تقنية جديدة لتجديد الخلايا. غيتي

باحثون يكتشفون ساعة داخلية للخلايا العصبية

كشف فريق من الباحثين من وحدة أبحاث الأعصاب بجامعة منتريال الكندية، أخيراً، وجود ساعة بالخلية العصبية الداخلية، يستخدمها الجسم أثناء التطور الجنيني. هذا الاكتشاف، الذي تم بالتعاون مع مختبر الدكتور أليسون فورنييه بمعهد الاعصاب بمونتريال، ونشر في المجلة العلمية «نيرون» عدد نوفمبر ‬21، من المحتمل أن يؤدي إلى تطوير أدوات جديدة لإصلاح وتجديد الخلايا العصبية، بعد الإصابات التي يتعرض لها الجهاز العصبي المركزي.

ودرس الباحثون الخلايا العصبية التي يتكون منها الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي)، وذلك لكي يفهموا بشكل أفضل كيفية تحور الخلايا العصبية عند الجنين النامي للوصول إلى وجهتها الصحيحة.

يقول دكتور فردريك شارون، مدير البيولوجيا الجزيئية بوحدة أبحاث الأعصاب أنه «من أجل تشكيل دوائر عصبية بشكل صحيح فإن المحاور العصبية النامية (تمديدات طويلة من الخلايا العصبية تشكل الأعصاب) تتبع إشارات خارجية للوصول إلى اهدافها الحقيقية»، ويضيف قائلاً «اكتشفنا أن للخلايا العصبية أيضاً ساعة داخلية، تعمل على تغيير استجابة هذه الاعصاب للإشارات الخارجية خلال تطورها مع مرور الوقت».

وركز العلماء في هذا المشروع على ما يطلق عليه بروتين القنفذ الصوتي (ب ق ص)، الذي يعطي الخلايا معلومات مهمة تساعدها على نمو الجنين بشكل صحيح، كما يلعب دوراً حاسماً في تطور النظام العصبي المركزي.

وتقول الباحثة المساعدة بمختبر دكتور شارون، باتريشيا يام، واحد مؤلفي البحث، «من المعروف أن المحاور العصبية تتبع اشارة (ب ق ص) خلال تطورها»، وتضيف انه «مع ذلك تغير المحاور العصبية سلوكها بمجرد وصولها إلى هذا البروتين، وكان ذلك يشكل لغزاً بالنسبة للمجتمع العلمي، واكتشفنا وجود ساعة داخلية للخلايا العصبية تستجيب للإشارات الخارجية عندما تصل إلى البروتين (ب ق ص)».

وتقول يام إن «النتائج التي توصلنا إليها أظهرت أن هناك أكثر من نظام يعمل في توجيه المحاور العصبية الاستطلاعية خلال التطور»، وتضيف الدكتور يام «ليس فقط الخلايا العصبية هي التي تستجيب لإشارات خارجية، ولكنْ لديها أيضاً نظام رقابة داخلية. ويُعد هذا الاكتشاف مهماً للغاية، لأنه يوفر إمكانات جديدة لتطوير تقنيات تساعد على تجديد وإصلاح الخلايا العصبية التالفة، ومع محاولاتنا تعديل العوامل الخارجية، فإنه يمكننا الآن النظر في تعديل العناصر داخل خلية ما من أجل تغيير سلوكها».

وتستهدف إصابات الجهاز العصبي المركزي آلاف الكنديين كل عام، والتي يمكن أن تؤدي إلى الإعاقة مدى الحياة. هذه الاصابات، التي يسببها في معظم الأحيان حادث أو سكتة دماغية أو مرض، جميعها صعبة الإصلاح، ولهذا السبب دعت الحاجة إلى إيجاد أدوات جديدة لإصلاح الأضرار التي تلحق بالجهاز العصبي المركزي، بما في ذلك التقنيات التي من المحتمل أن تساعد على تجديد الخلايا العصبية.

ويقول المدير العلمي لمعهد علوم الاعصاب، الدكتور أنتوني فيليبس «يسر المعاهد الكندية لأبحاث الصحة أن تدعم البحوث الرامية إلى تحسين حياة الأفراد المصابين بتلف في الدماغ أو الحبل الشوكي».

ويضيف أن «إصلاح الخلايا العصبية وتجديدها لايزال يشكل تحدياً صحياً مهماً، ونحن نعتقد أن نتائج بحوث الدكتور شارون ستسهم في هذا الحل».

الأكثر مشاركة