ثابتة ومستقرة، مشيراً الى انه لم يمضِ على وجود المسبار كيوريوسيتي في المريخ اكثر من ثلاثة أشهر ضمن مهمته التي ستستمر عامين.
وتقول الباحثة من مركز اشيما للأبحاث في كاليفورنيا، المتعاونة مع فريق متابعة مهمة كيوريوسيتي، كلير نيومان «اذا استطعنا جمع معلومات وبيانات اكثر عن الطقس اليومي للمريخ ومناخه بشكل عام، فإن ذلك يساعدنا بلا شك في الوصول الى فهم اعمق واشمل وافضل لتفاصيل ما يتعرض له غلافه الجوي يومياً من تغيرات وتفاعلات، ويعطينا مزيداً من الثقة في حل كثير من الأمور عن المريخ، التي كانت ألغازاً حتى الأمس القريب».
ويؤكد علماء وكالة ناسا ان القضية الحقيقية في الاستكشاف الإنساني للفضاء، هي معرفة مدى قدرة رواد الفضاء على تحمل التعرض لجرعة معينة من الإشعاع ومدى قوة وكثافة هذه الجرعة في حال دخولهم الغلاف الجوي للكوكب الأحمر في رحلات فضائية في المستقبل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news