المشاهدة والاعتقاد أهم عناصر التكيف مع التغيرات المناخية
لما كانت التغيرات المناخية تشكل واحداً من أهم التحديات التي تواجه الإنسان، فقد كانت هذه التغيرات تعني ببساطة قدرة الاشجار والغابات، بانظمتها البيئية المعهودة، على التأقلم مع ما يطرأ من تغير على المناخ من حولها، بسبب العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي هي من صنع الإنسان وتدخله، والتي يقرر على ضوئها ما سيتخذه من إجراءات للتكيف.
وأظهرت دراسة علمية قام بها فريق من الباحثين من جامعة «لوند» السويدية للعلوم الزراعية، وجامعة لشبونة في البرتغال، وجامعة «فريبيرغ» الالمانية، أن هناك اثنين من العناصر المتعلقة بالبشر تلعبان دوراً حاسماً في التنبؤ بالتغيرات المناخية وتقرير ما يناسبها من تدابير واجراءات للتكيف معها. وقالت كريستينا بلينو رئيسة فريق الدراسة، إن «المشاهدة المستمرة والتفكير المتواصل إلى حد الاعتقاد هما أهم العوامل التي تساعد الانسان على توقع التغيرات المناخية واضرارها المحتملة، ما يمكنه من تقرير الخطوات والاجراءات المناسبة للتكيف مع تلك المتغيرات».
وجاء في نتائج الدراسة التي نشرت قبل يومين على الموقع الالكتروني لدورية «جورنال بلوس ون» العلمية أن معرفة حدود وعمق القدرة الانسانية على اتخاذ ما هو مناسب لمواجهة التغيرات المناخية والتكيف معها أمر في غاية الاهمية للتعاطي مع السياسات العامة بشأن تغيرات المناخ. وهناك اعتقاد عام منذ وقت طويل أن مخاطر التغير المناخي وآثاره خفيفة وبطيئة، بحيث لا نلمس تأثيرها مباشرة وبسرعة. واجرى الفريق عملية مسح للرأي شملت 845 من أصحاب الغابات والقائمين عليها في السويد والبرتغال وألمانيا، وأوضح معظمهم أنهم بالمشاهدة والملاحظة والتفكير توصلوا الى ادراك أشمل وأعمق للتغير المناخي. وقدم فريق الدراسة اول دليل علمي على أن قوة وعمق التفكير الشخصي في العوامل المحلية التي تؤثر في التغير المناخي تساعد بشكل كبير ومهم في توضيح تلك المتغيرات والتنبؤ بالإجراءات والخطوات الواجب اتخاذها للتكيف معها.
كما شملت عملية مسح الرأي اسئلة ومعلومات مهمة عن العوامل الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية التي هي من صنع الانسان في الغابات، وتأثير ذلك في التغيرات المناخية، إضافة الى تحليل كثير من الاحصاءات والبيانات التي ساعدت في تعزيز الاجراءات والبدائل المحتملة المتعلقة بالتأقلم مع تلك التغيرات.
كما بينت الدراسة أن مدى التوافق والانسجام بين أفكار اصحاب الغابات عن تغيرات الطقس بشكل يومي والتغير المناخي بشكل عام والقرارات التي تتخذها السلطات المحلية يلعب دوراً حاسماً في تقرير حجم القدرة على التكيف ومداها، ومعرفة قوة تأثيرها، وأن نشر المعلومات عن مؤشرات التغيرات المناخية وبوادرها يسهم في بلورة استراتيجية عامة لزيادة وتعميق الوعي الشعبي العام، ما يساعد على تسريع تقرير مدى الحاجة لتدابير جديدة للتكيف مع تلك التغيرات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news