مبالغة في تقييم الجفاف استناداً إلى ارتفاع حرارة العالم

درجة الحرارة وحدها ليست مؤشراً إلى تبخّر المياه. غيتي

قالت دراسة حديثة نشرت الاسبوع الماضي، في مجلة نيتشر العلمية، إن التقارير التي مفادها أن التغير المناخي ادى الى تشديد حالات الجفاف خلال العقود السبعة الماضية، كانت خاطئة، وانها كانت تستند الى حسابات غير صحيحة.

وحسبما ذكرته آنا صالح من «إيه بيس ي نيوز»، الاسترالية فإن تقرير الباحثين في دراستهم يفيد بان تقرير التقييم الرابع في عام ‬2007، والذي قامت به هيئة تغير المناخ التابعة للأمم المتحدة «بالغ في تقدير» زيادة حالات القحط في جميع انحاء العالم.

وكان هذا التقرير الاممي قد ادّعى بان القحط تزايد في شدته وفتراته، وانه تمت ملاحظته في مناطق متزايدة، خصوصاً في المناطق الاستوائية وما بعد الاستوائية، حسب ما ذكرته صالح.

وتم تأليف التقرير الاممي استناداً الى معلومات من «مؤشر بالمر» لشدة الجفاف، والذي قال عنه الباحث الدكتور مايكل رودريك، من مركز انظمة المناخ التابع لمجلس استراليا للأبحاث، انه كان خاطئاً. وأضاف رودريك في تصريح له «يستخدم العديد من باحثي المناخ مؤشر بالمر لشدة جفاف المناخ، ويحسبون مستلزمات التبخر باعتباره الوظيفة الوحيدة الناجمة عن درجة الحرارة. ولكن استخدام هذا المؤشر ادى الى نتائج غير دقيقة اشارت الى زيادة في مناطق الجفاف في العالم، في حين لم تحدث مثل حالات الجفاف هذه في أي من هذه المناطق».

واستطرد رودريك قائلاً: «الامر المثير للفضول أن الاستخدام الطويل لمؤشر بالمر من قبل باحثي المناخ مازال مستمراً، على الرغم من انه جرى التأكد مرات عدة بانه ليس مؤشراً واقعياً لحالات الجفاف التاريخية. وحتى الجزء المتعلق بمناخ تقرير عام ‬2007 حول شدة تغير المناخ فقد تمت مراجعته على نحو اساسي من قبل الامم المتحدة، نظرا الى مبالغته في الاعتماد على مؤشر بالمر، وارجحية المبالغة في تقييم الزيادة في حالات الجفاف في العالم».

ولجمع ما قال عنه الباحثون حسابات اكثر واقعية عن المناطق المناخية المتأثرة بالجفاف استخدم الدكتور رودريك، والدكتور جاستين شفيلد، والبروفسور إريك وود من جامعة برينتسون، صيغة لا يعتمد فيها التبخر على درجة الحرارة فقط، وانما على اشعة الشمس والرطوبة وسرعة الرياح.

وقال رودريك: «ليس من الضروري ان يزداد التبخر أكثر عندما ترتفع درجة الحرارة. ويعتمد ذلك على التفاصيل، والتي تكون مهمة جداً هنا. والامر الذي يحدد معدل تبخر الماء بصورة طاغية هي اشعة الشمس، ومعدل رطوبة الهواء والريح»، واستناداً الى كل هذه المعايير الاربعة، فإنها تشير الى انه «ليس هناك زيادة مهمة» في مناطق الجفاف منذ عام ‬1950 حتى عام ‬2008.

وقال المشاركون في الدراسة: «إن الزيادة التي تم ذكرها في الجفاف الذي يضرب العالم جرى المبالغة في تقديرها نظراً الى ان مؤشر بالمر يستخدم نمطاً مبسطاً للتبخر المحتمل، والذي يستجيب للتغيرات في درجة الحرارة فقط، وبالتالي فإنه يستجيب بصورة خاطئة الى ارتفاع حرارة العالم خلال العقود الاخيرة».

تويتر