التوصل إلى إنتاج وقود حيوي من الخشب
أعلنت شركتان تعملان في مجال الوقود والكيماويات توصلهما إلى إنتاج وقود حيوي من مادة الخشب ومخلفاته. وكان العلماء والمهندسون قد أمضوا العديد من السنوات وهم يعالجون أنواعاً مختلفة من المركبات من الحموض والبخار والمواد المحفزة على التفاعلات والعصائر الهاضمة من العضويات الميكروية، بهدف تحويل المخلفات وحتى قمامة المنزل إلى وقود للسيارات.
ويقول المسؤولون في شركتي كيور واينوس إنهم قاموا بإنشاء معامل بتكلفة ملايين الدولارات، مكنتهم من الاقتراب كثيراً من بدء إنتاج، وعلى نحو تجاري، لما يعرف بالوقود الخلوي، ويتوقع آخرون أن يتحقق النجاح خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وانفقت شركة كيور الأميركية ومقرها في ولاية مسيسبي أكثر من 200 مليون دولار على منشأة من المفروض أن تقوم بمزج مخلفات قطع الاخشاب مع محفزات كيماوية لإنتاج الوقود، وتتم هذه العملية خلال بضع ثوانٍ، وهي العملية التي يستغرق حدوثها ملايين السنوات، وتتم إزالة الأوكسجين من كتلة المادة الحيوية، في حين يجري تحويل العناصر الاخرى، وهي الهيدروجين والكربون، الى جزيئات يمكن معالجتها وتحويلها إلى وقود ديزل وغازولين.
وتهدف شركة كيور إلى إنتاج نحو 13 مليون غالون من الوقود سنوياً، وتنتظر حالياً ثلاث شركات لشراء الإنتاج، هي فيدكس، ويرهاوزر، وتشيفورن. وقالت شركة كيور إنها بدأت إنتاج ما دعته «الخام المتجدد»، وتنوي تصفيته إلى غازولين وديزل، وستبدأ بإرسال الشحنات إلى الزبائن في نهاية الشهر الجاري.
من جهتها، قالت شركة اينوس الأوروبية للنفط والمواد الكيماوية، إنها تضع اللمسات الأخيرة على المنشأة الخاصة بها، التي ستقوم بطبخ الخشب ومخلفات الخشب، حتى تتحطم الى جزيئات صغيرة من الهيدروجين وثاني أوكسيد الكربون. وسيتم ضخ هذه الجزيئات الى خزان معدني ضخم، إذ يقوم نوع من البكتريا بابتلاعها ثم تلقي بمخلفاتها التي هي ايثانول.
وانفقت الشركة حتى الآن 130 مليون دولار على المنشأة التي من المقرر أن تنتج ثمانية ملايين غالون سنوياً، أي 1٪ مما تستهلكه ولاية فلوريدا، وبالطبع فإن منشأتي الشركتين أصغر بكثير من المصافي النفطية النموذجية، لكن الانتاج التجاري في كلا الشركتين سيكون الدعامة الاساسية في إنتاج الطاقة المتجددة.
وعادة ما يكون الهدف في مثل هذه المنشآت صناعة الايثانول، وأحيانا الغازولين، أو وقود الديزل، أو مكوناتهما. وفي واقع الأمر فإن طرق إنتاج الوقود الحيوي متنوعة، لكن المادة الاساسية التي تعتمد عليها مشتركة، هي النباتات والشجر، وليس بعض المحاصيل الزراعية، مثل نواة بذور الذرة، وهي المادة الاساسية التي يعتمد عليها حالياً لإنتاج الوقود الحيوي في الولايات المتحدة.
وتقول شركة كيور إن كل غالون من الوقود الذي تنتجه يطلق سدس كمية ثاني أوكسيد الكربون التي يطلقها غالون من وقود النفط، نظراً الى أن كل شجرة أو نبات يستخدم لإنتاج هذا الوقود سيتم زراعة أخرى بدلاً منه، والتي ستقوم بدورها بامتصاص غاز ثاني أوكسيد الكربون من الجو. وتقول الشركتان إن إنتاجهما من الديزل والغازولين يطلق كمية من غاز ثاني أوكسيد الكربون أقل بكثير من الديزل والغازولين المنتجين من النفط.
؟ ترجمة: حسن عبده حسن
عن «نيويورك تايمز»
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news